أرجع مختصون في قطاع السفر والسياحة انخفاض عدد السعوديين المسافرين خلال الصيف المنصرم الى خارج المملكة لقضاء إجازتهم كما هو الحال كل عام الى أسباب من أهمها تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية والخوف من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير الذي تتنامى فرصة الإصابة به في المواقع المزدحمة مثل المطارات ومختلف التجمعات من أسواق ودور السينما وغيرها، مؤكدين أن ذلك صب من جهة ثانية في مصلحة حركة السفر الداخلي واستفادت بعض القطاعات المتعلقة بالسياحة بمختلف مناطق المملكة من حركة السفر الداخلي بالرغم من الإنفاق كان في متوسط الأعوام الماضية لأسباب عدة ، وكان لدخول شهر رمضان سبب ثالث لقضاء الإجازة في الداخل ، وخاصة أن الغالبية العظمى ممن سافر للخارج عاد قبيل رمضان. وقال عبدالرحمن الصانع رئيس لجنة الفنادق والوحدات السكنية بغرفة الرياض والمهتم بشؤون السفر إن مصروفات السياح السعوديين المغادرين إلى خارج المملكة خلال صيف هذا العام سجلت انخفاضا مقارنة بالسنوات القليلة الماضية ، ووصل الانخفاض بعدد المسافرين الى 30% ، ويؤكد على تأثر المملكة بحركة السفر العالمية التي تأثرت في الأساس بسببين هما ما حدث من أزمة اقتصادية عالمية كان لها تأثير واضح على حسابات المواطنين في السفر والتحرك بين مختلف دول العالم، وهذا الجانب قد لا يكون اثر على قرار السفر عند الكثير ولكن بلا شك كان له تأثير على الإنفاق السياحي، فشخص مثلا كان يقضي في سفره أربعة أسابيع خفضها إلى النصف، وعائلة قد تعودت على زيارة أكثر من مدينة في دولة واحدة اكتفت في هذا الصيف بمدينة أو مدينتين فقط. وأضاف الصانع "بالطبع التأثير الثاني واضح بسبب مرض أنفلونزا الخنازير الذي اجتاح العالم بشكل كبير وانطلق كما هو معروف من دول أمريكا الجنوبية، وهو لم يؤثر على الفنادق والمنتجعات السياحية فقط، بل كان تأثيره ملموساً على حركة السفر العالمية عموما، وقد أكدت منظمات الطيران العالمية وشركات الطيران وجود انخفاض في حركة السفر منذ مطلع العام الحالي 2009، وهذا شيء طبيعي مع التركيز الإعلامي على هذا المرض، وطال هذا التأثير مواقع التجمعات من مسارح ودور السينما العالمية ومحطات القطارات ومختلف وسائل المواصلات في جميع دول العالم. 27% انخفاض المصروفات ومن جهته قال محمد العمران خبير اقتصادي-، إن تراجع حجم إنفاق السياح السعوديين في الخارج من 5.6 مليارات ريال إلى 4.7 مليارات ريال(27 بالمائة)، يعود إلى تأثير الأزمة المالية العالمية، مما حدا بكثير من الناس التوجه صوب السياحة الداخلية التي تعد الخيار الأمثل في ظل هذه الأوضاع.ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن كثيراً من الدول العربية وتحديدا (لبنان - ومصر) رفعت في أسعار مراكز الإيواء السياحي (الفنادق – والشقق المفروشة)، وبالتالي ساعد ذلك في نشاط الحركة السياحية في عدد من الدول الأوربية التي أصبحت جاذبة للسياح.وتوقع العمران أن المملكة أقل دول العالم فيما يتعلق بنسبة الانخفاض على المصروفات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المجتمع المحلي السعودي أصبح لديه وعي لكنها ليست بتلك النسبة الكبيرة. من جانبه، أرجع المحلل الاقتصادي يوسف الخالدي هذا التراجع الواضح لناحية أعداد السياح السعوديين المغادرين إلى خارج البلاد، إلى العديد من المتغيرات المحلية والعالمية، والتي يأتي على رأسها انتشار وباء أنفلونزا الخنازير (H1N1)، والذي أدى إلى تخوف أعداد كبيرة من السفر خارجياً، خاصة إلى الأماكن الموبوءة أو