عرض الرئيس الاميركي باراك اوباما على باكستان شراكة استراتيجية معززة، من ضمنها مساعدة عسكرية واقتصادية متزايدة، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس الاثنين. وقالت الصحيفة ان العرض جاء في رسالة من صفحتين سلمها خلال الشهر الجاري جيمس جونز مستشار الامن القومي للرئيس اوباما الى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. واوضحت الصحيفة ان العرض يشتمل على ضمانات تتعلق في ان الولاياتالمتحدة ستواصل زيادة مجهودها العسكري والمدني في افغانستان وان اي انسحاب متسرع من هذا البلد غير وارد. وسيعلن الرئيس اوباما الثلاثاء للاميركيين قراره بشأن ارسال تعزيزات الى افغانستان التي تشهد حركة تمرد دامية تقودها حركة طالبان. وعلى الرغم من ان افغانستان تستحوذ على كل الاهتمام، الا ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة تستند ايضا على استقرار باكستان، بحسب ما كشفت الواشنطن بوست. واعلن مسؤول اميركي كبير لم يكشف عن هويته للصحيفة "لا يمكننا ان ننجح من دون باكستان". واضاف "ينبغي ان تميزوا بين التصريحات العلنية والواقع. لا احد يتوهم حيال ذلك". وقال المسؤول انه من دون "تغيير طبيعة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان، لن نفوز في افغانستان". واضاف "اذا لم تنتصروا في افغانستان، فهذا سيعرض باكستان تلقائيا للخطر، وعندئذ ستبدو افغانستان شبيهة بلعبة اطفال" بالمقارنة معها. ويدعو عرض التعاون الاميركي الذي تم التطرق اليه اثناء زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى اسلام اباد في تشرين الاول/اكتوبر، الى تعاون اكبر وعلاقات ثنائية وثيقة، بحسب واشنطن بوست. الى ذلك رفضت باكستان أمس الاثنين التشكيك بالجهود التي تبذلها في حربها ضد الإرهاب ،وذلك ردا على دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لإسلام آباد بالقيام بخطوات أكبر ضد تنظيم "القاعدة" والعثور على زعيمه أسامة بن لادن. ونقلت صحيفة "داون" الباكستانية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قوله إن بلاده تفاجأت بدعوة براون بان على باكستان أن تبذل جهداً اكبر في حملتها ضد "القاعدة". وأشار إلى أن أكثر من 700 عنصر من تنظيم "القاعدة" اعتقلوا أو قتلوا خلال الأعوام الثمانية الماضية، ما يؤشر على التزام باكستان في حربها ضد "الإرهاب"، معتبراً أن أحدا يجب ألا يشكك في تلك الجهود. ولفت إلى ان المجتمع الدولي يقدر جهود إسلام آباد في هذا المجال. وقال إنه من الأفضل لهؤلاء الذين يطلقون التصريحات بشأن أماكن تواجد ابن لادن أن يتشاركوا مع باكستان في المعلومات عنه إن كانوا يمتلكونها.