عندما يبحث الرجل عن ما ينقصه في زوجته فإنه يلجأ للزواج الثاني، وقد يعذره المجتمع لذلك خاصة إذا كان الرجل يعاني من الإهمال أو انعدام سبل الراحة وغياب التفاهم بين الزوجين. ولكن ماذا لو كان الهدف الحقيقي وراء الزواج الثاني للرجل هو الانتقام من الزوجة الأولى، نتيجة خلافات سابقة بينهما؟. "الرياض " بحثت في هذا الموضوع وكان لنا وقفة مع أكثر من نموذج تختلف فيه الروايات ويتفق فيه الفعل.. زواجات للتحدي! في البداية يروي لنا سالم محسن قصته مع زوجته التي يعترف بأنها نعم الزوجة، ولكن تحديها المستمر له بقولها إنه "لايستطيع الاستغناء عنها مهما كان" كان أحد الأسباب، إلى جانب تحدي زملائه له في كل جلسة تجمعهم أنه "لايستطيع الزواج خوفا من زوجته وأهلها"، فما كان منه إلا أن سارع بالبحث على زوجة ثانية ليثبت لزملائه أنه "رجل" يستطيع الزواج مثنى وثلاثاً ورباعاً، و"ليقهر" زوجته. أما عبدالله أحمد فقد لجأ للزواج الثاني بعد ثلاث سنوات من زواجه الأول، وقال: تزوجت بسبب مشاكلي "غير المنتهية" مع زوجتي، وبسبب عجرفتها واعتمادها على جمالها في تقييدي وعدم النظر إلى غيرها، فكنت احتاج للراحة و"كسر شوكتها" حتى أستطيع العيش في حياة زوجية هانئة وهذا ماحصل، فبعد زواجي الثاني تقلصت المشاكل بيني وبينها، وأحسست أني استطعت اختيار الحل الأفضل، فبالفعل لايكسر شوكة المرأة إلا المرأة!. قصة أخرى يحدثنا عنها حسن معروف، حيث عجز عن إصلاح حاله مع زوجته التي كانت "كثيرة المشاكل والطلعات والتعالي بحسبها ونسبها"، وقال: بعد إحدى المشادات الكلامية بيننا قررت أن أضع حدا لمشاكلي وأن أجعلها تتعلم درسا، فما كان مني إلا أن ذهبت إلى عمي وخطبت ابنته الجامعية وخلال أسبوع فقط تم عقد القران والزواج، ثم طلبت زوجتي الأولى الطلاق، ولكني لم أتزوج حتى أطلق، وأعتبر هذا جزءاً من انتقامي منها وليس كله، وقد جئت بما يحلله لي الشرع. تداعيات ما بعد الزواج ويقول عبدالوهاب حاتم :"يعتقد الرجال أن الزواج بأخرى على زوجتهم الأولى يجلب لهم الراحة، ويجعلهم سعداء، إلا أنهم لا يدركون أنهم بهذه الزيجة يضرون أنفسهم دون أن يشعروا". من جانبه أكد حسن عامر أنه يرفض فكرة الزواج الثاني نهائياً، فإذا حدث وشعر الزوج بأنه غير قادر على تحمل زوجته الأولى، وأنه يفتقد راحته معها، فمن الأفضل أن ينفصل عنها نهائيًا، ولكن لا يتزوج عليها، لأن المرأة مهما كانت عقليتها لا يمكن أن تستوعب فكرة الزوجة الثانية، وبالتالي تزداد المشكلات وتتفاقم. وأكد إبراهيم أن الزوجة الثانية ليست حلاً للمشكلات، ولكن بعض الرجال يعتبرونها ردًا على إهمال زوجته له، لأنه يعرف جيدًا أن المرأة لا تقبل لها شريكًا في زوجها، وهذا في حد ذاته قد يعتبر أكبر إهانة لها!. ضعف الرجل! من جانبه قال الكاتب الاجتماعي أسامة الحازمي: كان الناس في السابق ينصحون بالزواج الثاني بحجة أنه يحل مشاكل الرجل، ولكن الأصل في الزواج الاستطاعة وليس انتقام الرجل من المرأة بأخرى، حيث قد يهمل الرجل الزوجة الأولى وينصرف تماما للثانية أو يعود للأولى ويطلق الثانية، وهذا ليس الحكمة من التعدد ولكن الحكمة هي القدرة على العدل والمساواة. وأضاف: يجب على كل زوج أن يعرف أن القوامة هي القدرة على تحمل المسئولية ومواجهة المشاكل وليس الهروب منها وتخطيها للوقوع بأكبر منها، مشيراً إلى أن الرجل الذي يهرب من مشاكله من زوجته الأولى، ويعالجها بانتقامه بالزواج الثاني يعاني من الضعف والخذلان ويعتبر سلوكه غير سوي وشخصيته ضعيفة وغير قيادية ولاتستحق القوامة. وأوضح الاختصاصي النفسي بالصحة النفسية بأبها علي أبو حكمة أن هذا الأسلوب الذي يعتبره البعض عقاباً أو انتقاماً كان تحل به المشاكل في السابق من قبل أجدادنا، حيث لم يكن هناك بعض المقومات الحياتية للحياة الزوجية كالتي نعيشها اليوم من ناحية المهور والسفر ورفاهية العيش والتسوق وقضاء الإجازات والكماليات المتعدد، ولكن معالجة المشاكل بهذا الأسلوب في زمننا لا تجلب سوى مشاكل أخرى، ومنها مشاكل نفسية عديدة، منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة. وأشار إلى أن الرجل الذي ينتهج هذا الأسلوب يوقع نفسه في دوامة ومشاكل متزايدة، وقال: لأن الزواج المتعدد شرع للتكافل الاجتماعي وليس للعقاب والانتقام، والقرآن الكريم -وفي سورة النساء- وجد الحل لأي مشكلة تواجه الزوجين ومن أهمها الحوار، وهذا أصبح من أولويات اهتمام الجمعيات التي تهتم بحماية الأسرة والدورات المكثفة، ثم إذا لم يفد الحوار فيكون الهجر، وهو أسلوب يعالج به حتى في النظريات بالعلاج النفسي، ومن ثم إدخال حكم بينهما.