منذ أيام غادرت فرقة ورشة الطائف المسرحية إلى تونس للمشاركة في مهرجان قرطاج المسرحي في تونس، وقبل ذلك شاركت فرقتا الرياض ونجران بمهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة، وبكل تأكيد في الأيام المقبلة ستشارك بعض الفرق في مهرجانات عربية أخرى، وسنوياً يقام مهرجان الجنادرية المسرحي، ومنذ سنتين تقريباً كان مهرجان المسرح السعودي الرابع، وبعد ذلك تم تأسيس جمعية المسرحيين السعوديين، وسنوياً وبالذات في عيد الفطر المبارك تقدم أمانة مدينة الرياض مشكورة عروضاً مسرحية،وماذا بعد؟، لوسألت أي شخص بالذات في الوسط الثقافي: هل لدينا مسرح؟ سيقول: لا، وهذه إجابة حادة ومزعجة ، بالذات بعد استعراض الأخبار المسرحية العديدة، من يقول (لا) ربما هم الأغلبية، وأنا أقسمهم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يرفض من حيث المبدأ أن يكون لدينا مسرح، ويرى أن المسرح وسيلة لهو، ويربطه بالكباريهات المسرحية العربية التي تعتمد على التهريج والإسفاف، وأنا هنا أقول من الأفضل أن لا يكون لدينا مسرح إذا كان الأمر كذلك، القسم الثاني ممن يقول (لا) هم ممن يبحثون عن مشجب يعلقون عليه عدم حرصهم على متابعة المسرح والاهتمام به، وأهم مشجب هو تواجد المرأة على خشبة المسرح، وهؤلاء أغلبية للأسف، ونحن نقول كثير من المسرحيات العالمية خلت من المرأة، وحققت نجاحاً، هل نقف أمام هذه العقبة، ونقول لامسرح بدون امرأة، ونلغي المسرح من قاموس الثقافة في المملكة، أعتقد أن ذلك صعب، لأن للمسرح بريق خاص يأسر كل محب للثقافة والإبداع، القسم الثالث الذي يقول (لا) لايوجد مسرح، أولئك الذين يسمعون ويقرؤون في الصحف والمجلات أخبار المسرح دون أن يشاهدوا عرضاً واحداً، وبالذات تلك العروض التي تحقق نجاحاً وحضوراً في المهرجانات المسرحية، هل لا زلنا نعيش زمن العروض المسرحية المخصصة للمهرجانات الخارجية، ولدينا للأسف قائمة طويلة من المسرحيات التي عرضت فقط في الخارج، إذا كان الأمر كذلك سنقول (ألف لا) للمسرح، لابد من تشجيع إنشاء فرق مسرحية، لتقديم عروض مسرحية غير مجانية، تعرض على خشبات مسارح معدة لتلك العروض، يشارك بتلك العروض كتاب ومخرجون وفنانون تعلموا في معاهد وكليات خاصة بالمسرح، أخاف أن يقول الجميع (لا) إذا كان الأمر كذلك، لنقل نعم ولو مرة واحدة للمسرح.