لم يكن قرار شركة روتانا في الاستغناء عن بعض الأسماء التي تضمها بالجديد ولا بالمستغرب، بل يمكن اعتبار هذه الخطوة متأخرة وبعد "خراب مالطة" إن صح التعبير، حيث سبقها في ذلك شركات إنتاج فنية خطت نفس الخطوة فيما يتعلق بالاستغناء عن مطربيها أو بإيقاف إنتاجها ككل خلال فترة الأزمة الاقتصادية التي هزت من قدراتها المالية. ويمكن اعتبار ما قامت به –سابقاً- مؤسسة الأوتار الذهبية وشركة فنون الجزيرة من قرارات "مصيرية" نقطة تحسب لصالحها، حيث ساعدها هذا الأمر على إعادة ترتيب الأوراق وإيقاف نزيف الخسائر التي طالتها من عدة جهات، سواء من خلال الأزمة الاقتصادية أو ما سبقها من "قرصنة" لمواقع الإنترنت أو تزوير إنتاجها الفني، فكان هذا القرار "نقطة تحول" وخطوة "ذكاء" خلصتها من مغبة الدخول في متاهات الخسارة. وبالعودة لروتانا والتي أفاقت متأخراً من أزمتها وبدأت بالبحث عن المسار الصحيح، بعد انضمام شركة "نيوز كورب" العالمية لها كشريك نسبي معها للقضاء على القصور القائم حالياً في أداء روتانا والذي تسببت به الصداقات والمجاملات وصولاً إلى غياب المهنية التي أدت إلى خسائر متفاوتة. في وقت طغت عليها "نرجسيتها" في امتلاك السوق العربي واحتكار أكبر "كمية" من المطربين والمطربات دون أي حساب لما هو قادم، فكانت نتيجة سياسة الإغراق التي أتبعتها مشاكل عدة بدأت ب"اتهامات" بعض مدرائها التنفيذيين وانتهت ب"عداوات" مطربيها النجوم. يمكن اعتبار أن هذه الإفاقة الأخيرة والتي بدأت تحصد معظم ما جنته في وقت سابق وكانت ضحيته فئة من المطربين الذين يمكن وصفهم "بلا واسطة" ولم تخدمهم الشركة سواء أثناء تواجدهم فيها أو بعد توديعهم، رغم أنهم أسماء مغمورة (سارة، ضاوي، مرام، عادل الخميس) إلا أن التشابه كبير بينهم وبين الكثير ممن يصفون ب "فئة خمس نجوم"، فالمبيعات دون المستوى بالمقارنة بما يتم صرفه على إنتاج أي من ألبوماتهم أو حتى "بهرجة" تصوير الكليبات الغنائية فالمحصلة في الأخير متشابهة. في الأعوام الأخيرة اتجهت روتانا لفكرة تقليص المصاريف من خلال عدة أمور قبل أن تفكر جدياً في الاستغناء عن مطربيها، منها تحديد ثماني أغنيات في كل ألبوم فقط يمكن دفع تكاليفها وما زاد على ذلك فالفنان هو المسئول عن قيمته، ولنا في ألبومات الخمس عشرة أغنية أكبر دليل حيث تكفل بما زاد عن ثماني أغنيات المطرب أو الشاعر المنتج كالعادة، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الألبومات تم طرحها عن طريق شركة روتانا باعتبار أنه من ضمن إنتاجها وهو في الأساس من إنتاج الفنان نفسه، ولكن رغبة من الفنان في كسب "شهرة" روتانا كشركة عملاقة هو ما يجعله يقدم على هذه الخطوة حتى وإن لم ينل من مردود هذا الألبوم حتى ريالاً واحداً، والأمر كذلك ينطبق على تصوير الكليبات فما زاد عن اثنين فالفنان مسئول عنه أو بصورة أوضح "الشاعر المنتج" هو المسئول، كما انتهجت عدة طرق لزيادة المداخيل وتعويض المصاريف على سبيل المثال فكرة إدارة الإعمال للفنان أو بمعنى آخر تنفيذ لعقد الاحتكار ومشاركته فيما يتحصل عليه من إقامة الحفلات العام منها والخاص. كثير من نجوم الشركة يشتكون من الإهمال و"التطنيش" في بعض الأحيان فيما يتعلق بصرف الميزانيات الخاصة بألبوماتهم، مما يضطرهم للإنتاج على حسابهم الخاص إلى حين أن يصلهم "المبلغ" ليقدموا بعدها "الماستر" النهائي للألبوم، وكثيراً ما بحث هؤلاء النجوم عن مالك الشركة لإنقاذهم وربط أسمهم باسمه -من باب الواسطة طبعاً-، ومن لم يصل إليه اتجه إلى مديرها سالم الهندي لنفس الغرض، فكانت النتيجة "تخبطات" واضحة أوصلت الشركة إلى ما وصلت له الآن. قد يكون دخول شركة "نيوز كورب" العالمية حائط صد لأي واسطات أو مجاملات يمكن أن تحصل لبعض الأسماء، وسيكون اعتماد الشركة من الآن على ما يقدمه المطرب من دخل مادي يعوض ما يتم صرفه عليه، وسيكون بداية العام الميلادي الجديد بداية لانطلاقة جديدة لشركة روتانا في طريقها الصحيح.