قطع غيار الحاسب وما أدراك ما قطع الغيار، انه المجهول الذي يخاف منه حتى أكثر مختصي الحاسب ذكاءً ولا نبالغ إن قلنا إن كبرى الشركات تعاني الويلات من المنافسة غير العادلة بين منتجات أصلية مكلفة وبين منتجات تقليد تنتج في مصانع صغيرة في الصين وتباع بسعر منافس للأصلي والنتيجة هي تشويه سمعة الشركة التي طالما تعبت وطورت وقدمت أجهزة يمكن الاعتماد عليها، واليوم نلتقي بالأستاذ هاني صوان مدير تطوير الأعمال لإحدى الشركات العالمية في المملكة والمعروفة بتصنيع الذاكرة ، وهو الممثل الرسمي للشركة في السعودية منذ سنة تقريباً، وقبل ذلك كان مديراً للتسويق في مجال التقنية لشركة كبرى في الأردن، ولكي نعرض خفايا الصراع المرير بين المنتجات الأصلية والمقلدة في السوق السعودي والذي يحتاج منا لوقفة واتخاذ قرار حازم بشأنها، كان لنا معه هذا اللقاء. * كيف ترى السوق السعودي التقني حالياً في مواجهة الأزمة المالية العالمية ؟ - بالنسبة لنا كشركة كبرى معروفة في مجال الذاكرة منذ أكثر من 20 سنة والناس هنا تعرفنا جيداً ولهذا فأداؤنا هنا في السوق السعودي المزدهر، ولدينا في كنغستون Kingston نوعان من الذاكرة هما System memory وهي الذاكرة التي توضع في داخل الجهاز RAM والنوع الآخر هو Flash memory وهي التي تقوم بنقل المعلومات من جهاز لآخر ويتم إدخالها بالجهاز عبر USB وهي الأكثر شهرة لدى الناس العاديين أما الأولى فلا يعرفها سوى الخبراء وذوي العلاقة ويتم طلبها من قبل الشركات والجهات الحكومية. صوان يشرح للزميل أمان * وما هي أحدث التقنيات في مجال الذاكرة في وقتنا الحالي؟ - التقنية في مجال الذاكرة تتطور من جهتين من ناحية السرعة ومن ناحية السعة التخزينية، فالأجهزة الحاسوبية تزيد سرعتها الداخلية ، وهي سرعة تناقل البيانات في الداخل والتي بدأت من سرعة 66 ميجاهرتز وانتهت الآن بسرعة 2133 ميجاهرتز وما تزال تتسارع، والذاكرة RAM يجب أن تتسارع بنفس هذه السرعة لكي توفر البيانات بنفس السرعة ولا تتسبب في تعطيل عمل المعالج لكي يمكن الاستفادة من قدراته الداخلية، أما من ناحية تسويقية فأكثر المطلوب هو بسرعة 800 ميجاهرتز وسرعة 1066 ميجاهرتز، وذلك لان سعرها معقول، ولكن الأجهزة العالية السرعة مثل حاسبات الألعاب أو خادمات إنتاج الأفلام فهؤلاء يقبلون على الذاكرة بأعلى سرعة ممكنة مهما كان السعر وذلك لتوفير الوقت والحصول على أداء عال، وبالطبع لا يمكن لأي شركة العمل باستقلالية عن الآخرين بل يجب التنسيق مع الشركات المصنعة للحاسب بحيث تتوافق الذاكرة مع اللوحة الأم للجهاز لكي يعطي الأداء المطلوب، وبالنسبة لسعة التخزين فقد وصلت إلى أربعة جيجا بايت على شريحة واحدة، أما الذاكرة الفلاش فقد وصلت قدرتها التخزينية إلى 256 جيجابايت وكنا الأوائل الذين يطرحون حتى السعة في السوق وهذا يقارب حجم القرص الصلب. * نأتي إلى القضية المهمة لدينا، كيف استطاعت كنجستون أن تنافس في سوق شديد المنافسة ضد شركات معتبرة وقوية وشركات التقليد أيضاً؟ - نحن نعتمد على شيئين في الحقيقة لكي نواجه بهما المنافسة في السوق ، أولها أننا شركة عالمية معروفة ولها تاريخ، ولنا أسواق متنوعة حول العالم مما يسهل علينا تحقيق أرباح تساعدنا في تطوير القطع التي ننتجها، بينما بعض المنافسين يفتقدون لهذه العالمية، فمثلا أنا الآن الممثل الدائم الوحيد من بين شركات الذاكرة العالمية في المملكة مما كان له الأثر في زيادة مبيعاتنا في السوق السعودي وهكذا مع بقية دول العالم وثانياً الجودة، فبالرغم من المنافسة الحادة