في حالات المرض ومتاعب الآلام تكثر الهواجس عند المريض، وتتضخم الهموم والتوجسات، ويكون الخوف من المصير حالة معاشة بجراحاتها وانكساراتها الامر الذي يرهق المريض وربما يحوله الى انسان يائس وهذا لا يساعد كثيرا في شفائه، اذ أن الحالة النفسية لها دور كبير في تقدم صحة المريض ولهذا يكون أحوج لوجود مرافق معه يشعره بالإنس ويبعد عنه إحساس الوحدة والعزلة، كما انه يقلص أوقات التفكير بالمرض والخوف والقلق بالإضافة الى معاونته ومساندته للمريض، فمهما كان مستوى الخدمات التمريضية المقدمة له فانه لن يرفض أبدا ان يرافقه احد أقاربه أو أبنائه. "الرياض" سلطت الضوء من خلال هذا التحقيق على أهمية وجود مرافق مع المريض، وتساءلت هل من الممكن الاستغناء عن المرافقين في حال توفرت خدمات تمريضية عالية المستوى؟ المرافق يتحول الى ممرض في البداية يقول المواطن عبدالله الشويش بان وجود مرافق مع المريض أمر في غاية الأهمية من الناحية النفسية له لهذا لا نجد ما يمنع إدارات المستشفيات من الموافقة على وجوده معه في حال طلبه. ويروي عبدالله ما حدث مع ابنه عندما رفض الطبيب بقاء والدته معه، حيث يقول: لقد بقي ابني يبكي لساعات طويلة باحثا عن أمه التي لم تجف دموعها طوال الليل، وعند الصباح ذهبنا إليه فأخبرونا بان درجة حرارته ارتفعت مما اثر على صحته ودخل في غيبوبة استمرت لسنوات وكان ذلك لشدة بكائه على أمه وارتفاع درجة حرارته، لهذا السبب وقد أفاق ابني وتماثل للشفاء بعد فترة علاجية طويلة رافقته بها وكان ابرز ما لاحظته اثناء مرافقتي لابني هو الاتكالية على المرافق، كما أود ان الفت الأنظار الى قلة الكوادر التمريضية لدينا في مستشفياتنا مما يولد حاجة الى تواجد بعض المرافقين مع ذويهم لعلهم يجدوا جانبا من الاهتمام النفسي والعلاجي. كما تشير هناء سليم الى ضرورة وجود مرافقين مع كبار السن الذين تتطلب حالتهم الصحية البقاء في المشفى لفترة طويلة، وذلك لعدة أسباب أهمها ان ذلك من الواجب والبر بالوالدين من جهة، ومن جهة أخرى يرفض كبار السن بعض خدمات التمريض ويطلب ان يقوم بها احد افراد اسرته، ولكن من خلال مرافقتي لوالدتي التي اصيبت بشلل نصفي اكتشفت بان الممرضات لايحرصن إلا على تنفيذ ملاحظات الأطباء، وفيما عدا ذلك فهي لا تتدخل حتى بمجرد كلمة تواسي بها المريضة، فاقتصر أداؤهن على قياس الحرارة وإعطاء الحقن ومرافقة الطبيب عند زيارته للمريضة، وإذا احتجنا أي شي آخر مثل تنظيف المريضة ونقلها لغرفة الاشعة فانها تشير بأصبعها الى المرافقة دون مساعدتهم، لهذا يبقى للمرافق أهمية لطالما بقي هناك ممرضات أجنبيات لا يدركن أهمية عملهن وخطورة التقصير والإهمال فيه. المرافق النفسي من جانب آخر أكد الأستاذ خضر علقم مدير الخدمات التمريضية بأحد المستشفيات الخاصة بتبوك على ضرورة وجود المرافقين لبعض المرضى من الناحية النفسية فقط، مثل كبار السن والأطفال فيما عدا ذلك تقدم المستشفيات الخاصة خدمات تمريضية فندقية للمرضى بحيث يصبح لا اهمية لوجود مرافقين، والسبب في ذلك يعود الى زيادة أعداد الكوادر التمريضية لديها لخدمة المريض طوال اليوم وبمجرد الضغط على الجرس يكون الممرض في خدمة المريض وتنفيذ طلباته أيا كانت. من جانب آخر تحدثت آلاء لطفي أخصائية اجتماعية عن أهمية وجود مرافق مع بعض المرضى، قائلة: ان لوجود شخص قريب من المريض أهمية واثرا لا يدركه ولا يفهمه إلا من حرم من نعمة الصحة والعافية، ونتيجة تنويمه على فراش المرض وهدوء المكان من حوله فربما ساعده وجود من يواسيه ويخفف عنه وطأة المرض ويسليه ويشاركه وجدانيا. نتطلع إلى الأفضل وتضيف الاستاذة مها بخاري مديرة الوحدة النسائية بادارة التوعية الصحية قائلة : لا شك ان لمهنة التمريض دورا رئيسيا في رفع المستوى الصحي ولا تكتمل الخدمات الطبية الا بوجود كادر تمريضي مؤهل لهذا الدور الحيوي، ونحن نتطلع الى ان تكون هناك خدمات تمريضية عالية المستوى تغني عن وجود المرافقين في كثير من الحالات، ونأمل هنا زيادة إعداد الممرضين والممرضات في المستشفيات الحكومية، مشيرة إلى أنه لا بد من وجود مرافقين مع أسرهم للعناية بمرضاهم؛ خاصة وان الخدمات التمريضية دون المستوى المأمول منها على الرغم من الدعم الحكومي لهذا القطاع. وأضافت أن الحالات التي تستوجب وجود مرافق من العائلة حسب ما هو مطبق في جميع الدول هم كبار السن والأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة وبعد العمليات الجراحية إذا لزم الأمر.