رفضت إيران امس الاحد ان تتخلى بشكل دائم عن عملية تخصيب اليورانيوم وحذرت من انها تحتفظ بحقها في وقف المفاوضات المقرر استئنافها الاثنين مع الأوروبيين والتي تهدف الى مواصلة تعليق هذا النشاط الحساس. واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي «ان تعليقا دائما لعملية التخصيب ليس واردا بالنسبة لنا، ونحن نلح لكي يكون التعليق لفترة قصيرة». وادلى آصفي بهذه التصريحات امام المراسلين عشية انطلاق المفاوضات في بروكسل بين الإيرانيين والأوروبيين، في سياق الاتفاق المبرم في تشرين الثاني - نوفمبر بين الطرفين والذي وافقت بمقتضاه الجمهورية الاسلامية على تعليق عملية تخصيب اليورانيوم. وحذر المسؤول الإيراني المكلف بالملف النووي حسن روحاني امس الاحد ان إيران ستوقف المفاوضات اذا لم يتم التوصل الى تقدم، مجددا التحذيرات المعتادة لكن في لهجة حذرة. ونقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية عن روحاني قوله «سنواصل المفاوضات طالما هي ماضية قدما، لكننا سنوقفها في اي وقت اذا لم يحصل تقدم». وادلى روحاني بتصريحاته في مطار طهران قبل ان يتوجه على راس وفد إيراني الى بروكسل حيث سيلتقي وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لاجراء سلسلة جديدة من المفاوضات. وتكتسي مفاوضات إيران اليوم الاثنين مع ثلاثة وزراء أوروبيين وسولانا على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد، طابعا افتتاحيا قبل تشكيل مجموعات عمل تدرس مجالات التعاون في الايام التالية. وقال روحاني ان مفاوضات الاثنين ستحدد «اطار المفاوضات المقبلة» وستتناول «ما تطلبه الجمهورية الاسلامية وما تنتظره» من الأوروبيين. وفي رد على سؤال حول فرص النجاح قال روحاني «سناخذ الامور بالتدرج» مؤكدا ان الاوروربيين احترموا التزاماتهم منذ تشرين الثاني -نوفمبر. واعتبر من «الهام جدا» فترة الاشهر الثلاثة الاولى من المفاوضات والتي سيتم في اعقابها تقييم العمل «وسنرى حينها بشكل اوضح اذا كان بامكاننا مع الأوروبيين التوصل الى اتفاق في كافة المجالات». ويلح الإيرانيون على ان تعليق عملية التخصيب سيستمر وقت التفاوض بينما يرغب الأوروبيون في التوصل الى نظام دائم، في حين ينظر الاميركيون الذين افسحوا المجال لهذا الاتفاق في تشرين الثاني - نوفمبر، الى كل ذلك بشيء من الريبة. وقد تضمن اتفاق تشرين الثاني - نوفمبر وعدا بدعم أوروبي لترشيح إيران الى الانضمام لمنظمة التجارة العالمية التي تعقد الاثنين اجتماعا لها. ويحول الاميركيون دون انضمام إيران الى هذه المنظمة منذ 2001. ومع ان ادارة بوش تنفي هذا الاحتمال في الوقت الراهن، فان التكهنات ما زالت تتحدث عن عمليات عسكرية اميركية وقائية محتملة ضد إيران.وقال آصفي «اننا لا نعتقد ان اميركا تنوي الهجوم على إيران. ستدافع إيران عن نفسها». وفي رد على سؤال حول احتمال اعطاء إيران ضمانات بان يسود الهدوء قال روحاني «لدينا فترة مفاوضات هادئة طوال الثلاثة اشهر المقبلة».