في أخبار يوم أمس وأمس الأول أعجبني في نصوص التصريحات العسكرية أن الجيش السعودي يباشر مهمة «تطهير» أرضنا من وجود المتسللين وأنه لا يقبل بأي تجاوز لمسافة متر واحد.. «تطهير» هذه رائعة.. وفي منتهى الدقة تعبيراً يصل إلى قلب المضمون.. نعم.. نحن وجود عربي إسلامي واضح «النظافة» في صحته الدينية والوطنية.. أخرجنا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - منذ زمن بعيد من دوائر عاهات أمراض القبلية والطائفية وجمع ما لم يجمع من قبل.. كان مفلوتاً كبادية مهملة طوال أكثر من ألف عام.. جمعه في إطار من الصحة الوطنية المتجهة جدياً نحو «تطهير» ذاتها من كل سلبيات ماضيها البعيد، وحالياً وأمام رؤية كل العالم يحضرنا الملك عبدالله لكي نمثل اختلافاً كبيراً، وبعيد القدرات عن كل معوقات الركود في العالمين العربي والإسلامي، و«يغذي» الصحة الوطنية بتطوير الوعي القادر على استيعاب ما يوضع أمام مختلف القدرات الاجتماعية من منطلقات «صحية» اقتصادياً وتقنياً وثقافياً، حتى أصبح توزّع الجامعات ينافس توزّع المدن والقرى، ويؤهَّل المبتعثون في الخارج ليكونوا بعضاً من قوى المواجهة ضد «فيروسات» المنطقة المتشبثة بتعدد الزعامات مع تعدد صراعات الطوائف مع تعدد تدخل أمراض الخارج.. تطهير الأرض السعودية مهمة وطنية رائعة.. تماماً مثلما قبلنا أن نحنيَ الرأس إكباراً وتقديراً لنجاح مهمات أجهزة الأمن في «تطهير» مسافاتنا من مخاطر توغل فيروسات التفجير بحثاً عن جنة هي في واقع ما سيكون ناراً تحرق تفاهة المفاهيم.. نحني الرأس الذي عاش كرامة الاعتداد بالذات تقديراً لقوى الجيش الذي نعرف جيداً أنه من أفضل الجيوش العربية عندما يمارس مهمته الوطنية في «تطهير» أرضنا من رجس الانحدار الديني والوطني الذي يكلف به عناصر تخريب تمارس حربها للمرة السادسة، والله أعلم لماذا مارسوا مهمة محاولة التسرب عبر منعطفات الجبال.. هل من المعقول اختيار تلك المنعطفات لتكون مقر مواجهة ضد اليمن.. طبعاً هذا غير منطقي إطلاقاً.. إذاً.. هل لكي ينشر إرهاب في الداخل السعودي؟.. ربما.. في كل الاحتمالات.. سيبقى جسدنا الوطني والاقتصادي والعلمي والاجتماعي مصاناً بصرامة «التطهير» لنبقى نمثل ذلك الانفراد الأول في اتجاهنا نحو مهمة بناء ذاتنا توجهاً نحو الزمالة الأوروبية، حيث لا تشغلنا مشاعر عداوات أو مهمات تخلف وضغائن..