سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ السديس: لا يصح إطلاقًا رفع أي شعارات سياسية أو إثارة النعرات الطائفية أثناء الحج أكد أن مساعي تسييس الحج تتنافى تماماً مع أيسر قواعد الفريضة الربانية
أكد فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى والمشرف العام على مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي التعاوني الخيري بحي العوالي، أن مساعي تسيس فريضة الحج تتنافى تمامًا مع أيسر قواعد الحج التي تؤكد وتشدد وتنبه على أنه {لا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ{ الآية. وحذر فضيلته أن التوجهات المخالفة لمقاصد الحج سواءً من أفراد أو جماعات أو دول لا يمكن قبولها من الحجاج اطلاقاً. وأن هذه الدعوات نشاز تخالف المقاصد الشرعية للحج؛ لأن الحج له مقاصد سامية وغايات نبيلة وأهداف واضحة، وأهمها إخلاص العبادة لله وتوحيد الله وجمع شمل المسلمين. ولاشك أن استغلال الحج لتحقيق أهداف سياسية أوالزج بالفريضة الى مناكفات باطلة أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله إلى إثارة النعرات الطائفية أو رفع الشعارات العصبية، مما يخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية وديننا الإسلامي الحنيف. والحج من أركان الإسلام الخمسة وهو من أعظم شعائر الإسلام، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق مآرب لا علاقة لها بالحج لا يجوز شرعًا، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف فضيلته: أنه لا يصح إطلاقًا رفع أي شعارات سياسية أو إثارة النعرات الطائفية أثناء وجود الحاج في الأراضي المقدسة؛ لأن من يقوم بذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي ويحدث نوعاً من أنواع الالحاد في الحرم والله عزوجل يقول(ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم). وقال فضيلته: ان الحج مؤتمر سنوي عام للمسلمين، يلتقي فيه حجاج بيت الله الحرام خلال أيام التشريق في منى بعد يوم عرفة، فيتعارفون ويتداولون شؤونهم وشؤون أقطارهم، ولهذا قال تعالى في محكم كتابه العزيز {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات{. وأكد فضيلته: على ضرورة فهم مقاصد العبادات في الإسلام وخاصة فريضة الحج؛ لأنه ركن أساسي من أركان الإسلام. موضحًا: أن استخدام الشعارات السياسية والنعرات الطائفية مخرجة عن المنهج الإسلامي الصحيح. وأضاف فضيلته: إن المملكة العربية السعودية تتشرف بأن يكون من أولى اهتماماتها توفير الأمن لحجاج بيت الله الحرام، وأن تحمي سيادتها على أرضها فضلاً عن حقها في كبح أية توجهات سياسية تهدف إلى تحويلة الشعيرة المقدسة إلى ساحة للجدل وتعكير لصفو الفريضة، ومن حق سلطان الأمن التصدي لأية محاولات من شأنها تعكير صفوة فريضة الحج، والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين؛ لأن أية إساءة تقع في الأراضي المقدسة هي إساءة للإسلام ولجميع المسلمين على وجه المعمورة . وثمن فضيلته: الجهود العظيمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزحفظه الله وأيده وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والحكومه الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام وعمّارها وزوارها، حيث تبذل جهوداً مباركة من الجهد والأموال والإمكانيات الأمنية والصحية والخدمية جعلها الله في موازينهم في منظومة متكاملة من الأعمال الجبارة وما توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وشق الطرق والأنفاق وكل ذلك لراحة ضيوف الرحمن، حتى يؤدي الحاج حجه بكل يسر وسهولة إلا نماذج حية وشواهد صادقة على ذلك وخاصة استكمال الافادة من مشروع توسعة المسعى وكذلك استكمال مشروع جسر الجمرات التاريخي . وقال فضيلته: ان الشريعة الإسلامية الغراء وهذا الدين الحنيف حث وطالب الحجاج على عدم الدخول في جدليات غير ذات جدوى، خاصة تلك التي ذات طابع دنيوي أوسياسي وأن هناك حدودًاشرعية ونظامية لتصرفاتهم، وكل ما تنطق به ألسنتهم ينبغي ألا يتجاوز الدعاء والابتهال إلى الله تبارك وتعالى؛ لكي يصبح حجهم مقبولاً وسعيهم مبرورًا، وأن يؤجروا عليه وأن يتفرغوا لذلك تماماً . ودعا فضيلته: جميع المسلمين، وخاصة حجاج بيت الله الحرام إلى البعد تمامًا عن إحداث أي فوضى أو التلفظ بشعارات سياسية أونحوها تتنافى مع مبادئ الإسلام وآداب الحج وأخلاقيات الإسلام أثناء تأدية هذه الفريضة العظيمة، وخاصة التقاء المسلمين في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التى تدل على وحدة الصف واجتماع كلمتهم وتحقيق قوتهم. قال تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{، وقال تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً{، وقال (:«من حج فلم يفسق ولم يرفث رجع كيوم ولدته أمه». وفي الختام سأل الله عز وجل أن ييسر للحجاج آداء فريضتهم بكل يسر وسهولة وأن يعينهم على أداء مناسكهم وأن يحفظهم من الشرور والأوبئة والآفات ويبسط أمنهم ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وأن يرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسموالنائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والحكومة الرشيدة وأن يجزي العاملين في جميع القطاعات لخدمة الحجاج لاسيما رجال الأمن البواسل وأن يجعل مايقدمونه في صحائف حسناتهم انه جواد كريم .