لقد ظن وخاب ظنه من اعتقد بأنه يستطيع التسلل إلى بلاد الحرمين والنيل من أمنها، ولم يكن ذلك إلا واقعاً ملموساً عندما أرادت فئة من الحوثيين التسلل عبر حدود المملكة الجنوبية، فقد كان لرجال حرس الحدود الأشاوس الكلمة الفصل والدليل القاطع منذ الوهلة الأولى وقفوا وقفة رجل واحد وبذلوا دماءهم وأرواحهم في الذود عن الوطن ليسطروا أروع المواقف البطولية التي أثبتوا للعالم بأن حدود المملكة في أيدٍ أمينة ومنيعة تمنع كل معتد، ولم يأت ذلك إلا من خلال معادن الرجال والشعور الصادق بعظم المسؤولية ويقينهم الجازم بأن (بلد لا نحميه لا نستحق العيش فيه) وأن شعب المملكة أجمع يقف معهم وحكومة تقدر مواقفهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه فقد وضع ثقته بأبنائه فكانت في مكانها وشرف استحقوه باقتدار كما أنهم أثبتوا صدق الظن بهم وترجموا ذلك واقعاً في هذا الموقف عندما كتبت مقالاً سابقاً قبل ما يزيد عن العام بعنوان (لا حدود للاخلاص وإنما للحدود رجال مخلصون) وهذا إثبات لمن لا يعرفهم عن قرب أما من يعرفهم فهو يدرك اخلاصهم وتضحيتهم، كما أن تضافر الجهود من باقي القطاعات الأمنية ورجال الجيش السعودي الذين هبوا للوقوف مع اخوانهم ليحصدوا شرف الدفاع عن الوطن وقد تحقق لهم ما أرادوا بفضل من الله، وشاهد الجميع عبر القنوات الفضائية بطولاتهم كما شاهدوا حضور كبار المسؤولين في أرض الميدان لمساندتهم ودعمهم وتسخير كافة الامكانيات لهم ولمواطني وقاطني تلك المناطق، وكان لها أبلغ الأثر في نفوسهم ونفوس شعب المملكة قاطبة والمقيمين أيضاً، وقد جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين التي لها من الدلالات والمعاني ما لها - لا يتسع المقال لحصرها - حيث قال حفظه الله (المملكة قوية بالله وقادرة على ردع كل معتد ورد كيده) فليس بعد هذا دليل وتأكيد على حفظ أمن المملكة فهي رسالة واضحة وصادقة لكل من تسول له نفسه زعزعة أمننا، فليهنأ كل من يقف على أي شبر من هذه البلاد الطاهرة بهذه القيادة الحكيمة ورجال الأمن الأبطال، فأدعوا الله أن يديم على الجميع الأمن والأمان ويحفظ قادتنا ورجال أمننا من كل مكروه ويمدهم بعونه وتوفيقه ويرد كيد المعتدين في نحورهم. * المستشار بمكتب المدير العام لحرس الحدود