يقوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بزيارة أخوية إلى المملكة اليوم الاثنين يُجري خلالها مباحثات مع القيادة، تتناول دعم وتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وذلك في إطار مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء التطورات والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. ويرافق رئيس دولة الإمارات وفد رسمي رفيع المستوى يضم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وسعيد محمد الكندي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس دائرة الموانئ البحرية، واللواء الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة، والشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان رئيس ديوان ولي العهد، والشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة مالية أبوظبي، والشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومحمد حبروش السويدي المستشار الخاص لرئيس الدولة، والدكتور محمد خلفان بن خرباش وزير الدولة لشؤون المالية والصناعة، وأحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، والدكتور عبد الرحيم جعفر مستشار طبي بوزارة الصحة، والسفير سعيد حمدان النقبي سفير دولة الإمارات المعين لدى المملكة.وتأتي زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى المملكة وهي الأولى من نوعها واول زيارة للشيخ خليفة بن زايد بعد تولية رئاسة الإمارات خلفا لوالده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (يرحمه الله)و في اطار الزيارات المتبادلة بين الأشقاء في البلدين واللقاءات المشتركة التي تستهدف توطيد العلاقات الأخوية وتعزيز العمل الخليجي المشترك والتشاور حول مختلف القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية .وتعد هذه الزيارة الخامسة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان خلال السنوات الأخيرة إلى المملكة في إطار تبادل وجهات النظر تجاه مختلف الأوضاع والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد قام في نهاية شهر أبريل 2000 بزيارة أخوية للمملكة الشقيقة التقى خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأجرى مباحثات مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني تركزت حول سبل تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بما يعود بالخير والمنفعة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين ودول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول المستجدات العربية والإسلامية والدولية. وقد منح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد خلال هذه الزيارة وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولي. وفي إطار الزيارات المهمة المتبادلة بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة، زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني دولة الإمارات في نهاية شهر ديسمبر 2001 كما زار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام ثلاث مرات خلال الأعوام من 2000 إلى 2002 . كما قام الفريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بزيارتين للمملكة في 22 أغسطس 2004 و7 أبريل 2001 التقى خلالهما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.وترتبط مؤسسات الشورى في البلدين بعلاقات تعاون وثيقة بعد الزيارة التي قام بها وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة محمد سعيد الكندي رئيس المجلس للمملكة في شهر مايو 2003 والزيارة التي قام بها الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى في شهر ديسمبر عام 2003 حيث تم الاتفاق خلال هاتين الزيارتين على تبادل الخبرات والتنسيق وتوحيد المواقف في اجتماعات الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية.وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، تم التوقيع على أول اتفاق اقتصادي بين البلدين في شهر يونيو من العام 1978 حيث يقضي هذا الاتفاق بتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لمتابعة تنفيذه.