لكل منا ذكريات جميلة تعلق في الذاكرة لا نستطيع نسيانها مهما حاولت مشاغل الدنيا أن تلهينا فمثلاً بعض ذكريات الطفولة لا يمكن أن يتجاهلها الإنسان حتى مع تقدم العمر.. أما أنا فذكرياتي في أيام الدراسة الثانوية لم أستطع نسيانها رغم أني أدرس السنة الثانية في الجامعة، فعلاً.. أحببت تلك الأيام رغم ما حملته من تعب نفسي وجهد فكري، على مدى سنتين أقصد بذلك السنة الثانية والثالثة ثانوي كوننا أول دفعة يطبق عليها المعدل التراكي أعتقد أن التعب النفسي والجهد الفكري سابقاً كان في سنة أولى ثانوي وأشير إليه بمعنى (التحشية المعرفية كما أسميها) في الواقع كنا نعاني سنة أولى ثانوي كثرة المواد الدراسية كانت تقارب الست عشرة مادة لا أنسى نصيحة إحدى الزميلات في صف ثانوي عندما كنت طالبة الصف الأول ثانوي عندما رأتني آخر أيام الاختبارات النهائية نهاية السنة الدراسية (لا تحلون واجبات وانبسطوا ولا تحضرون حصص وكثروا غياب ترى ثالث كرف) في الإجازة الصيفية فكرت مراراً وتكراراً بتطبيق نصيحتها من تجاهلها فما أن ابتدأت السنة إلا ونفاجأ بإحدى المفاجآت السارة التي أعدتها لنا وزارة التربية والتعليم بداية السنة (سنة ثاني) بأن سنة ثاني وثالث معدل تركمي!! لا أخفيكم سراً.. أصبنا بيأس وكنا نعيش خوفاً ممزوجاً بأمل بتلك الخطة خاصة وأن الخبر اليقين للسنة لم يأت إلا في نهاية السنة الدراسية.. قلقة تلك الأجواء التي وضعتنا بها وزارة التربية والتعليم.. ما أن مرت تلك الأيام ثقيلة جداً وكأنها تعلم أننا ننتظر انتهاءها للإرتياح ولو بضعة شهور من الهم والخوف والكره الشديد للمدرسة. ومرت الأيام أقبلت السنة الدراسية والتي تعد آخر سنة لنا في التعليم العام سنة ثالث ثانوي إذا بمعلماتنا يخبرننا بأن أسئلة الوزارة من الممكن أن تكون بالفصل الأول ولم يأتينا (قرار) أو خبر يقين. من الفصل الدراسي الأول معلماتنا الفاضلات وهن يحاولن جاهدات أخذ الاحتياطات بعدم حذف أي جزئية من المنهج أو حتى تجاهل النقاط غير المهمة الفصل الأول من السنة الثالث ونحن تردد على مسامعنا تلك الكلمة (ما جانا قرار)، ولكن الحمد لله على أيام المراجعة التي تسبق الاختبارات أخبرونا بأن الأسئلة ليست من الوزارة وكم هائل من الإشاعات سمعناها قبل أن يأتي الخبر الصحيح.. أما بالنسبة للفصل الدراسي الثاني فحاولنا تخطي هذا الهم والقلق والتغلب على مخاوفنا، ما لبثنا إلا ونفاجأ بمفاجأة وزارة التربية والتعليم السارة بأننا لن نلتحق بالجامعة إلا إذا تخطينا اختبارات القياس التي أضاعت تعبا نفسيا وجهدا فكريا لمدة سنتين بساعتين!!! أعلم أن الكثيرين يقولون وبعد ذلك تتمنين أن الثانوية وأيامها تعود؟ في الواقع رغم سلبياتها التي تغطى على إيجابياتها فأبرز تلك الايجابيات أن الله رزقنا بإدارة جيدة ومديرة متميزة كانت تقف معنا إذا واجهنا صعوبات، ومعلمات فاضلات رغم إظهارنا لمشاعر اليأس والإحباط من تلك التعاميم والقرارات والمفاجآت السارة والاحباط من تلك التعاميم والقرارات والمفاجآت السارة من وزارة التربية والتعليم وزرقنا الله بصديقات اعتقد هن من صبرننا على هم المذاكرة وهن أيضاً من لطف الجو المدرسي بشكل عام، فبالرغم من كرهنا الشديد للمدرسة، إلا أننا في أيام قلائل نتذكر ذكريات هي الأجمل في نظري ونظرهن في مسيرتنا الدراسية.. كتبت وأقررت بتلك الكلمات بعد إلتحاقي بالجامعة لمدة سنة وبداية الثانية، حاولت التأقلم مع الجو الجامعي، ولكن بين حين والآخر يصادفني اكتئاب، شعور يحسسني برغبة عارمة بترك الجامعة والجلوس بالمنزل.. سأحاول جاهدة التغلب على ذلك الاكتئاب وسأبقى أتذكر لبس المريول والطابور الصباحي وتلك الذكريات التي لا تنسى.. في ختام حديثي أنوه.. لا نحاول رؤية الحياة بشكل سلبي أو نظرة سيئة، بل نحاول أن نتفاءل للحياة وأن لا يطغى جانب على الآخر في أوقات أو أخرى وهذا بالطبع كان من المفترض أن أعرفه في أيام الثانوية.