أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أن العلاقات العربية الصينية الضاربة في جذور التاريخ لم تسهم فقط في الازدهار الثقافي والاقتصادي لدى الجانبين بل دفعت التواصل الحضاري بين الشرق والغرب. وقال جياباو في كلمة وجهها إلى العالمين العربي والإسلامي من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على هامش زيارته لها امس أن الحضارتين الإسلامية والصينية كانتا رائدتين في الحضارة البشرية ولهما مساهمات لا تنكر في سجل تقدم المجتمع البشري لافتا إلى أن طريق الحرير الشهير كان دليلا حيا على قدم التواصل بين الحضارتين الصينية والإسلامية منذ زمن بعيد. ولفت إلى أن الحضارة الصينية القديمة حثت على السلام كما في الحضارة الإسلامية التعاليم التي تدعو إلى السلام والتسامح. وأوضح رئيس الوزراء الصيني أن بلاده توجد فيها 10 قوميات تؤمن بالإسلام وعدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة مشيرا إلى أن هؤلاء تحظى شعائرهم الدينية وثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم بالاحترام الكامل. وشدد جياباو على أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات العربية الصينية وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون إلى مستوى جديد مشيرا إلى أن بلاده شاركت في كثير من المشروعات التنموية العربية. وأكد أن تعزيز الثقة السياسية والتعاون الاستراتيجي بين العرب والصين يصب في المصلحة الأساسية للجانبين في ظل الظروف الدولية الجديدة وهو ما يؤكد أهمية منتدى التعاون الصيني العربي لافتا إلى أهمية أن تقف بلاده والدول العربية معا لتدعيم السلام والاستقرار في العالم والدعوة إلى الحوار والتشاور لحل النزاعات الدولية والصراعات الإقليمية ورفض الإرهاب والتطرف بكل الأشكال ومعارضة ربط الإرهاب بشعب أو دين معين. ودعا المسؤول الصيني إلى استبدال الصدام بالحوار وتحقيق المصالحة بالمصالحة ووقف إراقة الدماء ليكون الأسلوب الأساسي والأمثل لحل قضية الشرق الأوسط وتحقيق السلام والأمن مؤكدا أن بلاده على استعداد لتعزيز الاتصالات مع الدول العربية والأطراف الأخرى والقيام بدور بناء يسهم في إيجاد حل شامل وعادل ودائم لقضية الشرق الأوسط وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد رئيس وزراء الصين على أن بلاده كانت ولا تزال الصديق الموثوق به للعرب وأنها ستظل الصديق الداعم لهم في السراء والضراء من أجل استباب الأمن والاستقرار وبناء عالم يسوده التناغم والسلام. من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن تطلعه لأن تواصل الصين دعمها للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية باعتبارها إحدى المرجعيات الهامة لاستئناف عملية السلام في مساراتها المختلفة. وقال موسى في كلمته إن الصين كانت دوما داعمة للحقوق العربية مشيرا إلى موقف الصين الأخير المشرف بشأن المصادقة على تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان وأثره البالغ لدى الرأى العام العربي الرسمي والشعبي. ونوه بما شهدته مسيرة الصين التنموية خلال السنوات الأخيرة من نهضة عملاقة في مختلف المجالات تأكد معه الاستقرار السياسي وتحقق الانفتاح الاقتصادي واتسعت آفاق التنمية حتى أصبحت الصين أحد الأقطاب السياسية والاقتصادية الهامة في عالمنا اليوم لافتا إلى حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية والذي تضاعف بشكل مضطرد ليبلغ أكثر من 132 مليار دولار عام 2009 .