افتتح سلطان ولاية بهانغ في ماليزيا السلطان حاجي أحمد شاه المستعين بالله يوم امس الإثنين في كوالالمبور الندوة العلمية حول فقه الأقليات في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية .. اندماج وتميز، وذلك بحضور معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. وخلال الحفل القى الدكتور بدوي نجيب، أمين كلية معارف الوحي في كوالالمبور كلمة بين فيها أهمية الأقليات المسلمة في العالم وضرورة العناية بالفقه الذي يساعدها على حل مشكلاتها. ودعا فقهاء المسلمين للعمل بصورة جماعية للنظر في ذلك، مؤكداً أن هذه الندوة العلمية تمنح الفرصة للعمل الجماعي من أجل الأقليات، وقدم الشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي على إعدادها هذه الندوة العلمية. بعد ذلك ألقى معالي الدكتور داتؤ سرّي سيد عربي عيديد رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا كلمة دعا فيها المؤسسات الإسلامية في ماليزيا لاستمرار التعاون مع رابطة العالم الإسلامي في إعداد الدراسات الفقهية التي تعرض موقف الإسلام من القضايا المستجدة في حياة الأقليات المسلمة، ولفت إلى أن الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا تسعى لإيجاد تعاون مع المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة شكر فيها السلطان حاجي أحمد شاه المستعين بالله ، على رعايته وافتتاحه للندوة، وشكر الجامعة الإسلامية العالمية على تعاونها مع الرابطة في عقد الندوة. وقال معاليه "لقد طرأت تغييرات كثيرة على الحياة العامة وتنظيم المجتمعات أصبحت فيها الفئات الدينية والطائفية والعرقية أكثر انفتاحاً لبعضها على بعض وتداخلاً لبعضها في بعض ، ودخلت العلاقات الأولية في طور جديد تحكمه مجموعة من المواثيق والعهود والنظم". ودعا الأقليات المسلمة أن تحقق توازناً مستقراً بين الاندماج والتميز بحيث لا يطغى أحد الجانبين على الآخر، مبيناً أن اندماج المسلمين في المجتمعات التي استقرت بين ظهرانيها تستدعيه أعباء الحياة في ميادين التعليم والعمل والمشاركة في خدمة المجتمع من خلال المنظمات النقابية والمهنية والجمعيات المدنية، وذلك لا يتعارض مع محافظة المسلم على دينه وانتمائه لأمته وثقافتها. وبين أن من أبرز ما تواجهه الأقليات المسلمة في حياتها الشخصية والأسرية بل والاجتماعية حاجتها إلى دراسات فقهية مفصلة تعالج أوضاعها. والاستجابة لهذه الحاجة في داخل العالم الإسلامي تجلت في البحوث العلمية والدراسات الأكاديمية التي تتم في الجامعات الإسلامية ومراكز البحوث المستقلة أو التابعة لهيئات الإفتاء وفي المجامع الفقهية ولا سيما المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة الذي استهلت قراراته على العديد من الموضوعات المتصلة بشؤون مسلمي أوربا وأمريكا وغيرها. ثم ألقى سلطان ولاية بهانغ حاجي أحمد شاه المستعين بالله كلمة عبر خلالها عن ترحيب ماليزيا بالأنشطة التي تنفذها رابطة العالم الإسلامي، مستعرضاً عدداً من المشكلات الأساسية التي تعاني منها الأقليات الإسلامية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم . وفي ختام الحفل قدم الأمين العام للرابطة درع الرابطة لسلطان ولاية بهانغ في ماليزيا تقديراً لجهوده ورعايته للندوة. وحضر حفل افتتاح الندوة رئيس وزراء ماليزيا السابق وئيس معهد تفهيم عبدالله بدوي الذي أشاد بدوره بالسياسة الدولية المتوازنة للمملكة العربية السعودية وبدورها في تحقيق التضامن الإسلامي بدءاً من توحيد المواقف والسعي الدائب للتعاون في حل مشكلات المسلمين والتصدي للتحديات التي تواجههم. وأعرب دولته خلال لقائه معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يوم امس في العاصمة الماليزية كوالالمبور عن القيمة العليا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار ووصفها بأنها مبادرة عالمية رائدة شدت الأنظار إلى المملكة وإلى دورها الإيجابي في تحقيق التعايش والأمن والسلام في العالم . وأثنى دولته على دعم المملكة للمناشط الإسلامية ورعايتها لأسلمة الاقتصاد ودعمها بقوة للشعوب الإسلامية والأقليات التي تحتاج إلى العون والمساعدة. وبين أن معهد تفهيم الإسلام الماليزي يعتبر رابطة العالم الإسلامي التي ترعاها المملكة رائدة العمل الإسلامي في العالم، فهي التي أوجدت العمل الإسلامي المشترك بين المنظمات الإسلامية الشعبية وحكومات الدول الإسلامية، وهي التي تصدت للتعريف بالإسلام وعرض الصورة الصحيحة عنه، وهي التي نفذت مؤتمرات الحوار في العالم.