أكد السفير المصري لدى المملكة محمود عوف أن النظرة الاستراتيجية الثاقبة للملك عبدالعزيز رحمه الله بوصيته لأبنائه من بعده بأهمية توطيد العلاقات بين مصر والسعودية كانت تهدف إلى خلق شراكة إستراتيجية فاعلة في إطار العمل العربي والإسلامي المشترك وتسعى من خلاله إلى تحقيق الحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الحيوية داخلياً وإقليمياً ودولياً. وتناول السفير المصري في محاضرة ألقاها عن" العلاقات المصرية السعودية بين الماضي والحاضر والمستقبل " بمعهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض عن أوجه التعاون الوثيق والاستراتيجي الذي يربط البلدين ، كما تحدث عن حقيقة التفاعل السعودي المصري الذي من خلاله تم تنسيق مواقفهما تجاه العديد من القضايا العربية والإسلامية . وأكد السفير عوف في سياق حديثه على أن مسارعة مصر إلى إدانة عمليات التسلل الآثمة للمتمردين إلى حدود المملكة الجنوبية إنما يأتي في إطار التكامل بين الأمن القومي للدولتين حيث أكدت مصر وقوفها إلى جنب شقيقتها المملكة بكافة إمكانياتها بالرغم من يقينها بقدرة المملكة على الحفاظ على أمنها وسيادتها في مواجهة فلول المتسللين . و تطرق السفير المصري إلى بعض المستجدات في ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين أشار فيها إلى التطور الكبير الذي حدث إذ تضاعف التبادل التجاري إلى مستوى 4,78مليارات دولار أمريكي بنهاية عام 2007م وجاءت مصر في مقدمة الدول العربية المصدرة للسوق السعودية مؤكداً تضاعف حجم الاستثمارات السعودية في مصر حيث بلغ إجمالي قيمة رأس مال هذه الاستثمارات بنهاية شهر أغسطس 2008م حوالي 73,1 مليار جنية مصري لتصبح السعودية ثاني أكبر المستثمرين الخارجيين في مصر . ونوه السفير عوف بمستقبل العلاقات الثنائية بين الدولتين موضحاً انه امتداد لما كان عليه في السابق واصفاً إياها بأنها ستشهد الكثير من الازدهار انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية في ضوء الإرادة السياسية والنوايا المخلصة لدى البلدين . وفي ختام المحاضرة شكر الدكتور خالد بن إبراهيم العلي المشرف على إدارة البرامج التأهيلية السفير محمد عوف على تلبية الدعوة وقدم العلي نيابة عن مدير المعهد درعا تذكارياً بهذه المناسبة للسفير المصري .