لقد أصبح من المسلم به أن لفيتامين (د) دوراً حيوياً في تقوية العظام والحفاظ عليها وذلك بتسهيل عملية امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى الدم، وهو بهذا يحافظ على مستوى الكالسيوم في الدم ضمن النطاق الوظيفي المحدد، فإذا ما نقص فيتامين (د) فإن مستوى الكالسيوم في الدم ينخفض فيتحرك الكالسيوم من العظام إلى الدم ليحافظ على مستوى طبيعي للكالسيوم في الدم،و هذه العملية تفقد العظام الكثير من الكالسيوم، مما يؤدي إلى لين العظام وضعفها. ويمكن تلخيص أهم الآثار العظمية العضلية الناجمة عن نقص فيتامين (د) بالنقاط التالية: الكساح عند الأطفال لين العظام عند الكبار كسور العظام. هشاشة العظام. التعرض للسقوط. مصادر فيتامين (د): المصدر الرئيسي لفيتامين (د) هو انبعاثه من الجلد بتأثير أشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية. وتكمن المادة الخام (الكوليسترول) والتي تعطي فيتامين (د) في الطبقات العميقة للجلد، فإذا ما لامست الأشعة فوق البنفسجية هذه المادة الخام، فإنها تتحول بسرعة إلى فيتامين (د) من نوع (Cholecalciferol)، الذي يدخل إلى الدم وسرعان ما يصل إلى الكبد، حيث تتم عملية تنشيط أولى لفيتامين (د) فينتج مركب يعرف باسم (الكالسيديول)، وما يلبث هذا المركب أن يصل إلى الكلية، وهنا تتم عملية التنشيط الثانية فينتج بذلك مركب يسمى (كالسترويول)، وهو الشكل الأخير والنشيط الذي يتوسط عمليات امتصاص الكالسيوم من الأمعاء. المصادر الأخرى لفيتامين (د): تعتبر الأطعمة فقيرة بفيتامين (د)، فباستثناء الأسماك الدهنية وصفار البيض فإن فيتامين (د) يندر وجوده في الأطعمة. والاحتياج اليومي (بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من نقص فيتامين (د))، هو 400 إلى 800 وحدة دولية، ويذهب بعض الخبراء في هذه المجال إلى 1000 وحده دولية، لاسيما عند كبار السن. والتعرض المباشر للأطراف العلوية والسفلية لمدة 10 دقائق مرتين أو ثلاث أسبوعياً كفيل بتزويد الجسم باحتياجه من فيتامين (د)، وتختلف هذه المعادلة باختلاف لون الجلد ووقت ومكان التعرض لأشعة الشمس، أشعه تبين كسر بالورك تم علاجه جراحياً العوامل التي تؤثر على انبعاث فيتامين (د) من الجلد: 1 - البعد عن خط الاستواء. 2 - فصول السنة: يقل تكون فيتامين (د) في فصل الشتاء. 3 - وقت التعرض للشمس: تزداد كمية انبعاث فيتامين (د) في وسط النهار من الساعة 10 صباحاً حتى الرابعة ظهراً. 4 - لون الجلد. 5 - كمية الدهون الموجودة تحت الجلد. 6 - استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس. أسباب اخرىلنقص فيتامين (د): البدانة سوء الامتصاص استخدام بعض الأدوية نقص فيتامين (د) وباء عالمي: تشير الدراسات إلى استفحال نقص فيتامين (د) في شتى مناطق العالم، ومن المستغرب أن المملكة العربية السعودية وهي بلاد الشمس الساطعة، تعاني وطأة نقص فيتامين الشمس أكثر من غيرها، ولعل السبب في ذلك أن حرارة الشمس الشديدة تدفع الناس إلى تجنبها، ويثير بعض المختصين احتمالات وجود عامل جيني وراثي وراء هذا النقص، وهو موضوع قيد البحث والدرس. علاج نقص فيتامين (د): عندما نتأكد من تشخيص نقص فيتامين (د) عند مريض ما، فإننا نلجأ أولاً إلى تعويض هذا النقص بكميات كبيره نسبياً من هذا الفيتامين، ولا تكفي الجرعات العادية الموصى بها لسد الاحتياج اليومي لعلاج من لديه نقص شديد، فإنك عندما تريد ملء خزان بالماء فإنك لا تملؤه باستخدام الكأس، وإنما تملأه باستخدام الصهريج، فإذا ما تم تعويض النقص الحاد، عندها نرجع إلى الجرعة اليومية الموصى بها. النظرة الحديثة لدور فيتامين (د): حديثا بدأت تظهر أدوار متعددة لهذه المادة الحيوية، وما دور فيتامين (د) في العظام إلا قمة جبل جليدي معظمة خاف عن الأبصار، ويكاد المتتبع لأخبار ودراسات فيتامين (د) أن يصاب بالإرهاق من توالي الدراسات التي تربطه بشتى فعاليات أعضاء الجسم، وتربط نقصه بالعديد من الأمراض، فالمؤشرات الأولية والدراسات البيئية المتعددة تشير إلى احتمال ارتباط نقص فيتامين (د) بداء السكري، وأمراض المناعة، وأمراض الروماتيزم، والتصلب اللويحي، وسرطان الثدي، وسرطان القولون، وقابلية السقوط، والتوحد، والآلام العضلية. * نائب رئيس الجمعية السعودية لهشاشة العظام. المشرف على عيادة هشاشة العظام. مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث