فرض الملحن «سهم» سيطرته «الإبداعية» على معظم ألبومات المطربين الخليجيين بصورة واضحة ومميزة، وبات الجميع يترقب مفاجأته في كل مرة بصوت أحدهم، والجميل أن هذه «العدوى» تناقلها معظم المطربين وأصبح التنافس لأي منهم يستطيع الفوز بأحد أعماله، بل إن البعض منهم تجاوز ذلك ليقدم له الحرية في المشاركة بوضع التصور الموسيقي لألبومه، ولو عدنا للفترة التي قضاها سهم لإثبات اسمه في الساحة الغنائية فإننا سنَعجَب ونندهش حيث لم تتجاوز بضع سنوات، وبالتأكيد ستزول هذه العلامات إذا ما عرفنا أن معظم إن لم يكن كُل ما يقدمه من أغنيات هو جميل وناجح بل ومتفرد بأصالة فنية اختفت مع وجود الأغنية السريعة والمفردة البسيطة السهلة. موجة الملحن «سهم» طالت الكثير وأصبح مجرد وجود اسمه في أي ألبوم نجاح بحد ذاته لدى المنتسبين للوسط الفني أو الجمهور، أصبح هناك ترقب وبحث عن اسمه في كل مرة، ذلك أن هذا ال»سهم» سيصل للقلوب وتتلقفه الأذان بكل إعجاب، وما يميزه هو حضوره بشكل «مكتمل» كلاماً ولحناً، فقدم أسماء شعرية لامعة متمثلة في الشاعرة عالية، الشاعر فيصل السديري، وغيرهم. وخلال الفترة الماضية كان للملحن «سهم» حضور بكم كبير من الأغنيات في ألبومات عبدالمجيد عبدالله، راشد الفارس، أصالة، نوال الكويتية، أحلام، وحالياً مع أنغام، أسماء المنور، لطيفة التونسية وغيرهم، وهذا الإستنزاف لإبداعات سهم يجعل المتابع يضع في حساباته مبدأ التكرار في كل مرة، إلا أن إبداع هذا النجم يمحي هذه الفكرة في كل مرة. في وقت سابق ظهر تنافس «غير مباشر» بين النجمين رابح صقر وعبدالمجيد عبدالله حول من أعطى «سهم» الفرصة للبروز وتقديم إبداعه وإن كان رابح هو الأكثر قرباً في هذا الأمر، حين صرح أكثر من مرة أنه من «عَلّم» سهم كيفية العزف على آلة العود، وأول من استمع لألحانه ومن ثم تقديمها بصوته. وكما هو الحال مع الملحن سهم كان للشاعر تركي وتوأمه الملحن طارق محمد حضوراً طاغياً ورائعاً في ألبومات نجوم الأغنية في فترة سابقة وبشكل واضح، إلا أن هذا الحضور بدأ في الهدوء وباتت أعماله لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وهو ما نخافه على سهم، بأن تكون نهاية هذا النجاح الهدوء غير المرغوب لدى المستمع بالتأكيد، كما أن الأمر المشترك لهذه الأسماء (تركي-طارق محمد-سهم) هو الغياب التام عن وسائل الإعلام وكأن وجودها من الخيال، بالرغم من قربها منه وحقها المشروع في الظهور من خلاله ولو بشكل غير مباشر، وذلك من أجل إنصاف موهبتهم.