في خطوة فاجأت قطاعات واسعة من قاعدتها التنظيمية، اعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال مؤتمر صحافي برام الله دعمها ومبايعتها للدكتور مصطفى البرغوثي سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية، مرشحا عن التيار الوطني الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الفلسطينية. ودعا احمد سعدات امين عام الجبهة الشعبية من سجنه في اريحا عبر الهاتف، اعضاء الجبهة وانصارها وكوادرها لدعم ترشيح البرغوثي والتصويت له. كما دعا « جماهير شعبنا الى دعم الخيار الوحدوي الديمقراطي ونهج المقاومة ومناهضة مشاريع تصفية القضية الوطنية، ولكسر نهج الهيمنة والتفرد في قيادة الشعب الفلسطيني وضمان مواصلة الاصلاح والتغيير الديمقراطي عبر تصويتهم للبرغوثي». وقال سعدات ان الجبهة الشعبية حاولت توحيد موقف القوى الديمقراطية ودخلت في حوارات مع عدة فصائل على اساس مجموعة من الثوابت السياسية والداخلية وقد توصلت الى اتفاق مع المبادرة الوطنية لدعم مرشحها للرئاسة على اساس برنامج وطني ديمقراطي يرتكز في شقه السياسي على عدة محاور في مقدمتها التمسك بثوابت الاجماع الوطني، حق العودة للاجئين الى ديارهم التي شردوا عنها في العام 48 وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واوضح ان الجبهة طرحت معيارين في مفاوضاتها مع فصائل التيار الديمقراطي اولها البرنامج الوطني الديمقراطي والثاني الاحتكام الى استطلاع رأي مهني وموضوعي لتقرير من المرشح الاوفر حظا الا ان هذا المنطق قوبل بالرفض وتقدم كل طرف بمرشح مستقل، غير ان الجبهة واصلت مشاوراتها حتى توصلت الى قواسم مشتركة مع المبادرة الوطنية. ويستند البرنامج السياسي ايضا الى اغلاق الباب امام مشروعي خارطة الطريق وخطة شارون للفصل والضم العنصري وكل المشاريع التي تستند الى منهج اوسلو ومدخله الامني في حل الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي وفتح الطريق للحل الوطني الذي يحقق الاهداف الوطنية. كما يستند الى استمرار الانتفاضة والمقاومة والنضال بكافة الاشكال والاساليب السياسية والعسكرية والجماهيرية.. والنضال المشترك لاعادة بناء منظمة التحرير اداة وحدة الشعب وحقه في العودة وتفعيل دورها ومؤسساتها. وعلى صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، قال سعدات انه جرى الاتفاق على عدة عناوين في مقدمتها استمرار النضال من اجل استكمال استحقاقات العملية الديمقراطية الشاملة وتعديل القانون الانتخابي لتشكل الانتخابات آلية لممارسة شعبنا حقه في تقرير مصيره وتحديد خياراته الكفاحية وتحديد مواعيد لاجراء الانتخابات للمجلسين التشريعي والوطني والمجالس المحلية والاتحادات والمنظمات الشعبية. كما تم الاتفاق على النضال المشترك لتعميق الديمقراطية في النظام السياسي بتكريس الفصل بين السلطات الثلاث، ومكافحة الفساد الاداري والمالي ومحاسبة كل من ثبت تورطه بتقديمه للقضاء وبناء سياسة تنموية تعكس احتياجات الطبقات الشعبية الكادحة وتنهض بمستوى التعليم والصحة والمرأة والشباب والثقافة الوطنية. ومن القضايا الاخرى، التي تضمنها البرنامج المتفق عليه ، التمسك بالافراج عن كافة المعتقلين والاسرى في سجون الاحتلال واعلان ميثاق شرف بعدم انجاز اي اتفاق دون