يفضل بعض الأزواج المرأة الضعيفة على الزوجة صاحبة الشخصية القوية لاعتقادهم بأن قوية الشخصية تتسبب في خلق المشاكل ووقوع الصدام بينهما أو انها تكره لحظات الوئام كذلك يصعب عليهن تمرير أخطاء الزوج التي يرغب في تمريرها بدون نقاش وجدال في حين تعجبهم ذات الشخصية الضعيفة التي لاتتدخل في حياة الزوج حتى لو أهانها أو أهملها ولاتناقشه في ابسط أمور حياتهما . بينما نجد بعض الازواج يريدونها مشاركة وفاعلة في الحياة الاسرية وادارة المنزل وتحمل الاعباء في حالة سفر الزوج أو مرضه وهذا يتطلب قوة في الشخصية واتخاذ القرارات. "الرياض" استطلعت عددا من الآراء وخرجت بهذا التحقيق. قوة الشخصية ميزة جيدة في البداية يقول أمجد عبدالله: بأن مسألة قوة الشخصية عند المرأة تجعلها قادرة على تحمل مسؤولية البيت والأسرة حتى في غيابه وكذلك تستطيع الانسجام مع محيطها وتخطي المشاكل الاعتيادية والاهم من ذلك تكون قريبة من زوجها تناقشه وتحاوره وتدفعه الى الأمام دائما ولا شك أبدا في ان هناك فئة كبيرة ممن يفضل الزوجة الضعيفة بل إنها تكون المرغوبة والمحبوبة وفي كثير من الأحيان المطلوبة فكثيرا ما نسمع وصفا يقدمه الشباب الباحثون عن شريكة الحياة بأن فلانة طيبة جدا حتى أنها لا تهش الذباب عن وجهها ويلعب الحظ دوره هنا لترجح كفة المرأة الضعيفة في الزواج إذ لا يحالف الزوجة القوية في شخصيتها والواضحة في منطقها والثابتة على رأيها التي تطالب وتناقش في المشتركات العائلية وتدلي برأيها وموقفها ومقترحاتها في الأمور المصيرية والمؤثرة في حياتها وحياة أسرتها لاعتقاد البعض منهم بأن قوة شخصيتها في أغلب الأحيان تكون سببا رئيسا في المشاكل كذلك لفتت انتباهي أجوبة بعض الأزواج الذين ينفتحون معي في بعض مشاكلهم مع زوجاتهم عن سبب التشنج السائد والمشاكل بينهما فقد كان جوابهم جواب الواثق بأنهم يحبون زوجاتهم لكنهم يكرهون مناقشتهم ويقولون:إنها تناقش في كل شيء. البحث عن الاضعف فيما يرى الشاب علي العقيل بأن الزوج يكون في كثير من الأحيان حريص على ان تكون الزوجة اقل منه في مستوى الذكاء والمركز الاجتماعي وقوة الشخصية لأنه إذا حدث العكس فسيشكل له ذلك نوع من القلق كما ان هناك نوعاً من الرجال من يبحث عن زوجة لاتقل له سوى كلمة "نعم" في كل شيء حتى وان كان ذلك على حساب احترامها وكرامتها فهي بتصورهم مخلوق ضعيف لايحق لها ان تمارس قوتها أمام زوجها لهذا يفضلون الزواج من تلك "المسكينة" التي لاحول لها ولاقوة كما يقولون والهدف من ذلك هو كراهيتهم للمرأة التي تحاصر زوجها بالأسئلة والاستفسارات في شؤون حياتهما الزوجية . مفهوم القوة ويشير صالح الصقر الى ان الرجل حين يرفض الزواج من صاحبة الشخصية القوية لايرفضها بمعناها الحقيقي وإنما يرفض فيها إثارتها للمشاكل وحبها للسيطرة واستعلاءها على زوجها وكونها سليطة اللسان،اما المفهوم الحقيقي للزوجة ذات الشخصية القوية يكون في مشاركتها لزوجها في مشاريعه وافكاره وقراراته فالحياة اليوم أصبحت معقدة وصعبة للغاية لهذا أصبحت المسألة احتياج أكثر من التفضيل بالنسبة للزوجة صاحبة الشخصية القوية فهناك حاجة ملحة للرجل في ان يجد من تقف معه ليستمد منها القوة بصلابة رأيها وحين تكون صارمة في المواقف