أنهى الجيش الإسرائيلي أمس أعمال تفتيش السفينة "فرانكوب" التي عثر فيها على كميات كبيرة من الأسلحة ، وغادرت السفينة ميناء أسدود بعد إخلاء سبيل أفراد طاقمها البالغ 11 شخصا. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إخلاء سبيل أفراد طاقم السفينة بعدما اتضح بصورة مؤكدة أن لا علاقة لهم بالأسلحة التي تم ضبطها في السفينة والتي تزعم (إسرائيل) ان إيران أرسلتها إلى حزب الله عبر سورية. وقد نقل الجيش الإسرائيلي الأسلحة التي تم إفراغها من السفينة إلى مخازن تابعة له. وكانت وحدة الكوماندوز التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي وبوارج حربية اعترضت السفينة "فرانكوب" عند منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء الماضي على بعد 100 ميل تقريبا غرب السواحل الفلسطينية المحتلة واقتادتها إلى ميناء أسدود. وعرضت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا للأسلحة التي زعمت انها كانت داخل حاويات في السفينة ، مشيرة إلى ان شحنة الأسلحة شملت 3000 قذيفة صاروخية، وقذائف هاون و300 طن من الأسلحة الأخرى ، وعشرة آلاف رصاصة لبنادق أوتوماتيكية من نوع "كلاشنيكوف" كانت جميعها داخل 36 حاوية. وقدر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أن إيران ستعمل على تغيير مسار نقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان ، إثر اعتراض السفينة "فرانكوب". ويتضح من التقارير الإسرائيلية أن عمليات القرصنة ضد السفن التجارية في عرض البحار هو عمل عادي تقوم به دوريات سلاح البحرية الإسرائيلي. ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن قوات البحرية نفذت عمليات عسكرية سرية، في البحر المتوسط والبحر الأحمر، لم يتم الإعلان عنها وما زالت الأطراف الضالعة فيها تتكتم عليها لكن بين أهداف هذه العمليات ترسيخ ما يسمى الردع الإسرائيلي ضد عمليات تهريب الأسلحة. لكن الإذاعة شددت على أنه "لا يوجد أحد في إسرائيل قادر على معرفة عدد السفن (المحملة بالسلاح) التي نجحت بالوصول إلى أيدي حزب الله". وأضافت أنه على الرغم من ضبط كمية كبيرة من الأسلحة في سفينة "فرانكوب" إلا أنه حتى الآن على الأقل لا يجري الحديث عن أسلحة جديدة لا يملك حزب الله مثلها. وتابعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "السؤال الكبير الآن هو هل نجح الإيرانيون في تمرير أسلحة أكثر تطورا (إلى حزب الله) مثل منظومات مضادة للطائرات، التي من شأنها أن تمس بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة" ، وذلك في إشارة إلى انتهاكات الطيران الحربي الإسرائيلي اليومية لحرمة الأجواء اللبنانية. وقد استغلت (اسرائيل) الحادثة لتوجيه مزيد من الضغوط الدبلوماسية ضد سورية وايران. وفي هذا الاطار استدعى وزير الخارجية العنصري افيغدور ليبرمان امس ممثلي وسفراء مختلف الدول الاجنبية الى ميناء اسدود ورافقهم في جولة على متن السفينة لاطلاعهم على كميات الاسلحة والصواريخ والذخائر التي ادعت (اسرائيل) انها عثرت عليها مخبأة في السفينة. كما اعطى ليبرمان توجيهاته الى سفراء دولته في مختلف دول العالم للتحرك سريعا وبشكل مكثف مع الدول التي يتواجدون فيها من اجل تشديد الضغط على ايران، باعتبارها تخرق قرارات مجلس الامن التي تحظر تزويد سورية وحزب الله بالسلاح. كما عمدت (اسرائيل) الى بث كميات هائلة من الصور الثابتة والتلفزيونية التي تظهر كميات الاسلحة والصواريخ التي قالت انها عثرت عليها داخل حاويات على متن السفينة. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو طالب المجتمع الدولي "بدعم إسرائيل وهي تدافع عن نفسها بوجه الإرهابيين " على حد قوله.