الافراج عنهم دون استثناء او تمييز، والمطالبة باشراكهم في الانتخابات المقبلة تحت اشراف دولي. من جانبه، اعتبر البرغوثي وخلال المؤتمر الصحافي هذه الخطوة بانها حدث استثنائي وتاريخي وايذان بميلاد التيار الوطني الديمقراطي العريض الذي طالما ناضل من اجله الشهيد ابو علي مصطفى الامين العام السابق للجبهة الذي اغتالته اسرائيل في العام 2001 بصواريخ المروحيات. وقال : يشرفني ان يأتي هذا الدعم ليس فقط من فصيل مناضل وفاعل في الساحة فحسب بل من امينه العام سعدات الذي نكن له الاحترام لنزاهته ونضاله وثباته. واضاف : لقد التقينا اول مرة في العام 70 ايام الدراسة، والان نلتقى مرة اخرى ونجد انفسنا في نضال مشترك من اجل مستقبل وحياة الشعب الفلسطيني وهذا يشعرنا بالفخر والاعتزاز والثقة بأن الشعب الفلسطيني قادر على الوصول نحو حياة افضل. واعتبر البرغوثي استمرار اعتقال سعدات في سجنه في اريحا دليلا على انعدام العدالة القائمة وان هناك طريقاً طويلاً من اجل ان يحظى المناضلون بحريتهم. وفي احاديث خاصة عبر عدد من الكوادر في الجبهة الشعبية في حديث ل«الرياض» عن مفاجأتهم لهذه الخطوة من قبل قيادة الجبهة، وقالوا انه لم يتم الرجوع اليهم او مشاورتهم او اخذ آرائهم قبل الاعلان عن دعمها وتأييدها لمرشح المبادرة الوطنية، الامر الذي قد ينعكس على استعدادهم لاعطاء اصواتهم للبرغوثي في الانتخابات الرئاسية في 9 كانون الثاني - يناير المقبل. من ناحية ثانية، قال عاملون في مكتب بسام الصالحي وهو أحد مرشحي انتخابات الرئاسة الفلسطينية إن أفرادا مجهولين أطلقوا عدة طلقات نارية على مقره ليل الثلاثاء/الاربعاء في مدينة رام الله. وأشار إلى أن الحادث لم يسفر عن إصابة أحد وأنه لم يعرف على الفور الدافع وراء الحادث. ويذكر أن الصالحي هو مرشح حزب الشعب الفلسطيني الذي كان يعرف في السابق باسم الحزب الشيوعي. في الوقت ذاته أطلقت أعيرة نارية أيضا على منزل عضو البرلمان عبد الجواد صالح في بلدة البيرة. وقال صالح إن سيارة كانت تمر بجوار منزله وان أفرادا بداخلها فتحوا النار على المنزل غير أن أحداً لم يصب. ويشار إلى أن صالح من أشد المنتقدين للفساد بين المسئولين الفلسطينيين كما انتقد بشدة حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات. وفي الإطار ذاته، اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية ان مرشحين الى الانتخابات الرئاسية الفلسطينية من قطاع غزة ينتظران ترخيصا من اسرائيل للتوجه الى الضفة الغربية بعد خمسة ايام على بدء الحملة الانتخابية. وقالت اللجنة في بيان ان المحامي عبد الكريم شبير والاسلامي المستقل سيد بركة لم يحصلا بعد على ترخيص اسرائيلي للانتقال الى الضفة الغربية واطلاق حملتهما. ولم يحصل مرشح ثالث مستقل هو عبد الحكيم الاشقر على ترخيص لكنه في الولاياتالمتحدة حيث هو قيد الاقامة الجبرية بتهمة جمع اموال لحساب حركة المقاومة الاسلامية حماس. وقال المصدر ذاته ان المرشحين الاربعة الاخرين من الضفة الغربية حصلوا على تراخيص اسرائيلية للتنقل بحرية في هذه المنطقة. ويعتبر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس الاوفر حظا للفوز في الانتخابات المقررة في التاسع من الشهر المقبل لخلافة ياسر عرفات على رأس السلطة الفلسطينية.