لقد كتبتم في افتتاحية «الرياض» الأربعاء 28 أكتوبر أن دولاً مثل بريطانيا وإسرائيل والدنمارك وفرنسا وهولندا تتلاعب بمقدسات المسلمين وتستهزئ بنبيهم ومعتقداتهم. وأن أوروبا وأمريكا وإسرائيل تريد إزالة فلسطين وتوريثها لليهود. - في البداية وقبل أن أوضح موقفنا بالنسبة للاسلام، أود هنا أن أشارككم الرأي بأن المستوطنات والوضع في المسجد الأقصى يعطيان العذر للقاعدة بزيادة نشاطها الإرهابي. ونحن أوضحنا في أكثر من مناسبة مدى التأثير السلبي للمستوطنات وانعكاسات الأوضاع الإنسانية في غزة على عملية السلام. - نحن ندعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أساس حدود 1967، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، ونطالب بحل عادل لقضية اللاجئين. وقد أوضحنا مراراً أن بناء المستوطنات هو عملية غير قانونية وتعرقل أي تقدم لعملية السلام. وهذا هو بالضبط جوهر مبادرة السلام العربية وما ينادي به الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب المبادرة. - أما فيما يتعلق بالإسلام فدعني أقلْ لك إنه يعيش في بريطانيا نحو 2 مليون مسلم وأن عدد المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا ربما يفوق عددها في بعض الدول الإسلامية. كما أن الجالية الإسلامية البريطانية هي من أنشط الجاليات في أوروبا. - يتمتع المسلمون في بريطانيا بكامل حقوقهم فيما يتعلق بالتعليم والوظائف. فمن حق المسلمين إرسال أولادهم إلى مدارس إسلامية ، وهم أيضاً يمارسون عباداتهم بحرية تامة في المساجد ، كما أنهم يرتدون الملابس الإسلامية في مكاتبهم ومدارسهم وهم أيضاً يحتكمون إلى الشريعة الإسلامية في بعض أمورهم الخاصة. وللعلم فإن المدارس الإسلامية تتمتع بدعم حكومي مثلها مثل المدارس الأخرى. - لدينا العديد من المسلمين في وزارة الخارجية وأعضاء في البرلمان ومجلس اللوردات وأيضاً عدد من الوزراء في الحكومة. - يوجد أماكن للصلاة في السجون وأماكن العمل وحتى داخل قصر الملكة. وقد وظفت الحكومة البريطانية عدداً من المستشارين المسلمين يقومون بزيارة المساجين المسلمين في السجون ولا تنسَ أيضاً أن الشرطيات المسلمات لهن الحق في ارتداء الحجاب أثناء العمل. - تطبق الحكومة البريطانية سياسة «عدم التسامح» مع أي نشاط عنصري بدوافع دينية. - الحكومة السعودية محقة في طلبها عدم إلصاق تهمة الإرهاب بكل ما هو مسلم لمجرد أن بعض الإرهابيين مسلمون والحال تنطبق علينا أيضاً فنحن نرفض تهمة ازدراء الدين حتى لو فعل هذا شخص بريطاني. - إنه من حسن الحظ أنه في نفس يوم ظهور الافتتاحية حملت إلينا الأخبار عن قيام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف، سفير المملكة لدى لندن ومعالي وزير الخارجية البريطاني السيد ديفيد ميليباند بتدشين حملة الحج البريطانية ، ومن المعروف أن بريطانيا هي الدولة الغربية الوحيدة التي لديها بعثة حج. وقد أثنى صاحب السمو السفير في خطاب الافتتاح على جهود وزير الخارجية البريطاني وإدارة بعثة الحج في وزارة الخارجية البريطانية. تعقيب: أشكر لسعادة السفير هذا الرد الذي يتصف بالموضوعية مما يعزز الثقة بين البلدين، المملكة، وبريطانيا، ويقوي علاقاتهما، بنفس الوقت لم يكن القصد فمن الكلمة توجيه اللوم للحكومة البريطانية أو شعبها، وهي التي تحملت عبء اللاجئين السياسيين الذي أثّر في مصالحها السياسية والاقتصادية مضحية بذلك من أجل مبادئها، وأعرف أن المسلمين في بريطانيا متساوون في حقوقهم مع الشعب البريطاني، لكن المشكل أن يخرج صحفي أو شخص ما ينتمي لحزب أو طائفة ويتعرض لقداسة الإسلام، فيضج العالم الإسلامي برمته، وهو خطأ يقع في باب التشهير، وهو ما يحدث غالباً، بشكل فردي، أو جماعات صغيرة تثير حفيظة المليار مسلم ولا تختص بريطانيا وحدها بهذا الأمر. أكرر شكري لسعادة السفير. يوسف الكويليت