اعتبر لاحم بن حمد الناصر المستشار في المصرفية الإسلامية بأن المصرفية الإسلامية فوتت على نفسها فرصه قد لا تعود مجدداً، حيث إن " العالم " خلال أيام الأزمة المالية العالمية أقبل على المصرفية الإسلامية للاستفادة منها، ولم تستطع أن تقدم له شيئاً لأنها هي تعاني من عدم استقرار وأخطاء، كما أنها لا تملك العلم النظري أو الأنظمة والقوانين المتفق عليها بالإجماع. وأشار الناصر بأن الهيئات الشرعية في المصارف الإسلامية قد لا تنظر في المنتج بالإطار الشرعي المتكامل بل تحاول مواءمته وتأطيره على الأسس التي تبيح المنتج وتجذب العميل، وتساءل الناصر قائلاً : كيف لأعضاء الهيئات الشرعية القدرة على العمل والعطاء ومتابعة المنتجات البنكية الجديدة وهم أعضاء بعدد كبير من الهيئات قد ينتسب بعضهم إلى أكثر من 70 عضوية في الهيئات العالمية. وطالب الناصر بضرورة دعم الصناعة المالية الإسلامية واتخاذ التدابير لتجاوز التحديات التي تواجهها، والتي من أبرزها عدم وجود الكوادر المؤهلة والجهة التعليمية المناسبة التي تقدم العلم الكامل للعاملين في المصارف الإسلامية وعدم وجود مركز أبحاث يمكن الوثوق بها. وطالب خلال المحاضرة التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ممثلة في لجنة الأوراق المالية تحت عنوان "المصرفية الإسلامية: الفرص والتحديات" أمس الأول بوجود أكاديمية تعليم وتدريب للشباب على المصرفية الإسلامية وأن يدرس الراغبون في العمل بهذه المصارف تعليماً كاملاً لسنوات وليس تدريباً مختصر كما هو معمول فيه لدى البنوك فالمستجدون بالعمل في المصرفي يحصلون على دورات تدريبية قد تكون ستة أشهر، منوهاً إلى أن الجامعات والكليات السعودية ليس لديها القدرة على أن تقدم الدور الذي تقدمه البنوك. وبين الناصر أنه من التحديات التي تواجه المصرفية الإسلامية هي قلة الكوادر المؤهلة حيث يعتبر 85% من العاملين بهذه المصارف قد التحقوا للعمل في المصارف الإسلامية بخلفية تقليدية ، مشيراً إلى أن قيادات هذه المصارف هي الأخرى تعتبر أيضاً تقليدية مما يتسبب بعدم فهمهم ببعض الأمور التي تدعم البنك، منوهاً إلى عدم وجود الابتكار والتطوير لدى المصارف الإسلامية. وقال الناصر إن من أبرز التحديات التي تواجه المصرفية الإسلامية هي عدم وجود مراكز أبحاث يمكن الوثوق بها ، مشيراً إلى أن صناديق الاستثمار كانت في عام 1994 م تسعة صناديق واليوم أصبحت 360 صندوقاً ففي 2007م أطلق 153 صندوقاً وفي 2010 يتوقع أن تصل إلى ألف صندوق والأصول التي تديرها 59 بليون دولار . وأكد بأن اختلاف المدارس الفقهية من أبرز التحديات فعلى الرغم من أن الاختلاف بين علماء المسلمين يعتبر رحمة إلا أنه ليس رحمة في المجال المالي فهو لا يقبل الهزات والخلاف يزرع " البلبلة " ويؤثر في الثقة لدى غير المسلمين، وينعكس سلباً على المنتج الإسلامي كونه غير مستقر، كما أنه يحرم المؤسسات الإسلامية من الاستفادة المتبادلة بينها ، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يكون هناك استفادة متبادلة بين المصارف الإسلامية السعودية مع الماليزية فبيع العينة جائز عندهم ولدينا حرام وبيع الدين هناك مباح بينما بالمملكة محرم ومن الصعب الاستفادة بينهما.