نشرت صحيفة التايمز أون لاين البريطانية قبل أيام تقريراً حول أسرار كشفتها شقيقة فيديل كاسترو الرئيس الكوبي السابق للمرة الأولى حول تجربتها في التجسس لمدة ثلاث سنوات ضد نظام أخيها لصالح الاستخبارات الأمريكية. جاء هذا الكشف بعد أن قامت شقيقة كاسترو التي تبلغ من العمر 76 عاماً بتأليف كتاب يتضمن تجربتها والذي سيتم نشره بعد أيام قلائل في مذكراتها التي حملت العنوان " فيديل وراؤول، إخوتي، والتاريخ السرّي". كشفت خوانيتا شقيقة كل من فيديل كاسترو الرئيس الكوبي السابق وراؤول الرئيس الحالي والتي بينها وبينهما قطيعة منذ ما يزيد عن 40 عاماً أسرارها للمرة الأولى حول تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية ضد نظام بلادها لمدة 3 سنوات، امتدت بين عام 1961 و 1964 وذلك عندما كانت في المنفى في الولاياتالمتحدةالأمريكية. حصل ذلك أثناء قمة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وأثناء غزو خليج الخنازير في العام الذي سبق الأزمة. قالت شقيقة كاسترو والتي كانت تعمل كصيدلانية إلى أن تقاعدت عام 2006 بأنها كانت تعمل حينها لصالح العدو اللدود لشقيقها الذي كان يعتبر زعيماً للشيوعيين. كما انتقدت طريقة حكم أخيها بشدة وادعت أنه خان مبادئ الديمقراطية التي ادعى أنه يعتنقها. أثناء مقابلة أجريت مع خوانيتا مع قناة تلفزيون يونيفيجين نوتيسياس 23 التي تبث باللغة الإسبانية في ميامي، تحدثت السيدة كاسترو - وهي إحدى إخوة كاسترو السبعة - عن كيف دعمت في البداية الثورة عام 1959 والتي أنهت نظام الدكتاتور فالغينشيو باتيستا. إلا أنها حسب قولها فقدت اهتمامها بالثورة تدريجياً بعد أن رأت الطريقة التي تعامل بها شقيقها مع معارضيه من إعدام وتصفيات دافعاً بكوبا باتجاه الشيوعية وقالت: " لقد بدأت أفقد الوهم عندما شاهدت الكثير من الظلم". كما قالت أنها بدأت تستخدم منزلها في هافانا لإيواء أعداء النظام الشيوعي الذين بدأ نظام شقيقها باضطهادهم. وقالت: " لقد أصبح وضعي حساساً بسبب نشاطاتي ضد النظام. توقف حينها كاسترو عن زيارة منزلنا لأنه تذمر من أننا نقوم بحماية من كان يطلق عليهم وصف " الديدان" وأعداء النظام". وقالت خوانيتا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية قامت بتجنيدها عن طريق زوجة السفير البرازيلي في كوبا في ذلك الوقت. وأنها أخبرتها حينها أنهم يريدون التحدث معها لأن لديهم أشياء مهمة يريدون قولها لها، وأشياء يريدون أن يسألوها عنها مثل هل لديها الاستعداد بأن تجازف بالاستماع إلى ما يريدون قوله لها. وحسب قولها أنها شعرت بالصدمة حينها لكنها رغم ذلك وافقت على ذلك. وأن آخر مرة تحدثت فيها مع أخيها فيديل كاسترو كانت عام 1963 بعد وفاة والدتهما لينا روز غونزاليس إثر أزمة قلبية، كما تحدثت مع أخيها الرئيس الحالي راؤول للمرة الأخيرة في يوليو من عام 1964 قبيل مغادرتها للمنفى. قالت الصحفية المكسيكية ماريا أنتوانيتا كولينز التي ساهمت بتدوين الكتاب مع السيدة كاسترو: " هكذا بدأت علاقة خوانيتا بالعدو اللدود لشقيقها فيديل كاسترو. وخلال ثلاث سنوات جازفت بحياتها أثناء محاولة إنقاذ حياة مواطنين من بلدها قبل أن تغادر إلى المهجر وتعيش في ميامي". لكن ادعاءات خوانيتا لم تجب عن أسئلة كثيرة مثل هل ساعدت المعلومات التي مررتها للاستخبارات الأمريكية في إنقاذ شقيقها من 638 محاولة اغتيال فاشلة؟ أو هل قدمت معلومات ساعدت المرتزقة الكوبيين الذين عملوا لصالح الولاياتالمتحدة والذين حاولوا إسقاط النظام الشيوعي في خليج الخنازير عام 1961؟.