فاز مرشح المعارضة بورفيريو لوبو في انتخابات الرئاسة التي جرت في هندوراس أمس الأحد والتي أثارت خلافا بين الولاياتالمتحدة والحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية. وحصل لوبو على أكثر من 55 % من الأصوات بعد فرز أكثر من نصف الأصوات واعترف اقرب منافسيه الفين سانتوس مرشح الحزب الحاكم بهزيمته . وقد تخفف هذه الانتخابات أزمة بدأت قبل خمسة أشهر في هندوراس بعد أن أطاح الجيش بالرئيس اليساري مانويل زيلايا في يونيو حزيران وأبعده إلى المنفى. ولكن في الوقت الذي بدا فيه من المرجح أن تعترف واشنطن بالانتخابات يقول زعماء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى أن هذه الانتخابات باطلة لان قادة الانقلاب أيدوها وقد تنهي أي أمل في عودة زيلايا إلى السلطة. وتعرض هذه الخلافات للخطر محاولات الرئيس الأمريكي باراك اوباما لبدء صفحة جديدة مع أمريكا اللاتينية حيث مازالت ذكريات الانقلابات العسكرية التي دعمتها الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة حاضرة في الأذهان. ومع إعلان النتائج الجزئية للانتخابات بعد تأخير طويل والذي عزاه مسؤولون إلى مشكلات فنية لوح نحو 300 من أنصار الحزب الوطني الذي يتزعمه لوبو بالإعلام ورقصوا ابتهاجا بالنصر عند فندق في العاصمة. وينظر إلى لوبو على انه أكثر قدرة من سانتوس على انتشال هندوراس من المأزق السياسي والعزلة الدبلوماسية. وكان جنود قد اقتادوا الزعيم اليساري من منزله يوم 28 يونيو الماضي وأخرجوه من البلاد فيما بدأ أكبر أزمة تشهدها امريكا الوسطى منذ انتهاء الحرب الباردة. ولم يشارك في السباق الرئيس مانويل زيلايا أو منافسه روبرتو ميتشيليتي الذي عينه الكونجرس رئيسا مؤقتا بعد الإطاحة بزيلايا في يونيو حزيران الماضي. وتعهد لوبو أمس الأحد بإنهاء عزلة هندوراس عن دول مثل البرازيل والمنظمات الدولية مثل منظمة الدول الأمريكية التي جمدت عضوية هندوراس ردا على الانقلاب. ولكن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أدان من جديد الانتخابات في هندوراس قائلا أن عدم الاعتراض عليها قد يشجع"مغامرين"آخرين على القيام بانقلابات في امريكا اللاتينية. وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن انتخابات أمس الأحد " طريق ديمقراطي إلى الأمام لشعب هندوراس" بعد انهيار محادثات من أجل التوصل إلى حل تفاوضي بشأن مسألة إعادة زيلايا للسلطة. ولكن واشنطن لم توضح ماذا كانت ستعترف بالفائز في الانتخابات.