** لو كنت مكان المسؤولين اليمنيين..لاستفدت من مغامرة الحوثيين الخاسرة في التسلل إلى الأراضي السعودية..باستنفار كافة قوى الشعب اليمني ضد هذه الطغمة الفاسدة..والخائنة..والمتآمرة على اليمن (أولاً)..ثم على جيران اليمن (ثانياً)..ولأسقطت كل دعاواهم وحججهم التي يرفعونها ويبررون بها حملهم السلاح بمواجهة السلطة هناك على مدى ست سنوات متوالية.. ** فما حدث من تخطي هؤلاء القتلة..والعملاء..للحدود السعودية وقتل الآمنين وتدمير بعض المنشآت..يؤكد أنهم ينفذون مخططاً خارجياً يهدف إلى تسريع عملية تفتيت اليمن..وإغراقه في مستنقعات من الدماء..والمآسي والآلام..وفي إدخاله في حرب أهلية..تنتهي بتسليم اليمن رهينة للنظام الإيراني..وتحويل جنوب الجزيرة العربية إلى سيف مسموم في جسد كل مواطن..وكتابة صفحة سوداء في تاريخ المنطقة بأسرها..وتحويل شعوبها إلى أتباع ومطايا لتحقيق المزيد من الأطماع والمطامح الإيرانية.. والتلاقي مع ما يقومون به في شمال الجزيرة العربية وشرقها..وتحديداً في العراق وفي لبنان وفي فلسطين أيضاً.. ** فالحوثيون بدخولهم إلى المنطقة الحدودية مع المملكة أرادوا توجيه رسالة لليمن (أولاً)..بأنهم أقوياء وقادرون على حكم هذه البلاد وإدارة شؤونها بمظلة إيرانية..عقدية..مغايرة لطبيعة الشعب اليمني ولمكونه الثقافي..وتركيبته النفسية..ولاستحقاقاته كبلد يملك تاريخاً حضارياً في الحرية والاستقلال والأصالة.. ** والحوثيون بارتكاب جريمتهم هذه..أرادوا – بعد ذلك - لفت نظر العالم إليهم..لإعطاء الانطباع بأنهم قوة لا يجب الاستهانة بها..في الوقت الذي قدموا للعالم نفسه اكبر دليل على أن (الارهاب) قد ظهر هنا.. وأن عليه أن يتحرك بسرعة لضربه..واستئصاله قبل أن ينتشر ويسود.. ** هذان المعطيان..يفيدان السلطة اليمنية في استثمار القانون الدولي والاستفادة من استعداد دول العالم وشعوبه للعمل معاً على مكافحة الإرهاب..بدلاً من تجنب إخراج قضية الحوثيين عن دائرتها المحلية الوطنية البحتة.. ** من حقه أن يستفيد من الدعم الدولي السياسي..كما أن من حقه أن يرفض التدخل السافر لأي طرف في شؤونه لاسيما إذا كان هذا الطرف..هو الطرف المتآمر عليه..والمخترق لنسيجه الوطني.. ** وعلى الأقل.. ** فإن اليمن لابد وأن يستثمر تعاطف أشقائه العرب..ويستفيد من إمكاناتهم..ومن دعمهم السياسي والمعنوي لمواجهة هذا الخطر..لأن من يحارب اليمن اليوم ويعتدي على السعودية اليوم هو إيران وليس مجرد طائفة من أبناء الشعب اليمني.. ** ذلك أن اليمنيين أصلاء..ومحبون لبلادهم..ومخلصون لعروبتهم..وأن من انضوى منهم تحت لواء الحوثيين لا يعرف حقيقة المؤامرة الكبيرة التي تزج به في أتون معارك من هذا النوع..وإلا لرفع السلاح في وجه من جندوه..واستغلوا فقره..أو جهله..أو بساطته لقتل إخوته..وأشقائه.. ** وجهة نظر..أرجو أن يتفهمها الإخوة في اليمن..فالعدو الحقيقي أخطر وأقوى من أن نقلل من شأنه..أو نتجنب فضحه ومواجهته بقوة.. *** ضمير مستتر: **(لنقاتل المجرم الحقيقي..بدلاً من أن نستصغر أعوانه..فنقويهم).