أشاد الملحق الثقافي السعودي الدكتور عبدالله الطاير بالعلاقات السعودية الإماراتية والتي وصفها بعلاقات الأخوة المتينة والمميزة في شتى الميادين والمجالات، وذلك خلال لقاء تعريفي عقد مؤخراً بالتعاون مع نادي دبي للصحافة في مدينة الإعلام بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حضره د. محمد الحيزان من وزارة التعليم العالي ود. فالح السليمان من جامعة الملك فهد للبترول، ود. سعد بن ناصر حسين من جامعة الملك سعود، وعدد من موظفي القنصلية العامة السعودية بدبي ومندوبي وسائل الإعلام من السعودية والإمارات. ويعود تأسيس الملحقية الثقافية السعودية في إمارة دبي إلى حوالي 1968 م، وتعاقب عليها عدد من المدراء وتم تعيين الملحق الحالي د. عبدالله بن موسى الطاير في بداية العام 2009 م. وهي إحدى ملحقيات البعثة الدبلوماسية، وتضطلع بتوجيه من سفارة المملكة العربية السعودية في الإمارات بتنمية وتطوير العلاقات الثقافية والأكاديمية ومتابعة ورعاية شؤون الطلبة السعوديين الدارسين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقال الدكتور عبدالله الطاير الملحق الثقافي السعودي: "إن عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الإماراتية قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة من حوالي 90 طالبا وطالبة عام 2002 م إلى أكثر من 1100 طالب وطالبة عام 2009 م يدرس معظمهم في جامعات الشارقة، والأمريكية بالشارقة، وعجمان والأمريكية بدبي، مشيدا بالتعليم العالي الإماراتي وما وصل إليه على مستوى الكم والنوع". وأضاف الطاير: "لقد مرت أكثر من أربعة عقود على تأسيس الملحقية في إمارة دبي، وحظيت منذ افتتاحها برعاية واهتمام أبناء إمارة دبي خصوصا أصحاب السمو الشيوخ والسعادة والمسؤولين والنخب المثقفة في هذه الإمارة الناهضة. وهو نفس الاحترام والتقدير الذي لقيه جميع من تشرف برئاسة هذه الملحقية أو عمل فيها من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونوه الملحق الثقافي السعودي بالتعليم العالي السعودي الذي تطور كما وكيفا بشكل لافت للنظر خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث أشار إلى أنه "في عام 1969 م كانت هناك جامعة واحدة هي جامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، إضافة إلى 7 كليات للشريعة واللغة العربية والدعوة الإسلامية والتربية والبترول والمعادن يدرس فيها 5352 دارسا، كما بلغ عدد المبعثين للدراسة في الخارج 1937 طالبا. وفي هذا العام 2009 م يبلغ عدد طلاب التعليم العالي حوالي مليون طالب يدرسون في 52 جامعة وكلية حكومية وأهلية، إضافة إلى عشرات الكليات التقنية". لقد تحقق للتعليم العالي في المملكة قفزات نوعية وكمية استرعت انتباه المهتمين بشؤون التعليم العالي في مختلف دول العالم، وأدخلت تغييرات جذرية للوصول إلى هيكلة جديدة للجامعات بحيث تتناسب مع توجهات سوق العمل السعودي والعالمي، عبر مجموعة من البرامج والإجراءات، والخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى تشمل: القبول والاستيعاب، المواءمة، الجودة، التمويل، البحث العلمي، الابتعاث. وتم التعامل مع قضية الجودة من بعدين مهمين، أولهما رفع الكفاءة الداخلية للجامعات عن طريق ضبط المخرجات والتحقق من جودتها، وتحقيق الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي للجامعات. وقال الطاير: "لقد أثارت بعض التصفيات العالمية أسئلة جوهرية حول مستوى تنافسية التعليم العالي السعودي، إذ حلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 1681، وجامعة الملك عبدالعزيز في المرتبة 2785 وجامعة الملك سعود في المرتبة 2910 وفقا للتصنيف الإسباني "ويبمتريك" عام 2006 م. وأحدثت تلك المستويات نقاشا عميقا ونقدا للذات وتطلب الأمر وقفة مراجعة جادة كانت بمثابة الحافز للعمل من أجل وضع الجامعات السعودية في المستوى اللائق بها لتحل جامعتان سعوديتان ضمن أفضل مئتي جامعة عالمية في التصنيف الأسباني، وضمن أفضل 300 جامعة عالمية وفق تصنيف التايمز، وتكون جامعة الملك سعود ضمن أفضل 500 جامعة عالمية في تصنيف شنغهاي، وبذلك تتصدر الجامعات السعودية مثيلاتها العربيات". وعلق الدكتور الطاير بقوله " لم يكن لهذا الانجاز أن يتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للتعليم التي تعد مفخرة التعليم العالي في الوطن العربي، ومؤخراً تم رصد 5 مليارات لأعضاء هيئة التدريس الجامعي في المملكة ، وما تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلا إضافة عربية وإنجاز عربي وإسلامي، حيث تستقبل الجامعات السعودية 400 طالب في كل فصل من جميع أنحاء العالم " . وأكد الملحق الثقافي السعودي على "أن التعاون الرائع الذي نجده من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات ، ومن الجامعات الاماراتية ومن المؤسسات التعليمية والثقافية الحكومية والخاصة يجعل العمل في هذه الدولة متعة لاتعدلها سوى متعة الانجاز الذي تضيفه الملحقية يوما بعد يوم في خدمة الأهداف التي أسست من اجلها ". واختتم تصريحه بالتأكيد على أن " توجيهات معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور علي العطية ودعمهم السخي للملحقية تعد محفزات لعمل دؤوب في جميع أقسام الملحقية انعكس على خدماتنا لطلابنا وعلاقاتنا بمضيفينا وهو أمر يبشر بحقبة متجددة من العمل الثنائي الأخوي المتكامل، وهذا الدعم يتطلب من المزيد من المثابرة والعمل والعطاء ". وفي نهاية المحاضرة، أجاب د. عبد الله الطاير وزملاؤه على أسئلة ومداخلات الصحفيين الذين حضروا الندوة في نادي دبي للصحافة.