كيف يُصنع الضوء من نجمة يعترف في جزء لاحق من أحاديثه بأنه يملك أموالا تكفي ثلاث حيوات، لكنه غير سعيد، في سياق حوار له يكشف الروائي باولو كويلو مدى أهمية الطريق إلى السعادة الحقة والى معرفة الروح ، تلك البعيدة والقريبة داخل أعماقنا انه باولو كويلو كما يعرفه محبوه مسافر رحال إلى حيث نبع الحقيقة يخطف لنا نجمة من الضوء بحيث يرى ان الخطورة ليست في احتمالية ارتكاب خطأ واتباع طريق يتضح لاحقا أنه زائف إنما الأخطار العظمى التي تكمن في البحث الروحاني هم المرشدون الروحيون، الأسياد، والأصولية: فهو يجد انه بتعبير العولمة الروحية . حين يأتي شخص ويخبرك: إلهي أعظم من إلهك .هكذا تبدأ الحروب، الطريقة الوحيدة للهروب من ذلك هو أن نفهم أن البحث الروحي مسؤولية شخصية لا يمكن أن تنقلها او تودعها في الآخرين. من الأفضل أن تخطئ بخصوص البشراء الذين يخبرك وجدانك أنهم يرشدونك، على أن تدع الآخرين يقررون قدرك. كل هذا يؤخذ بوصفه سمة مهمة جدا للحياة البشرية. الطريق إلى النور هو أمرٌ بين حياة الرفاهية والبذخ وبين حياة الضنك والفقر.. هو أمر وسط يمتلك فيه الإنسان زمام نفسه الأرضية ليسمح بنفسه السماوية بالظهور والتجلي.. يلخص كثير من التعاليم الإنسانية البحتة كيف تحدث الحياة الروحية فارقا بحيث تبدأ بالمعاناة وتنتهي بالموت وبينهما الطريق الذي نسلكه . وقفة : نحن البشر تعساء ، عديمو القلب ، ضئيلون ، عدميون . لكن في داخلنا يكمن جوهر أسمى منا يدفعنا بلا رحمة نحو الأعالي . من داخل هذا الطين الإنساني تتدفق أغان حسية عظيمة ، وحالات عشق جارفة ، واندفاع يقظ وغامض بلا بداية وبلا نهاية ، بلا هدف ، بل ووراء كل هدف . ان الإنسانية مثل كتلة من الطين ، وكتلة الطين هي كل واحد منا . ما هو واجبنا ؟ أن نناضل من اجل أن تترعرع زهرة صغيرة على سماد جسدنا وعقلنا . حارب من خلال الأشياء ، حارب من خلال الجسد ، حارب عبر الجوع وعبر الخوف ، حارب عبر الفضيلة لكي تصنع ذاتك . ولكي يصنع الضوء من نجمة ثم يصب في العتمة الخالدة ويسير في مسيرة أبدية . هي طريق الإنسان الذي يستطيع أن يعزف بكرامة على الفلوت المزدوج للحياة والموت ويستمر في صراع العزف على وتر الحياة والألم .