ليس هناك أسعد على عالم الجيولوجيا من كسر صخرة أو طبقة متحجرة ثم يجد بداخلها عظمة لديناصور أو زعنفة لحوت أو نبتة عاشت قبل ملايين السنين .. ولكن تخيل معي لو أنه فتح صخرة (يعود عمرها لملايين السنين) ثم فوجئ بحشرات أو ضفادع أو ديدان غريبة تخرج منها .... هذا النوع من الأحافير ظهر في مناسبات وعصور مختلفة ولم يحظ حتى اليوم بتأييد المجتمع العلمي .. فمن البديهي أن يبرز السؤال عن كيفية بقائها طوال هذه الفترة / وكيفية عيشها في وسط مغلق حيث لا ماء ولا هواء (!!؟) .. ومع هذا ما تزال الشهادات تتوالى بخصوص العثور على مخلوقات صغيرة داخل مواقع جيولوجية مغلقة من دول ومناطق عالمية مختلفة.. وهذه المخلوقات قد تكون ديدانا أو ضفادع أويرقات تعيش داخل حجارة صماء أو جذوعا متحجرة (حيث لا ماء ولا هواء ولا حتى فراغ للتحرك). وهي ظاهرة قديمة مازالت بلا حل ويطلق عليها اسم الأحافير الحية أو (Living Fossils) .. ففي عام 1865 مثلا نشرت مجلة ساينتفك أمريكا (وهي واحدة من أقدم المجلات العلمية) تقريراً عن اكتشاف ضفدع أسود داخل صخور صماء في أحد مناجم لويزيانا .. فبينما كان العمال يكسرون الصخور في منجم للفضة وجدوا الضفدع داخل تجويف صخري بالكاد يتسع لحجمه .. وأشارت المجلة إلى أن هذه الظاهرة رغم ندرتها لوحظت في أماكن كثيرة من العالم تميزت فيها الضفادع بلونها الأسود أو الرمادي الشاحب ! أيضاً في عام 1967نشرت صحيفة التايمز (الجنوب أفريقية) خبراً مصوراً عن اكتشاف 68 ضفدعاً صغيراً داخل جذع متحجر. وقد اكتشف الضفادع مزارع حاول إزاحة الجذع من مزرعته ولكنه عجز فطلب مساعدة جيرانه لتكسيره. وحين كسروه من المنتصف وجدوا فجوة كبيرة تعيش فيها الضفادع الصغيرة!! وفي عام 1988استلمت مجلة "الأحياء" البريطانية رسالة من مهندس جيولوجي ادعى أنه اكتشف أفعى عمياء داخل إحدى الصخور وأرفق مع رسالته صورة للتجويف الصخري وبداخله الأفعى .. أما أغرب هذه التقارير فهو شهادة مجموعة من العمال الفرنسيين برؤية مخلوق غريب انبثق من بين الصخور بطريقة مرعبة .. فبينما كان العمال يعملون على شق نفق للقطارات! تحت باريس .. وأثناء محاولتهم تفتيت صخرة ضخمة قفز منها فجأة مخلوق غريب (يشبه السحلية) له قدمان طويلتان اتاحتا له الجري وراء العمال. . وبعد دقائق من الركض المفزع خر هذا المخلوق بطريقة تظهر أنه مات اختناقا !! .. وهذه التقارير بالمناسبة تذكرنا باعتقاد فلكلوري قديم يمكن أن تسمعه في أي مكان في العالم (بخصوص إمكانية نشوء المخلوقات من العدم) ؛ فالناس مثلاً كانوا يعتقدون أن القمل يتولد من الدسم والذباب من القاذورات بل وينقل عن أرسطو نفسه قوله : لو وضعت لحماً متفسخاً بين قطع من الطوب لتولدت منه عقارب سوداء بعد عشرين يوماً.. ولكن الحقيقة هي أن بذرة الخلق وبيوض الكائنات قد تكون مجهرية أو صغيرة جدا (بحيث لا ترى بالعين المجردة) ثم تنبثق منها الحياة خلال ساعات قليلة ... ورغم عدم تأكدي من دقة التقارير المتعلقة بالأحافير الحية ؛ ولكن ما أعرفه جيدا أن مظاهر حياتية (أكثر غرابة) وجدت في بيئات غير متوقعة وشديدة التطرف مثل فوهات البراكين وتحت جليد القطبين وحتى على النيازك القادمة من المريخ والزهرة .. وبناء عليه لا أستبعد قدرة الحياة على البزوغ والاصطبار في مناطق محصورة وبالغة الضيق وأمعاء سيادتكم مجرد مثال !!