التي انتشر فيها المرض بشكل كبير، وتأكد ذلك بعودة البعض مصابا بهذا الفيروس. فنادق مكة شهدت حركة متوسطة في صيف هذا العام رغم دخول رمضان مع الصيف وأضاف: "من العوامل الخارجية كذلك ما يمر فيه العالم أجمع من أزمة اقتصادية كبيرة يعاني من جرائها المجتمع الدولي والتي أدت إلى ازدياد معدل البطالة وتسريح عدد كبير من العمالة"، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تضاف - بحسب قوله- إلى ما مر فيه المواطن السعودي من خسائر في سوق الأسهم السعودية التي لم يفق كثير من المواطنين منها بعد. وذكر الخالدي سببا رئيسيا ثالثا يرى أن له التأثير الأكبر في هذا التحول في مشهد التوازن لصالح السياحة الداخلية، قائلاً: "الجهود التي تقوم بها الدولة الآن ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار ومنها إقامة العديد من المهرجانات والفعاليات في كل مناطق المملكة، وما تتبناه من إقامة المنتجات والوجهات السياحية، والسعي إلى الاهتمام بكل ما يحتاجه السائح داخليا سواء لجهة قطاع الإيواء من فنادق وشقق مفروشة وتعديل مستوياتها أو وكالات السفر أو غير ذلك من مظاهر الاهتمام والدعاية لها بوسائل شتى، كل ذلك دفع الكثير من السعوديين إلى التفكير في قضاء إجازاتهم بين ربوع المملكة، لافتاً إلى العنصر الأهم في كل ذلك وهو عنصر الأمن المتوافر في المملكة، خاصة مع ما يسمعه المواطنون مما يجري مع بعض السياح السعوديين من أحداث مؤسفة في الخارج. وكان التقرير الصادر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار عن حركة السفر الصيفية الى خارج المملكة قد أوضح أن عدد السعوديين المغادرين لخارج المملكة خلال فترة إجازة الصيف (من 1-7 إلى 25-9-2009) بغرض السياحة بلغ ما يقارب 870 ألف سائح، أنفقوا نحو 4.7 مليارات ريال بمتوسط إنفاق للسائح تجاوز 5400 ريال خلال الرحلة الواحدة، مقارنة ب 1.2 مليون سائح صيف العام الماضي أنفقوا 5.6 مليارات، بمتوسط إنفاق للسائح بلغ 5200 ريال للرحلة. وتصدرت البحرين التي تعد أقرب الدول الخليج الى المملكة من خلال المنطقة الشرقية الدول التي قصدها السياح السعوديون للعام الثاني على التوالي وزارها نحو 406.5 آلاف سائح، ويعتبر جسر الملك فهد العامل الأساسي الأول لتسهيل السفر للبحرين وخاصة للرحلات القصيرة التي لا تزيد بعضها عن 6 ساعات وتتركز في فترات المساء، ثم الأردن بمعدل 176 ألفا ويقصدها الكثير عن طريق الرحلات البرية من شمال المملكة ومنطقة تبوك بشكل خاص، وتعبر الكويت بعدد 160 ألفاً من أكثر الدول التي يزورها السعوديين صيفاً بسبب روابط اجتماعية ولحضور مناسبات الصيف من زواجات وغيرها، ثم الإمارات ب 78 ألفاً ونسبة من هذا العدد لرحلات عمل لمدينة دبي. ونوه مهتمون بحركة السفر والسياحة الى أكثر مدينة عربية شهدت حركة سفر خلال الصيف المنصرم لغرض السياحة فقط وخاصة للعائلات السعودية هي بيروت ثم القاهرة، وسجلت الأخيرة انخفاضاً بعدد السعوديين بسبب الزحام الذي شهدته في الأعوام الماضية مع وجود غلاء واضح في الفنادق من فئة خمس نجوم، وبالرغم من انه وفي هذا العام شهدت تراجعاً عن العام المنصرم بالنسبة لأسعار الفنادق مع وجود نوع من العزوف من الخليجيين والتوجه لوجهات غير مصر. كما سجلت عدد من الدول الأوربية مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا حضوراً للسياح السعوديين وإن لم يقارن بالصيف الماضي وما قبله، وكذلك مع فترات قصيرة للرحلات والتنقلات داخل الدولة الواحدة بسب تقليص ميزانية السفر وخوفاً من الأمراض في المواقع العامة وأماكن التجمعات.