أكد مدير جامعة الملك فيصل في مدينة الدمام الدكتور يوسف الجندان على أن توقيع "اتفاقية التعاون" مع شركة " هانيويل" العالمية يؤسس لمرحلة أكاديمية مستقبلية جديدة يطلبها سوق العمل في القطاع الخاص، وأضاف ل"الرياض" "إننا ننظر لمستقبل عمل الخريجين عن طريق تدريبهم ضمن رؤية علمية تسندها رؤية شركات متخصصة في ما يحتاجه السوق مستقبلا". ونفى الجندان عدم وجود "تخطيط سبق الاتفاق"، وبخاصة أن برامج جامعية سابقة تخرج منها الخريجون، بيد أنهم لم يحصلوا عمليا على الوظائف، وتابع بقوله: "رأينا في الماضي كيف لا تتوفر وظائف للمهندسين، ففي الماضي كان تخصص الهندسة مقتصرا على الصناعات الثقيلة، أما حاليا فهي تدخل في مجال الصناعات الخفيفة"، مشيرا إلى أن تخطيط الجامعة يأتي مع التنسيق مع شركة تمتلك الخبرة العالمية في مجال احتياجات السوق في المرحلة المستقبلية. وتابع الجندان الذي وقع أمس اتفاقية مع ممثل شركة هونيل السيد نورم جلسدوف بقوله: "لسنا قلقين من المستقبل، طالما أننا ننطلق ضمن تخطيط تخصصي"، وزاد "إن العمل ضروري وقادم" مستدركا "يجب أن نكون مستعدين لعصر التقنية تماما كما فعلت الهند التي انطلقت ضمن تخطيط علمي مستقبلي فتقدمت". وستعمل الاتفاقية التي وصفها أكاديميون ب"الرائدة والمطورة لسوق العمل" على تنفيذها برنامج أكاديمي صناعي، وستقدم شركة "هانيويل" بموجب الاتفاق الموقع "الدعم التقني في مجال البحوث والتدريب، ودورات التخصص، والمنح الدراسية، والمنح المالية، لنخبة من الطلاب المسجلين في أقسام الهندسة الكهربائية، وهندسة الآلات، والهندسة الكيميائية، وعلوم الحاسب، وبرامج الإدارة في الجامعة". وقال مدير الشركة نورم جيلسدورف: "إن الجامعة ستستفيد من خبرات وموارد هانيويل التي ستساعدها في الحفاظ على تحديث مناهجها الدراسية التقنية، وإبقائها قادرة على مواكبة أحدث التطورات والاتجاهات"، مضيفا "إن هذا التعاون يؤكد على إرادتنا في الاستثمار والمساهمة في نمو منطقة الشرق الأوسط الاقتصادي، وذلك من خلال تبادل خبراتنا ومواردنا وتقنياتنا". وعن هدف الشراكة قال: "يتمثل الهدف من هذه الشراكة في العمل مع جامعة الملك فيصل لتطوير مجموعة واسعة المعرفة من المتخصصين المحترفين في مجال العمليات"، مشيرا إلى أن الموارد البشرية تبقى أهم ما يدفع أي قطاع نحو الأمام، و"لهذا فنحن بحاجة لتسهيل عملية تنمية المهارات الأساسية ضمن هذه المنطقة". وتطرق مدير الجامعة الدكتور يوسف الجندان خلال مؤتمر صحافي إلى قضايا عدة منها أن الجامعة تسعى لتغيير منهج التفكير القديم، وقال في هذا الصدد: "إننا ننطلق مع العلم أن هناك قراءة مسبقة في الذهن لمشاريع أكاديمية لم تؤت بثمارها على أرض الواقع، وإن كنا سنفكر بالشكل القديم، فإننا نحتضر"، مستدركا "إن وجود شركات مختصة ولديها الخبرة العالمية تمككنا من صنع النجاح، ولن يقتصر هذا النجاح على سياسة التعليم في المملكة، بل على العالم أجمع". وشدد على أن المشروع لا يقتصر على الطلاب الذكور، وقال: "إن المرأة لديها طموح كبير، والجامعة تلبي هذا الطموح. يشار إلى أن البرنامج سيدخل حيز التنفيذ في شهر سبتمبر 2009، وسيشمل إطلاق برنامج تدريب داخلي صيفي، ومنح جوائز لأفضل ستة طلاب من حيث التحصيل الأكاديمي، إضافة إلى حلقات دراسية عادية وأيام مخصصة للخبرات المهنية تستضيف الجامعة خلالها مديرين تنفيذيين من شركة هانيويل، ما يوفر للجامعة فرصة الاطّلاع.