كنتُ أتطلع إلى جهاز اليكتروني بقربي فوجدت أزاريرهُ وقوابسه مُعظمها خالية من الحروف والأرقام بل عبارة عن رموز يمكن فهمها بسهولة مثل شكل يرمز للمايكرفون وآخر يرمز للسماعات وثالثُ يُشير إلى مكان فيش الكهرباء هذا غير الألوان فالسلك الأزرق يقابله مدخل لهُ بنفس اللون والأحمر كذلك وهكذا، وفي الأماكن العامّة كالمطارات والأسواق وعلى الطرق حيث يشترك الناس باختلاف ثقافاتهم ولُغاتهم في المنفعة نجد اللغة الغالبة هي الرموز بجانب اللغة الرسمية للبلد، لهذا أينما ذهبت تجد نفس الرمز فمن الذي لا يعرف أن الدائرة الحمراء يقطعها خط أحمر مرسوم عليها سيجارة تعني منع التدخين أو لوحة في الطريق مرسوم عليها شكل طائرة تعني المطار أو لوحة حمراء يتوسطها خط عريض بالأبيض تعني ممنوع الدخول وحتى الألوان فالأخضر في كل الدُنيا يعني السماح والأحمر يعني المنع ففي المطارات بوابات الجمارك فيها الأخضر والأحمر فمن يحمل معهُ ما يوجب أخذ الرسوم عليه الاتجاه للبوابة الحمراء ومن لا يحمل شيئاً يستوجب الرسوم فعليه الاتجاه للبوابة الخضراء. لدينا محليّاً إشارات ورموز لا توجد عند غيرنا، مثل رمز للكعبة يدل على وجهة مدينة مكّة وفي عرفات ومزدلفة ومِنى لوحات تدل على الجمرات برمز واضح وكذا موقع ذبح الهدي، والمساجد على شكل مربع ومئذنة فوقها هلال ولا أنسى اتجاه القبلة رسم الكعبة وسهم يُشير إليها، لهذا لا يجد الحاج أو المُعتمر مشقّة في معرفة الاتجاهات أو الوجهات ، الأمر الطريف في الحكاية أنني لاحظت رمزاً لدورات المياه في مطار الملك خالد بالعاصمة الرياض بأشكالٍ غير مُعتادة لمن لا يعرف عاداتنا ، فقد وضعوا على دورات النساء رمزاً لامرأة تلبس الخِمار ولدورات الرجال رمزاً لرجل يعتمر العقال فقلتُ في نفسي إنهُ أمرٌ مُحيّر لغير السعوديين فقد تعتقد سيدة غير مُحجبة أن المكان مُخصص فقط للمحجبات أو يعتقد رجل أن دورة المياه مُخصصة للسعوديين فقط فيُحجمون عن الدخول إليها ..!! الشاهد أنني أتمنى الاهتمام باللوحات أيّاً كان مجالها تلك التي تدل الناس على مُختلف ثقافاتهم ولُغاتهم وأجناسهم بكل سهولة دون التعصب للغة أو عادات أو أعراف من أجل راحتهم وراحتنا أيضا.