قال خبير اقتصادى دولى إن المنطقة العربية لم تتأثر كثيرا بالازمة العالمية كما هو الحال فى دول أخرى مثل أوروبا وأمريكا وبعض دول أسيا مرجعا ذلك إلى عدم الاندماج الكلي للاقتصاديات العربية في الاقتصاد العالمي، وهذا ما يعتبره البعض ميزة، بينما يعتبره البعض الآخر عيبا. ونوه الدكتور أحمد جلال رئيس منتدي البحوث الاقتصادية المصري والخبير السابق فى صندوق النقد بأن الازمة العالمية بينت انقسام الدول العربية إلى قسمين وكلاهما لم يتأثر كثيرا بالأزمة لكن لأسباب مختلفة، القسم الاول وهى الدول البترولية ولم تتأثر بالأزمة إلا بنسب محدودة نتيجة توافر فوائض سيولة تراكمية لديها، كما أنها نجحت فى خلق طلب محلي بديل للطلب الخارجي، لكن يظل معاناة هذه الدول من عدم تنوع إقتصادها والنقص الحاد لديها فى العمالة. وأشار جلال امام ندوة حول "الاقتصاد المصري.. بعد عام من الازمة العالمية" عقدت أمس إلى أن القسم الثاني من الدول العربية هى الدول غير البترولية ولم تتأثر أيضا بشدة بالازمة بسبب الانغلاق الاقتصادي الذى تعيشه أغلبها وعدم اندماجها مع الاقتصاد العالمي. وأضاف أن الازمة الاقتصادية الحالية هي أزمة أمريكية الصنع انتشرت بسرعة نحو العالم كله، معتبرا أن أسباب الازمة تتلخص فى أربعة عوامل رئيسية هى المستهلك الامريكي الذى أفرط في عمليات الاقتراض، والرئيس الامريكي وفريق المحافظين فى الادارة الامريكية الذين تركوا الاقتصاد لقوى السوق بالاضافة إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي الان جرينسبان الذي ترك سوق النقد دون ضوابط بالاضافة إلى الصين التى أغرفت العالم بمنتجاتها. وأكد أن وقف إجراءات علاج الازمة وخطط التحفيز الاقتصادي التى إتخذتها غالبية حكومات العالم سيعد أكبر خطأ تقع فيه الحكومات، معتبرا أن الأثر النهائي للأزمة قد ينتهي بحلول 2014م. من جهتها قالت الدكتورة شرين الشواربي الخبيرة بالبنك الدولي إن الاقتصاد العالمي خلال العام ونصف الماضية مر بعدة مراحل أولها ما قبل مارس 2008 وهى التى سبقت الازمة وشهدت بوادر تقلبات فى الاسواق وحالة من عدم التيقن وتراجع فى نمو الاقتصاديات المقتدمة قابلها إرتفاع فى معدلات نمو الاقتصاديات الناشئة، إضافة إلى أنه من منتصف مارس 2008 وحتى منتصف سبتمبر 2008 الفترة التي شهدت إفلاس بنك ليمان الامريكي تبعها مرحلة ثالثة شهدت تتابع فى إفلاس العديد من المؤسسات المالية العالمية وتفشي حالة من عدم الثقة رغم محاولات إستعادتها من جانب الحكومات. أما الرابعة من نهاية أكتوبر 2008 وحتى منتصف مارس 2009 وهى فترة الانكماش الاقتصادي العالمي، لكن سرعان ما ظهرت بودار مرحلة جديدة هى مرحلة بدء التعافي ونهاية الانكماش. وتوقعت الشواربي إستمرار تحسن الاقتصاد العالمي خلال الربع الرابع من هذا العام معتبرة أن التحسن فى الاقتصاد الحقيقي سبقه تحسن فى مؤشرات أسواق المال العالمية.