أدان اتحاد كتاب مصر عمليات الشحن الاعلامي الهادف لزرع الفتنة وإثارة الفرقة في مصر والجزائر. وناشد الاتحاد، في بيان كل الأطراف ألا يخلطوا في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربي المعتمد على التاريخ الواحد والمصير المشترك. وأبدى اتحاد كتاب مصر أسفه لما وقع من أحداث ومشاحنات أعقبت مباراة منتخبي مصر والجزائر المؤهلة لمونديال 2010 والتي أقيمت بينهما في السودان يوم الأربعاء الماضي. ورأى الاتحاد أن ما حدث لا يعبر من قريب أو بعيد عن تاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين، معربا عن "إدانته للشحن الإعلامي الزائد للجمهور وتقديم معلومات خاطئة لإثارة الرأي العام، وتحويل حدث رياضي عابر إلى مناسبة لزرع الفتنة وإثارة الفرقة وتبادل الاتهامات". وقال البيان إن "أدباء وكتاب مصر أعضاء الاتحاد وهم يستشعرون الخطر المتربص بالأمة العربية إنما يحذرون من الانسياق إلى اتخاذ مواقف انفعالية يمكن أن توسع الفجوة بين الشعبين، لأن الصراع والشقاق بين مصر والجزائر لا يخدم سوى أعداء هذه الأمة". وأضاف البيان أن "هناك من القوى الخارجية التي تدفع بالأمة العربية دفعا إلى الصراع العربي-العربي، وعلينا أن ننتبه لهذا ولا ننساق لتنفيذ مخططات العدو تحت ضغط الانفعال، وأن نهتدي دائما في علاقاتنا الثنائية بتضامن مصر مع الجزائر في حرب التحرير، وتضامن الجزائر مع مصر في حرب أكتوبر(ضد إسرائيل في العام 1973) متذكرين الحديث النبوي الشريف الذي يقول 'المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا'". وناشد اتحاد الكتاب المصريين والجزائرين شعبا وحكومة وأجهزة إعلام أن يتمسكوا بالحكمة وأن يعملوا العقل، وأن يكون الأدباء والكتاب والمثقفين طليعة لغيرهم بدلا من الانسياق وراء الانفعالات واتخاذ القرارات العصبية. وطالب الاتحاد باتخاذ الخطوات الجادة لمنع تكرار تلك الأحداث المؤسفة وأن تقوم كل حكومة بمحاسبة المخطئين بالقانون، وذلك حرصا على المصير المشترك والوحدة العربية التي ستظل دائما هي طريقنا للغد. على ذات الصعيد قال عبدالقادر حجار السفير الجزائري بالقاهرة مساء الاحد إنه لم يدل بأي تصريح لأي جهة إعلامية مفاده أن الجزائر لا تقدم أي اعتذار حول الأحداث الأخيرة بعد مباراة منتخبي مصر والجزائر التي جرت في الخرطوم . ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (أش أ) عن حجار قوله فى بيان لسفارة الجزائر بالقاهرة مساء الاحد "ما زلت أرفض حتى الآن الإدلاء بأي تصريح ، حول مجريات الأحداث ، تجنبا لأي تفسير أو تأويل ، وأن الجهات الوحيدة التى أدلي لها بالتصريحات هي الجرائد الجزائرية " . وتابع سفير الجزائر "إن كل ما ينشر على لساني خلال الفترة الحالية محض افتراء واختلاق .. وسكوتي عن الإدلاء بالتصريحات ليس خوفا من الإعلان عن موقف وإنما تحوط للحفاظ على العلاقات التاريخية الجزائرية المصرية التى كانت وماتزال وسوف تظل متينة وقوية وراسخة ومستمرة وستبقى كذلك ، لا تؤثر عليها الأحداث " .