الجدية. الجمع بين الشخصيتين وتشير السيدة ريم الوابصي الى ان أغلبية الأزواج يفضلون ان تجمع المرأة بين الشخصيتين بحيث تكون قوية مع الآخرين وضعيفة أمامه فزوجي يطلب مني ان أطيعه طاعة عمياء وان أكون خاضعة لقراراته دون نقاش أو جدال كما يطلب مني ان اكون أما قوية ومتشددة في تربية أبنائي ولكن من المهم ان أكون قوية في تأثيري على حياة زوجي من الناحية الايجابية واعني هنا رجاحة العقل والمشاركة الفعالة مع الزوج. وعموما قوة الشخصية عند المرأة ليست عيبا فالزوجة مهما كانت محاسنها لابد ان تحظى بشخصية قوية أمام زوجها والآخرين ولكن عليها ان تكون ذكية في تعاملها مع زوجها تحديدا فتعرف متى تكون قوية معه ومتى تكون ضعيفة وبحاجة إليه. التجربة الواعية وتؤكد السيدة منيرة عواد من كبيرات السن بأن الرجال عموما يفضلون المرأة التي تكون عاقلة قائلة :من خلال تجربتي أعرف بأن الزوج يحب الزوجة العاقلة ولست اعرف ماذا تقصدون بالزوجة قوية أو ضعيفة الشخصية ولكن ما أنا واثقة منه هو حبهم وتمسكهم بالمرأة العاقلة الحكيمة والتي لاتكون قوية لمجرد العناد فقط وأول بوادر العقل عند النساء ان تكون الزوجة متوقدة الذهن دائما فحين يلجأ لمشورتها يعجب برأيها ويأخذ به وان تكون سريعة البديهة مع زوجها تعرف ماذا يريد ومتى تتكلم أما ثاني بوادر العقل عند النساء فتكون في اللسان بحيث تجعل الزوج يستمتع بحديثها العذب فمن الأزواج من يستملح حديث الزوجة وان طال وذلك لأنها تعرف ماذا تقول ومتى وتجده أيضا يستلطف شكواها وبكاءها إذا ما كانت غاضبة أما ثالث بوادر العقل فهي احترام رغبات الزوج ومكانته أمامه وأمام الآخرين هذه أهم القواعد التي إذا توفرت بالزوجة أيا كانت شخصيتها ستكون سعيدة مع زوجها فهذا ما يرغبه الرجال من خلاصة تجربتي الطويلة . الثقة في النفس هي الأساس ومن جانب آخر ترى الاستاذة هدى العلاوي –أستاذة علم اجتماع –بأن بعض الرجال قد يجدون في الزواج من امرأة قوية بشخصيتها نوعا من أنواع التحدي لرجولتهم وسيطرتهم على المنزل فيما توجد مجموعة أخرى من الرجال من يعتبر الزوجة القوية بشخصيتها عاملا مساعدا لهم في التقدم الى الأمام في العمل والحياة الاجتماعية فهي مكملة لهم وليست متحدية لرجولتهم. وتشير العلاوي الى أهم عناصر قوة الشخصية عند الزوجات والتي يفضلها الأزواج بالإجماع وأهمها ان تكون واثقة بنفسها بحيث لاتفتح مجالا للمشاكل الزوجية الناتجة عن الغيرة أو التي لاتلح على الزوج في طلب التأكيد على حبه لها كذلك يفضلون الزوجة المستقلة برأيها وفكرها فلا تسمح لأي احد بالتدخل في حياتها بشكل سلبي أو التأثير على شخصيتها فتمنع بذلك التدخلات الهدامة ومن المهم عند الأزواج ان تكون الزوجة ذكية في تصرفاتها مع شريك حياتها فتستطيع مخاطبة قلب الزوج في الوقت الذي يحتاجها بجانبه فتشعره بحبها دون أن تتكلم ولا ننسى ان الرجال يحبون الزوجة الصبورة والكتومة فمن أهم صفات القوة هي الصبر على الشدائد مع الزوج دون كلل أو ملل أو إفشاء لضيق وسوء الحال والأعظم من ذلك كله يحتاجون للزوجة الحنونة والرومانسية القريبة من القلب والجميلة في العين دائما وأبدا هذه أهم الصفات التي يجب ان تتحلى بها الزوجات أيا كانت شخصيتها قوية أم ضعيفة.