انطلقت في فرنسا أمس الثلاثاء حملة واسعة للتلقيح ضد الفيروس المتسبب في أنفلونزا الخنازير. وحرصت السلطات الفرنسية على أن تكون أيام التطعيم الأولى حكرا على العاملين في مؤسسات الرعاية الصحية والطبية سعيا إلى الحد من انتقال الفيروس في مثل هذه المواضع الحساسة. ويقدر عدد الأشخاص العاملين في هذه المؤسسات بقرابة مليوني شخص. ومن المنتظر أن تشمل عملية التلقيح في مرحلة أولى بالإضاقة إلى العاملين في المستشفيات قرابة تسعة ملايين شخص من المصابين بأمراض من شأنها تعقيد أوضاعهم الصحية في حال الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير وكذلك الأطفال الذين تتراوح سنهم بين ستة أشهر وعامين وأعوان الشرطة والجندرمة والمطافئ. ومن المنتظر أن يحقن اللقاح في جرعتين اثنتين تفصل بينهما فترة ثلاثة أسابيع. ولا يزال البحث جاريا في إمكانية الاستغناء عن الجرعة الثانية. وتجدر الملاحظة إلى أن عمليات استطلاع الرأي التي أجريت في الأسابيع الأخيرة بينت أن هناك تحفظا كبيرا لدى الفرنسيين إزاء التطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير. ولوحظ هذا التحفظ لدى نسبة من أفراد العينات المستجوبة تتراوح بين ستين وخمسة وستين بالمائة . بل إن الأوساط الطبية في فرنسا لاتزال بدورها متحفظة في العموم إزاء حملة التلقيح على غرار مايحصل في بلدان غربية أخرى منها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد عزا الباحثون في علم الاجتماع هذا التحفظ لعدة عوامل أهمها : أولا : أن وسائل الإعلام قد ضخمت أكثر من اللزوم المخاطرالمتوقعة عن عملية التلقيح وهي في الأصل لاتختلف عن أي مخاطر لديها صلة بعمليات التطعيم ضد أمراض وأوبئة أخرى. ثانيا : أن الوفيات التي حصلت حتى الآن في فرنسا بسبب انفلوتزا الخنازير لاتزال قليلة بالقياس إلى تلك التي تنجم عادة بسبب الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية . وكانت روزلين باشلو وزيرة الصحة الفرنسية قد انتهزت بداية التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي لتدعو الخاضعين لهذا التلقيح لعدم تصديق ماتشيعه بعض الأطراف من أن اللقاح ضد الحمى الموسمية يمكن أن يعوض اللقاح ضد حمى الخنازير.