يصادف اليوم (الأحد) اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وشرد أهله من قبل الكيان الإسرائيلي . وتؤكد المملكة العربية السعودية من جديد موقفها الثابت والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي جعل القضية الفلسطينية من أهم أولوياته وقدم العديد من المبادرات السلمية لحل القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي الإسرائيلي والتي لقيت موافقة واجماعا عربيا ومساندة دولية حتى عرفت بمبادرة السلام العربية التي تقوم على انسحاب (إسرائيل) من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالمحتلة مقابل التطبيع . وفى مثل هذا اليوم من عام 1947م أقرت الأممالمتحدة تقسيم فلسطين معترفة لليهود بجزء من الاراضي التى احتلت من أهلها الشرعيين ومنذ ذلك اليوم والشعب الفلسطيني يقدم تضحيات كبيرة في سبيل استعادة حقوقه واثبات عدالة قضيته ويناشد ضمائر العالم أجمع ويخاطب المنظمات الدولية والانسانية من أجل نيل حقوقه المشروعة . ووقفت قيادة الشعب الفلسطينى تنشد السلام ووافقت على قرارات الأممالمتحدة المتعلقه بالقضية الفلسطينية واضعة العالم أمام ضميره ليعيد الحق الذي اغتصب كما رحب الشعب الفلسطيني بجميع المبادرات الرامية الى اعادة الارض مقابل السلام. وتأتي ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام وسط تطورات متلاحقة في القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي . وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بدور بارز ومتميز لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في جميع المحافل الدولية اضافة الى تقديمها مختلف أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للقضية الفلسطينية .وكانت ولازالت قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة على أرضه محور التحرك السعودي على كافة الصعد وفي جميع المناسبات الاقليمية والدولية .. وفي هذا الاطار قدم الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله - مشروعه للسلام الذي تبناه وأقره مؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في مدينة فاس المغربية في سبتمبر 1982م . ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز جهدا في سبيل تعزيز الحقوق الفلسطينية بشتى الوسائل وعبر مختلف السبل . وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -عندما كان وليا للعهد- من منطلق مسؤولياته العربية والإسلامية تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم "مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز" قدم لمؤتمر القمة العربية فى بيروت العام 2002م ولاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض وأضحت مبادرة سلام عربية . كما اقترح حفظه الله في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من عام 2000م انشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدره مئتا مليون دولار يخصص للانفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا فى الانتفاضة وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس المحتلة والحيلولة دون طمسها وأعلن الملك المفدى عن اسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين. وفي اطار تضامن المملكة الدائم مع أبناء الشعب الفلسطيني في محنته وكفاحه المشروع لاقامة دولته المستقلة على أرضه وجهودها الحثيثة على جميع الاصعدة من أجل رفع المعاناة عن هذا الشعب وتعزيز صموده في مواجهة ما يتعرض له من حرب ابادة وقتل وتشريد وتجويع من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية المعتدية صدرت فى السابع من ابريل 2002م التوجيهات السامية بإرسال مساعدات عاجلة لابناء الشعب الفلسطيني شملت تقديم الاف الاطنان من التمور والامصال الطبية وأوعية الدم وأدوية الحروق اللازمة وتسيير قافلة اغاثة محملة بالدواء والغذاء لتقديمها لابناء الشعب الفلسطيني .. كما صدر التوجيه السامي الكريم بتنظيم حملة تلفازية شاملة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني . كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله في يوليو عام 2006م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين . وعندما قامت إسرائيل بشن حربها الشرسة على قطاع غزة في نهاية ديسمبر 2008م بادر خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء الاتصالات والمشاورات والاجتماع مع عدد من زعماء وقادة دول المنطقة والعالم حول الوضع في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني هناك . وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقف تاريخي في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ( قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة ) التي عقدت في الكويت في شهر يناير من هذا العام 2009م حيث أعلن حفظه الله عن تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب وأسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل . وأعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تلك القمة عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 1000 مليون دولار لإعادة إعمار غزة وشدد على أهمية وحدة الفلسطينيين في هذه المرحلة المهمة حيث قال أيده الله "وتقضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين ان فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل وأذكرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة وربط الهزيمة بالخلاف مستذكرا معهم قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ". كما نبه حفظه الله الكيان الإسرائيلي إلى أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد حيث قال رعاه الله "إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد" . وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله توجيهاته بتأمين كل ما يمكن من المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة . ووجه الملك المفدى كذلك باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في مختلف مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً . كما وجه حفظه الله ورعاه بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة . وتأكيداً لحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين على تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين الفلسطينيين قام حفظه الله بزيارة لعدد من المصابين الفلسطينيين واطمأن على صحتهم كما أوصى ببذل أقصى الجهود للعناية بهم والاهتمام بمرافقيهم ووجه بصرف مبلغ مالي يومي للمرضى الفلسطينيين المحالين للعلاج بالمملكة ومرافقيهم طول فترة وجودهم بالمملكة . وعندما حدث خلاف بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام بمكةالمكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف للوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية . واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ودولة رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك إسماعيل هنية اجتماعات في مكةالمكرمة بحضور عدد من المسؤولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين . وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428 ه . وفي إطار ما يبذله رعاه الله من جهود لرأب الصدع وتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود برقية لفخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم في شهر أغسطس من هذا العام 2009م دعاهم فيها إلى وحده الصف وقال حفظه الله في رسالته " إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر " . وذكرهم حفظه الله بقول الله عز وجل ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) وبقوله جل شأنه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) . وأضاف أيده الله " إنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي ، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أذكركم بإيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة ، إنني استحلفكم بالله ، رب البيت الحرام ، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء ، استحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم ، ووطنيتكم أعلى من صغائركم ، استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع ، وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب ، وهو سبحانه القائل ووعده الحق ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ). ولم يقتصر هذا الدعم على مساندة أبناء الشعب الفلسطينى ماديا بل وقفت المملكة معه فى كل خطواته التي تكفل له استعادة حقوقه وبادرت المملكة بمتابعة هذه الحقوق مطالبة وشرحا لعدالتها فى كل لقاء ثنائي يتم مع قيادتها وقادة وزعماء دول العالم منطلقة من القاعدة التى أرساها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله فى خدمة دينه وأمته الاسلامية . واقرب شاهد على ذلك جولات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السابقة في عدد من الدول الكبرى والدول المؤثرة فى الشرق الاوسط بما فيها راعي السلام الولاياتالمتحدة وما قام به حفظه الله من جهود تجاه القضية الفلسطينية وتأكيد لعدالتها وعدالة حقوق الشعب الفلسطيني.