في الأسعار ولكننا متمسكون بالجودة حتى مع ارتفاع التكلفة ولهذا نقدم ضمان كامل ومدى الحياة لأي ذاكرة من نوع الذاكرة الداخلية RAM وخمس سنوات لذاكرة الفلاش، وجعلتها الشركة خمس سنوات بسبب أن المستخدم قد يسيء استخدام القطعة وبعنف ومع ذلك فالضمان خمس سنوات حيث يتم استبدال القطعة التالفة فوراً، ولهذا فان حصتنا في السوق العالمية هي الأولي بنسبة 28.4% وهي ضعف نسبة الشركة التي تلينا. * هل واجهتم عوائق في العمل في السوق السعودي ، وهل ترى أن البيئة الاستثمارية لشركات التقنية في السعودية مناسبة؟ - لم نواجه أي صعوبة أبدا وهو سوق مفتوح للمنافسة الحرة، ولكن المشكلة هي في التقليد والنوعيات الرديئة المنتشرة في السوق. * وكيف تواجهون مثل هذه المعضلة ؟ - لقد بدأنا في بعض الإجراءات القانونية لمواجهة هذه المشكلة وذلك عبر تسجيل منتجاتنا رسميا في الجهات الرسمية والتي يمكن من خلالها منع دخول المنتجات المقلدة للسوق ولكن هذه الإجراءات تأخذ بعض الوقت لارتباطها بعدة جهات ، ومن ناحية أخرى تم تعيين عدد من القنوات التسويقية المعتمدة بحيث يتأكد الزبون أن ما يقوم بشرائه هو الأصلي بالفعل. * وهل اثر التقليد في مبيعاتكم بشكل واضح؟ - لا ، المشكلة هي في صورة الشركة، فيقول أنا اشتريت ماركة كذا وبعد فترة تتعطل ويقول إن هذه الماركة سيئة وهكذا * وكيف يمكن للشخص العادي كشف الذاكرة الأصلية من التقليد بالشكل أو بطريقة أخرى؟ - في داخل الذاكرة شريحة صغيرة تقوم بحفظ البيانات ولا يمكن رؤيتها في ذاكرة الفلاش الا بكسر الغطاء الخارجي وتقوم الشركات المقلدة باستخدام برنامج ذكي يعطي حجماً مضاعفاً للذاكرة عن الحقيقة ولكن عندما تحفظ البيانات لا يظهر سوى النصف، كما أن بعض أنواع الذاكرة يفقد البيانات خلال ساعات فتضيع بياناتك ولا يمكن استرجاعها، وقد قمنا بعمل برنامج يكشف الأصلي من التقليد وقامت الشركات بعمل برنامج مضاد ولهذا لدينا نسخة برنامج آخر يمكنها أن تكشف التقليد ولكننا نحتفظ به في معاملنا حتى لا يقع في أيدي المقلدين، ولا يمكن أبدا التفريق بين الأصلي وغيره حتى إنهم يقلدون أعمال الحفر على معدن الذاكرة وكان بعض الناس يكشفون التقليد نتيجة انخفاض سعره ولكنهم الآن يبيعون التقليد بسعر مرتفع اقل قليلا من الأصلي حتى لا يكتشف الزبون أن الذاكرة مقلدة وهذا سبب تضاعف أرباح شركات التقليد وهي بالفعل حرب غير عادلة لأنها تسرق جيوب الناس. * وما هو الحل في نظرك لمن يريد الحصول على منتج اصلي؟ - هناك أسواق ومحلات معروفة يمكن بسهولة الشراء منها وأنت متأكد أنها أصلية كما ستحصل على بطاقة الضمان. * معظم الشركات الكبرى المصنعة للحاسبات تقوم بتوريد أجهزة من المصانع في الخارج ومعها ذاكرتها فكيف ستسوقون لهم؟ - هذا سؤال مهم، نحن ننتج نوعين من نفس الذاكرة، ذاكرة عامة لسوق التجميع والتجزئة وذاكرة مخصصة لنوع محدد من الأجهزة SYSTEM SPECIFIC وهي متوافقة مئة في المائة مع الجهاز المحدد وأيضا مع نظام التشغيل، وهذه مطلوبة جدا لمن يريد زيادة حجم الذاكرة او تحديث كامل الأجهزة في المنظمة او البنك او الشركة. * وما هي تطورات أجهزة التخزين في المستقبل؟ -هناك الأجهزة الجديدة التي لا تحتاج إلى قرص صلب بل تعمل بذاكرة من نوع SSD وهو محرك ذاكرة الكتروني من نوع القرص الصلب بحجم 2.5 بوصة ولكن بدون قرص دوار، وله مواصفات جيدة من حيث السرعة لعدم وجود أجزاء متحركة وأيضا لا نخاف من الحركة أثناء التشغيل مثل القرص الصلب الذي قد تتسبب الحركة في جرح سطح القرص وإتلافه او إتلاف جزء منه.