سرطان الثدي هو أكثر السرطانات حدوثاً لدى النساء في العالم كذلك في المملكة العربية السعودية ويمثل مايقارب من 24 % من كل أمراض السرطانات لدى النساء. وتقدر نسبة حدوثه حسب معلومات السجل الوطني للأورام بالمملكة حوالي 18 - 100.000 من النساء وهذه نسبة تعتبر من أقل النسب مقارنةً بدول اخرى، حيث في أمريكا حوالي 120حالة - لكل 100.000 من النساء، وفي كندا حوالي 98 حالة لكل 100,000، وفي الكويت حوالي 36 حالة 100,0000 من النساء، كما ويشخص في المملكة سنوياً حوالي 800-950 حالة جديدة من أورام الثدي سنوياً. ويلاحظ أن حالات سرطان الثدي في المملكة وكذلك في الدول المجاورة تأتي في حالات متأخرة. فمعظم المرضى يراجعون عيادات الاورام ولديهم تاريخ لأعراض المرض منذ ما يقرب من 8-9 أشهر ويكون عندها معدل حجم الورم 4-6 سم، ويكون الورم في المرحلة الرابعة بنسبة 18% تقريباً (منتشراً في الكبد وغيرها). وفي الطور الثالث (متقدم موضعياً وفي الغدد اللمفاوية) 24% وفي الطور الثاني 35% وحوالي 6-7 % في الطور الأول المبكر. ومن هذه المعلومات يظهر لدينا حاجة ماسة لما يلي: 1- رفع مستوى التثقيف الصحي لدى النساء والتركيز على أهمية الفحص الذاتي للثدي ومراجعة الأطباء المتخصصين في حال ظهور اي أورام أو تكتلات جديدة بالثدي. 2- عمل مسح للثدي لدى النساء في السن المناسب (حسب احتمالية حدوث المخاطر) من السرطان والغرض من ذلك اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة قبل ظهور اي اعراض لدى المريضة. وكل هذه الاحتياطات لاشك أنها ترفع من نسبة الشفاء خاصة أن هناك علاجات عديدة أثبتت فعاليتها في رفع نسبة الشفاء من المرض خاصة في المراحل الأولى وكذلك التحكم في الورم في المراحل المتقدمة. العوامل المسببة لسرطان الثدي ليس هناك سبب واضح لحدوث هذا المرض ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من نسبة حدوثه. ومنها: العمر (السن): معظم الأورام تشخص مابين 55-60 سنة. التاريخ الصحي للنساء: كوجود ورم سابق أو وجود بعض التغيرات بالثدي أدت إلى وجود خلايا تزيد من نسبة حدوث سرطان الثدي وهذه DCIS، LCIS نسيجية غير طبيعية مثل التغيرات لاتظهر إلا في العينات النسيجية. التاريخ العائلي للنساء: تزداد نسبة حدوث السرطان إذا كان هناك اصابة بسرطان الثدي لدي (الام، الأخت، الأبنه، الأب) وترتفع النسبة إذا حدثت هذه الإصابة لدى العائلة في سن مبكر أو في كلا الثديين. (BRCA2، BRAC1) وجود تغيرات في الصبغات الجينية وهذه التغيرات قد تكون مسببة فقط لحوالي 5-8 % من حالات سرطان الثدي المعروفة. التعرض للعلاج الأشعاعي لمنطقة الصدر: كعلاج لبعض حالات الأورام الاخرى مثل الأورام الليمفاوية. الحمل والولادة والدورة الشهرية: تأخر الانجاب أو عدم الانجاب، ظهور الدورة الشهرية قبل سن 12 وتأخر سن انقطاع الدورة مابعد 55 سنة. العرق: يحدث سرطان الثدي لدى النساء ذوات البشرة البيضاء أكثر من الآسيويات والسود وغيرهم زيادة الوزن: خاصة بعد سن انقطاع الدورة. قلة النشاط الرياضي، التدخين والمشروبات الروحية كلها عوامل تزيد من نسبة حدوث السرطان. من المهم جداً الاشارة إلى أن وجود بعض أو أحد هذه العوامل عند السيدة لايعني ابداً أن المرأة سوف تصاب بسرطان الثدي. وكثير من هذه العوامل المسببة يمكن للسيدة تجنبها للتقليل من احتمالية الاصابة مثل زيادة الوزن، قلة النشاط الحركي وتجنب استعمال الهرمونات.اما بالنسبة للعوامل الأخرى مثل السن والتاريخ العائلي فيمكن للسيدة أن تحرص بشكل اكبر على الفحص المبكر ومتابعة الطبيب المختص. حقيقة علاجات الوقاية أجريت عدة دراسات اكلينيكية على عدد من النساء (اللائي لديهن قابلية اعلى للاصابة بسرطان الثدي حيث قاموا باستعمال معدلات لمستقبلات الهرمون الانثوي مثل عقار (التاموكسوفين، ورالوكسيفين )، وقورنت هذه المجموعة بمجموعة اخرى من نساء لايستخدمن هذا العقار ولاحظوا انخفاضاً في حدوث الإصابة بسرطان الثدي (خاصة سرطان الثدي - الايجابي للهرمون).. كما لاحظوا ان ليس له اي تأثير يذكر على انخفاض نسبة الوفيات من المرض. كما لوحظ أن استخدام هذه الأدوية يزيد من احتمالية حدوث الجلطات الوريدية والرئوية وكذلك الدماغية ويزيد من احتمال حدوث سرطان الرحم ، لذا لانوصي أبدا باستعمال هذه العلاجات بدون استشارة الطبيب المختص وفي نطاق ضيق جداً حسب الحالة لما لهذه العلاجات من مضاعفات عديدة. * مركز الأورام