جاء كتاب " تبوك المعاصرة والآثار حولها" للدكتور مسعد بن عيد العطوي بعد كتابه السابق ( تبوك قديما وحديثاً) وليقدم المؤلف من خلالهما أضواء على تاريخ تبوك والذي يحتاج للكثير من الدراسات، لوجود بعض الغموض في المراحل التاريخية لهذه المدينة التي ظهرت جليا في التاريخ الإسلامي بأحداث غزوتها المشهورة ورغم أن تبوك مر بها عدد من أنبياء الله وعاش حولها وفيها بعضهم وتميزت بآثارها المتنوعة ورغم الغموض وتضارب آراء المؤرخين والرحالة حول هذه المعطيات فان ذلك يجعل باب البحث في تبوك وتاريخها مفتوحا ومن الممكن أن يكشف كنوزا من المعلومات التاريخية ولعل محاولة الدكتور مسعد العطوي من خلال هذا الإصدار الجديد قد تفتح آفاقاً جديدة لتاريخ تبوك. تناول الدكتور العطوي تبوك المعاصرة من خلال ما يلي: تبوك المعاصرة وتبوك في العهد السعودي وحاول المؤلف أن يلقي الضوء على مجمل التطورات العمرانية والإدارية والزراعية قبل الدولة السعودية عام 1346ه وان هذه الفترة كانت بداياتها توطين الأمن والاستقرار ثم بدأت مراحل البناء وهي مرحلة تحتاج إلى إفراد ودراسة متخصصة تتبع تطورات هذه المرحلة وتوثقها. وتجاوز المؤلف في ذكر آثار بعيدة عن تبوكالمدينة مثل آثار المويلح والبدع على الرغم من تركيزه على الآثار حول تبوك بعنوانه وحيث إن تبوك سهل واسع وان البناء كان حول مصدر المياه فان آثار تبوك يعتقد أنها لازالت مطمورة تحت أنقاض أطلال المباني الطينية حول القلعة وان ما وجد من آثار حول مدينة تبوك والأماكن الجبلية يشير إلى مراحل عديدة من الاستيطان البشري ، ولذا كان حرياً بالمؤلف دراسة آثار تبوك دراسة منهجية وان يتم الربط بينها وبين الآثار في الأماكن حولها فلو أضيفت آثار العلا للمنطقة الشمالية الغربية لشكل ذلك اكبر تواجد أثري في المملكة العربية السعودية. وأورد الدكتور مسعد العطوي في كتابه موضوعا جميلا بعنوان الاستشراق في شمال غرب المملكة حيث ذكر مشاهد للمستشرقين بالمنطقة وربط بين أسماء الأماكن التي وردت في مؤلفاتهم والأماكن الحالية ورغم أن الكتاب تناول عدة عناوين كبيرة في عدة جوانب مختلفة إلا أن هذا يقترح عملية لتأليف مبني على بحوث ودراسات وتقديم تاريخ وآثار المنطقة في موسوعة علمية تساهم فيها جهات ذات اختصاص مثل دارة الملك عبدالعزيز وجامعة تبوك. وأخيرا كنا نتمنى من المؤلف التركيز بكتابه على ما تميزت به تبوك عن غيرها من عادات اجتماعية مختلفة وثقافية وتراثية بدلا من الخوض بشكل عام بهذه الجوانب مثل حديثه عن الطب الشعبي ومكانة المرأة فالحديث كان عاماً وغير مركز على ما تميزت به المرأة بالمنطقة عن غيرها بمناطق المملكة الأخرى.