ويكفل الاتفاق حق الإقامة والعمل والاستخدام وممارسة النشاط الاقتصادي والتملك والإرث لرعايا البلدين وتسهيل إجراءات انتقالهم وتشجيع قيام مشاريع مشتركة للتنمية الاقتصادية في كل من البلدين ويسمح بتصدير واستيراد المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعية والثروات الطبيعية بين البلدين. ونص على أن يعمل البلدان على تنسيق الشؤون الجمركية بينهما وعلى أن يقدم كل من البلدين التسهيلات اللازمة للاستفادة من المناطق الحرة في أي منهما. ويحرص البلدان باعتبارهما من أكبر المنتجين للنفط في العالم على تنسيق مواقفهما سواء على صعيد اللجنة الوزارية للتعاون البترولي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو على صعيد منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) أو منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) وذلك بما يكفل استقرار السوق العالمية للنفط وتحقيق التوازن بين مصلحة المنتجين والمستهلكين والحفاظ على تماسك ووحدة منظمة «أوبك». وقد حققت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال السنوات الأربع الأخيرة نمواً ملحوظاً حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات والمملكة من 4 مليارات و732 مليون درهم في العام 2000 إلى 7 مليارات و388 مليون درهم في عام 2003. وزاد إجمالي حجم الصادرات غير النفطية وتجارة إعادة التصدير من الإمارات إلى المملكة من مليار و70 مليون درهم في عام 2000 إلى مليارين و400 مليون درهم في عام 2003.وارتفعت الصادرات غير البترولية من الإمارات إلى المملكة من 173 مليون درهم في عام 2000 إلى 459 مليون درهم في عام 2003 وتجارة إعادة التصدير من مليار و178 مليون درهم إلى مليار و941 مليون درهم خلال نفس الفترة. وزاد حجم واردات الإمارات من المملكة من 3 مليارات و381 مليون درهم في عام 2000 إلى 4 مليارات و988 مليون درهم في عام 2003.وبلغ عدد المواطنين السعوديين الذين يمارسون الأنشطة الاقتصادية ويتملكون الأراضي والعقارات في دولة الإمارات 3804 مواطنين وذلك في إطار التزام الدولة بتحقيق المواطنة الاقتصادية بين شعوب دول المجلس.وقد بلغ مجموع عدد المواطنين السعوديين الذين يمارسون الأنشطة الاقتصادية بنهاية العام 2003 بدولة الإمارات 2984 مواطناً من بينهم 2469 يمارسون الأعمال التجارية و390 الأنشطة المهنية و93 الأنشطة الصناعية و32 أنشطة أخرى مختلفة. وبلغ عدد المواطنين السعوديين المالكين للعقارات والأراضي بدولة الإمارات 820 مواطناً يمتلكون 775 قطعة من الأراضي من بينها 372 قطعة يمتلكها 389 مواطناً سعودياً في مجال الإسكان و252 قطعة يمتلكها 285 مواطنا في مجال الأعمال التجارية و139 قطعة يمتلكها 136 مواطناً في مجال المشاريع الصناعية و12 قطعة يمتلكها 10 مواطنين في مجال الاستمثارات الزراعية. وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ الثمانينات باتفاقية لتنظيم النقل الجوي بين البلدين تم تجديدها في يناير من العام 1995 بزيادة عدد الرحلات في مجال النقل الجوي بما يخدم مصلحة البلدين ومصالح الناقلات الوطنية وذلك في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتوطيد أواصر التعاون المشترك. كما يرتبط البلدان بتعاون وثيق في المجالات القضائية والتشريعية والقانونية يشمل تبادل المعلومات والخبرات حول الأنظمة والتشريعات المعمول بها في البلدين،بالإضافة إلى ارتباطهما ببرامج منظمة للتعاون الثنائي في مجالات التعليم العام والعالي والإعلام والثقافة والزراعة والثروة السمكية والبلديات والبيئة والخدمة المدنية وتبادل المعلومات والخبرات في مجال تأهيل وإعداد الكوادر المواطنة بالإضافة الى التعاون والتنسيق بين غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرف التجارة والصناعة بالمملكة.وفي مجال التعاون الإعلامي وقع البلدان في 27 أغسطس 2004 اتفاق ائتلاف إعلامي بين المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ومؤسسة الإمارات للإعلام في خطوة تستهدف أعطاء دفعة قوية للنشاط والتنسيق في مختلف مجالات العمل الإعلاميمن جانبه أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر أهمية الزيارة التي يقوم بها اليوم الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة إلى المملكة مشيراً إلى أن هذه الزيارة التي تعد الأولى لسموه خارج الدولة منذ تسلمه مقاليد الرئاسة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين الشقيقين وتعبر في ذات الوقت عما يكنه سموه من محبة وتقدير لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني وشعب المملكة.وذكّر بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور وتعاون وثيق في شتى المجالات، مشيراً إلى الدور الذي لعبه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إرساء هذه العلاقات المتميزة على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل والمصالح الأخوية المشتركة.وأعرب السفير عن ثقته بأن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وهو يستهل رئاسته لدولة الإمارات العربية المتحدة سيواصل النهج الذي بدأه المغفور له بإذن الله القائد المؤسس.واختتم بتصريح ل«الرياض» بتأكيد تطلع قيادة وشعب المملكة إلى لقاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد والوفد المرافق لسموه.. راجياً الله العلي القدير أن تكلل هذه الزيارة بالنجاح الذي كان سمة كل اللقاءات التي جرت بين قيادتي البلدين.. ومتمنياً لسموه الكريم طيب الإقامة في بلده الثاني بين أهله ومحبيه.