أرجع الدكتور جبرين بن على الجبرين الأستاذ بقسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب ، والمشرف على كرسي " الأميرة صيتة بنت عبد العزيز لأبحاث الأسرة "سبب التقليعات والممارسات اللا مقبولة التي تصدر عن المراهقين في هذا الوقت إلى تعرض المراهقين في المجتمع السعودي المعاصر لكثير من النقد والتوبيخ من قبل المجتمع ، ومحاولة إقصائهم عن الكثير من النشاطات والأماكن ، فمعظم الأماكن الترفيهية تغلق أمامهم ، وهم ممنوعون كذلك من دخول المراكز التجارية والحدائق العامة ، ودائما ما ينظر إليهم بشكل سلبي ، وغالبا ما يكونون ضحية دائمة لصراع الأجيال حيث يتم لومهم على كل شيء وأنهم غير قادرين على النهوض بالمجتمع ، ويأتي ذلك متزامنا مع مرحلة المراهقة التي يتمتع فيها المراهق بطاقة جبارة ويكونون دائمي الحركة يبحثون عن هوية ويريدون إثبات استقلاليتهم بكل الوسائل ويحبون أن يلفتوا انتباه المجتمع ، وربما يلجأون إلى درجة التحدي وكسر الأعراف الاجتماعية ، ولعل هذا ما يفسر ما نشاهده اليوم من ممارسات يقومون بها لم تكن موجودة من قبل مثل التقليعات الحديثة الكدش، إطالة الشعر، ارتداء ملابس غريبة، التشبه بالجنس الآخر الإعجاب، إقامة علاقات مع الجنس الآخر، هروب الفتيات، الابتزاز الالكتروني، وإدمان المشاهد الإباحية، والعيش مع الجماعات الافتراضية حتى وهم بداخل منازلهم . وحذر الدكتور الجبرين من محاولة جعل المراهقين نسخة طبق الأصل من آبائهم ، معتبراً أن هذا هو مصدر الصراع الدائم بين المراهقين وبين المجتمع مؤكداً أن مهمة الأسرة في الحفاظ على أبنائها باتت أكثر تعقيدا وصعوبة من العصور الماضية ، وخصوصا من هم في سن المراهقة ، حيث أنها تعتبر مرحلة حرجة يعيش فيها المراهقون صراعا داخليا مستمرا بين طاقاتهم غير المحدودة وبين الخضوع لمعايير الأسرة والمجتمع ، مما يجعلهم يعانون كثيرا في هذه المرحلة ويلجأون إلى ارتكاب بعض الجنح والجرائم ويكون لديهم رغبة التحدي وهواية كسر الأعراف الاجتماعية. وأوضح د. الجبرين أن الأسرة السعودية اليوم تقع تحت ضغط الكثير من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية مما عرضها لمتغيرات كبيرة، حيث شاركت في عملية التنشئة الاجتماعية كثير من المؤسسات مثل وسائل الإعلام، والفضائيات، وجميع وسائل الاتصالات الحديثة التي أغرقت الأسرة في بحر من المعلومات دون ضوابط أو معايير. فالكثيرون أصبحوا يشاركوننا في تربية أبنائنا، ولم تعد التربية ملكاً للأسرة وحدها، فوسائل الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة تشاركنا في تربية أبنائنا دون أن نعرف عنهم شيئا، مسلمون وغير مسلمين، أشخاص مؤهلون وغير مؤهلين الأمر الذي يعقد مهمة الأسرة في الحفاظ على أبنائها .