لا وقتَ عندي للخصامِ أو الألمْ فلقد شربتُ من الأسى دمعاً ودَمْ تدرينَ ما فعلَ الزَّمانُ بِمُهجَتِي ما كنتِ راحمةً ولا دهري رحِم أصفيتُكِ الحبَّ الذي لو عاشهُ قيسٌ وليلى ما أصابهُمَا الألم وظننتُ أنّكِ تحفظينَ مودَّتي لم أدرِ أنَّكِ قد أردتِ لِيَ السَّقم أسلمتُكِ العمرَ البريءَ فهل تُرى؟ أخطأتُ إذ أسلمتُ أيامي لِوَهْم أهديتُكِ الآمالَ أثمنُها النّدى ومنحتُكِ السَّلوى وأصنافَ النِّعم وحملتُ عنكِ القارِعاتِ مَرِيرَها ورفعتُ منزِلَكِ الوثيرَ على القِمَم أشعلتُ دهْرَكِ بالشُّموسِ وبالسَّنا لَكِنَّكِ استبدلتِ بالنُّورِ الظُّلم ؟ حاولتُ ثنيَ خطاكِ عمَّا يُزدرَى وأشَحْتِ لا لم تعبئي بمن انظلم قد غرَّكِ الحبُّ الذي أعطيتُهُ فظننتني أرضى هواكِ إذا حكم أو أنّكِ اخترتِ الشَّقاءَ على الهنا وأردتِ للأفراحِ أن لا تبتسم كم سامرت عينَاكِ أنسامَ الرُّبى عِشقاً وشافِعُكِ الصِّبا قبل الهرم مُرِّي على عطشِ الصحاري ديمةً ما أجملَ الإنسانَ يُمطرُ كالدِّيم لا يرتقي بالكبرِ من رامَ العُلاَ فمنارةُ العلياءِ ترفعها القيم كوني كما الأزهرِ في أغصانِها فشَميمُها الفوَّاحُ يسري كالنِّسم أو مثلما الأطيارِ مهما هاجرت ستعود يوماً تملأُ الدنيا نغم * * * يا للصباحاتِ التي أظلمتِها عادت لتمنَحَكِ السَّماحَ ولم تَلُم وأراكِ قد أسلمتِ للوهمِ الحِجَى تقتادُك الأوهامُ في رمي التُّهم جُُبِل الأنامُ على الخَطيئةِ والهوى وعذيرُهَا عفوُ الإلهِ عن اللمَم إن كانَ لي ذنبٌ طريفٌ فاغفري فأنا غفرتُ ذنوبَ حُبِّكِ من قِدَم أنا مثلُكِ الإنسانُ لي عقلٌ ولي قلبٌ عفيفٌ قد سما عن كلِّ ذم ولكم حملتُ الصَّبرَ حتى اثقلتْ أحمالُهُ جسمي برانِي كالقلم ووهبتُ قلبي للأنامِ جميعُهُ قسَّمتُهُ حُبَّاً ومن شاءَ اقتسم أُعطي فما أرجو المثوبةَ في العطا حتى وإن غلبَ الجحودُ على الكرم مجدِي تَطَاوَلَ ذكرُهُ بينَ الورى واظلُّ بالإحسانِ كالجبلِ الأشَم أنا مشعلُ الأفراحِ في أعيادِها أُبدِي بَشَاشَاتِي وأُخفِي كلَّ هَمْ قد جُبتُ أعماقَ النفوسِ فما أرى إلاَّ أُوار الحقدِ ينفثُ كالحِمَم كلٌّ يُريدُ الطيِّباتِ لِنَفْسِهِ ولِغَيْرِهِ يرضى المرارةَ والعَدَم ويظلُّ يَعْمَهُ في الدُّجى مُتجبِّرا لا نُصحَ يُثنِيهِ ولا عقلٌ عَصَم حتى إذا ألفى الهلاكَ يَسومُهُ طلبَ النجاةَ وإن نجا بالسوءِ هَمْ وبِرَغْمِ فضلِ العَقلِ إلاَّ أنَّهُ متقلبُ الأهواءِ بين رضا وغم ستروعُهُ أيدي المنايا إن رمت ولَشَدَّ ما يأسى ولا يُجدي النّدم فلتسألي الأيامَ عن أحداثِها فلواقحُ الدُّنيا ولائِدُها النِّقم وخُذي أمانيكِ العذابَ أجلُّها طلبُ السَّلامةِ عن تباريحِ الأُمم خُوضي غمارَ الدَّهرِ حتى تعلمي أنَّ الحياةَ صَحِيحُهَا أضغاثُ حُلْم