تؤكد سوزان لاشيلييه الضابطة في البحرية الاميركية محامية احد المتهمين بالمشاركة في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، ان مهمتها "وطنية"، على غرار قلة قليلة من الاميركيين الذين يدافعون عمن ارتكبوا جريمة لا يمكن تصورها على اراضي بلدهم. واوضحت هذه السيدة المفعمة بالحيوية لوكالة فرانس برس ان "الدفاع عن الدستور: هذا ما نفعله كمدعين وكذلك كمحامي دفاع". واضافت ان الامر يتعلق "بعرض حقوق المتهم وهذا لا علاقة له بالوقائع".من جانبه اكد مايكل اكوف الذي يساعد خالد شيخ محمد الذي يعتقد انه العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، على الدفاع عن نفسه بنفسه، لفرانس برس انها "قضية تاريخية، هذه الملفات مليئة بعناصر لا ترد في اي قضية عادية". واضاف انه في اي قضية عادية "لا تتغير القوانين اثناء التحقيق" و"القضية تخضع لمتابعة اعلى المستويات السياسية" و"تتأثر بقوانين سرية الدفاع" مشيرا الى مختلف التقلبات القضائية التي تُعرض نظام المحاكم الاستثنائية التي قررتها ادارة بوش سنة 2006.وانضم هذان المحاميان وهما من الاحتياطيين العسكريين، بداية 2008 الى فريق الدفاع الذي شكله البنتاغون لمساعدة معتقلي غوانتانامو الملاحقين أمام تلك المحاكم.وبعد اعتقالهم سنوات وخضوعهم لاستجواب وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) وتعرضهم لأعمال عنف وتعذيب، استقبل الرجال الخمسة المتهمون بتدبير اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي خلفت نحو ثلاثة آلاف قتيل في الولاياتالمتحدة، القانونيين العسكريين بكثير من التحفظ. واعلن وزير العدل اريك هولدر الجمعة ان الرجال الخمسة سيحاكمون في نهاية المطاف امام محكمة للحق العام في نيويورك. واكد مايكل اكوف دون تأييدهم "انهم سيجعلونك تفكر في فلسفتك الشخصية وفي النظرة الفلسفية التي تنظر بها الى القضاء". واضاف "انك تقوم بتقييم نفسك بنفسك وبلادك كما لا يمكنك ان تفعله في قضية عادية".ولا يخفي الرجل الخمسيني والمحامي المحنك، ان موكله غير مهتم به كما يدل على ذلك طلب المتهمين الخمسة منذ الجلسة الاولى في حزيران/يونيو 2008 عدم التعامل مع أي محام. الا ان اثنين منهم، واحدهما رمزي بن الشيبة الذي تدافع عنه سوزان لاشيلييه لم يحصلا على إذن بذلك. وتنص قوانين المحاكم الاستثنائية على كل حال على ان يبقى الى جانبهم محام عسكري كمستشار. ويرى ادم ثارشويل المحامي المدني المتخصص في حكم الاعدام ويعمل مستشارا منذ حزيران/يونيو 2008 لدى فريق الدفاع إن "النظام جائر" الى درجة انه لم يقاوم محاولة ان "يؤمن له بعض الحياد".وقال مبتسما "لا احد يؤيد الارهاب" لكن "عمل محامي الدفاع يتمثل في تمكين زبونه من الاستفادة من محاكمة عادلة وهذا امر صعب لا سيما اذا كان الزبون يمثل امرا دنيئا"، حتى اذا تطلب ذلك ساعات وصفحات من الاحتجاجات القانونية على مجمل النظام واحالة امام المحكمة العليا وثلاث محاكمات منتهية.وقالت سوزان لاشيلييه ان "الاهم بالنسبة للمحامي الاختصاصي في القانون الجزائي هو اعطاء طابع انساني للزبون الذي يكرهه الجميع". وتحدثت عن اصابة موكلها بمرض عقلي وتريد اقناع لجنة التحكيم "بعدم المبالغة بدوره" في المؤامرة التي أدت الى 11 ايلول/سبتمبر.