الزمان: يونيو عام 1878م المكان: كالفورنيا - الولاياتالمتحدةالأمريكية الحدث: محاولة كشف حقيقة حول طريقة عدو الحصان كان ليلاند ستانفورد حاكماً أسبق لولاية كالفورنيا وأحد أشهر سياسيي البلاد، لكنه أيضاً كان يملك اسطبلاً للخيول تشارك فيه أحصنته بالعديد من المنافسات. استمع ستانفورد لأحد برامج المسابقات اليومية وكان السؤال عما إذا كان الحصان يرتفع بقوائمه الأربع كلها عن الأرض خلال عدوه أم أنه لابد أن يُنزل إثنتين من قوائمه قبل رفع الأخريين. كان ستانفورد يرى أن الحصان يرتفع بكل قوائمه في بعض مراحل العدو وعندما عارضه البعض وتعللوا بأن رأيه ليس بحقيقة مطلقة تحمس كثيراً لإثبات صحة ما يقول فقام باستئجار المصور الفوتوغرافي الشهير إدوارد مويبريج والذي عُرف بتميزه في تصوير المناظر الطبيعية طالباً منه أن يقوم بتصوير تجربة لحصان يجري لكي يحسم الأمر، وكانت شائعات قد سرت بأن هنالك رهاناً ألزم ستانفورد فيه نفسه بدفع 25 الف دولار لو ثبت خطأ دعواه. تم تحديد يوم الحادي عشر من يونيو 1878 للقيام بالتجربة، وتم اختيار مزرعة بالو آلتو موقعاً للحدث. وفي حضور الصحافة، قام مويبريج بتجهيز كاميرته المتطورة آنذاك (شديدة البدائية والبساطة بمعاييرنا اليوم) وتم تركيبها على عربة تتحرك بموازاة الحصان وبنفس سرعته تقريباً. وقام بتصوير الحصان وهو يجري وعلى ظهره شاب. كانت الفكرة هي أن يتم تصوير الحدث عدة صور متتابعة بسرعة شديدة ليتضح الأمر دون شك، لذلك فإن مويبيرج كان قد ابتكر طريقة مدهشة يرتبط فيها غالق العدسة في الكاميرا بحوافر الحصان الذي يجر العربة لتصل سرعة التصوير لجزء من الألف من الثانية الواحدة. بعدما ظهرت الصور وكانت تُظهر الحصان وراكبه كظلال سوداء على خلفية فاتحة، قام المصور بتركيب الصور بشكل متتالي ليتم عرضها جميعاً بجانب بعض فاكتشف الجميع أن الحصان فعلاً يرتفع بقوائمه كلها في إحدى مراحل خطوات عدوه. صورة الحصان التي خلقت مفهوم السينما «أو الصور المتحركة» ما قام به ستانفورد من تمويل ليقوم المصور مويبريج فتح أعين البشرية على إمكانية أن يتم تصوير عدة صور متتابعة وتركيبها بشكل متتابع لينتج في النهاية مشهداً متحركاً. ورغم بساطة اللقطة التي لا تظهر سوى ثوان من حركة الحصان إلا أنها أسست لما يمكن أن نقول عنه البداية الأولى للسينما، حيث لم يمض عقدان بعد الحدث إلا والعديد من العلماء كتوماس أديسون والإخوة لوميير وغيره كانوا قد بدأوا بتطوير الفكرة لتخرج لنا السينما بشكلها الذي نشاهده في الأفلام القديمة الصامتة.