لاحظنا في السنين الأخيرة أن الفنادق في أكثر بلدان العالم تميل إلى عدم تشجيع الجلوس في صالة الفندق دون أن يطلب شايا أو قهوة أو مرطّبا . وفى فندق في القاهرة على الزائر أن يظلّ واقفا في انتظار صديقه أو يدخل قسما جرى تحويطة بحبال أنيقة وأعمدة برونزية ، وقائمة الأكل أو الشرب على كل طاولة . الأغلبية من القرّاء يعرفون تلك المفردة الإعلامية ( اللوبي ). وبعض الحساسين للوطنية والعمل العادل تؤرّقهم تلك المفردة . لأنها وجه آخر لمفردة " الواسطة " سمعتُ أحدهم في حوار بمحطة فضائية يقول : لوبي شعبي . وهذه العبارة غير دقيقة وأكثر المفردات الإعلامية والكلمات المعاصرة تستمد معانيها من تكرارها وفهمنا لها وقد يتغير تعريفها وفقا لتعاملنا معها ، فلو تناولنا كلمة (اللوبي) والتي أصبحت دارجة لكثرة ما نستخدمها إشارة إلى اللوبي الصهيوني . ولو أخذنا الترجمة العربية لكلمة " لوبي " فلن يتجاوز المعنى بهو الفندق . وفى كتاب ل فرانسيس كليمنز، أستاذة علم اجتماع في جامعة «أريزونا» اسمه «لوبي الشعب»، ذكرت قصة عن تاريخ ولادة تسمية «اللوبي»، موضحة أن لها صلة بفندق «ويلارد» في شارع بنسلفانيا، بالقرب من البيت الأبيض. ووفقا للرواية التاريخية التي سردتها كليمنز في كتابها فقد كان الرئيس الأميركي يوليس غرانت (1868 1876) يذهب إلى الفندق، ويجلس في اللوبي ، ليأكل قطعة لحم مشوية «استيك» ، ويدخن السيجار. عرف ذلك بعض الناس وبدأوا يذهبون الى لوبي الفندق لنقل آرائهم وشكاويهم للرئيس، كما كان آخرون من رجال الاعمال النافذين ذوي المصالح يذهبون هناك لمحاولة ايجاد طريقة لإقناع الرئيس والمقربين منه لتحقيق مصالح معينة أو تشريع لمصلحتهم، عبر تمرير أنظمة او قرارات تنفيذية. وبسبب تكرار هذه الظاهرة عدة مرات استعمل صحافيون كلمة «لوبي» أو ردهة الفندق الذي ولدت فيه جماعات الضغط لوصف الظاهرة. ولا يقدر الآن كثير من المحامين والمستشارين والخبراء في مكاتب اللوبي على مقابلة الرئيس الأميركي شخصيا. لكنهم يقابلون أعضاء الكونغرس ومساعديهم في مكاتبهم او في مطاعم راقية او في حي «كابتول هيل» بالقرب من الكونغرس. المفردة جاءتنا من أمريكا .