أشار تقرير اقتصادي حديث أن هناك تناقضات بين استراتيجيات شركات الطيران في المنطقة وبين كبرى الناقلات الجوية العالمية، ففي الوقت الذي تقوم به مؤسسات تواجدت في السوق لفترة طويلة مثل "أمريكان ايرلاينز"، "دلتا"، "البريطانية"، و"فيرجين أتلانتيك" وغيرها، بتقليص خدماتها، وتخفيض محطاتها، تنفذ نظيراتها في منطقة الخليج والتي ظهرت قبل بضع سنوات فقط بعمليات توسعة ضخمة وتقدم طلبات كبيرة لطائرات جديدة. وأضاف تقرير "غلوبل هاوس" الذي يتخذ من ممكلة البحرين مقراً له وتسلمت "الرياض" نسخة منه ان دول المنطقة تستحوذ على 50% على الأقل من أوامر الطلبات الجديدة على الطائرات التي تتلقاها الشركات العالمية الصانعة، حيث تظهر الإحصاءات إنها ستستقبل نحو 500 طائرة في السنوات الخمس المقبلة. وتناست شركات الطيران (الخليجية) أن العام 2009 من أكثر الأعوام تحدياً في تاريخ الطيران العالمي والإقليمي، إذ توقعت منظمة النقل الجوي العالمية (أياتا) تكبد الناقلات العالمية بخسائر تصل إلى 9 مليارات دولار. ولفت التقرير ان حجم الاستثمار في توسيع 10 مطارات رئيسية في منطقة الشرق الأوسط بلغ نحو 36.8 مليار دولار، وهي مشروعات تستمر حتى 2012، وتقضي برفع القدرة الاستيعابية للمطارات حوالي 292% عن المستويات الحالية. وكان قطاع النقل الجوي في المنطقة نما في 2007 و2008 بنسبة 18% لكل منهما، في حين يبلغ متوسط النمو السنوي حوالي 8%، قياسا بمعدل 5% على مستوى العالم. ويتركز النمو العالمي في الخليج العربي وفي الصين والهند، وهي مناطق تنمو على مختلف الأصعدة، وذلك تماشيا مع استمرار ازدياد وتنوع الاستثمارات التي تنشط بدورها حركة نقل الركاب والبضائع على حد سواء. وكانت فاتورة استهلاك الوقود ارتفعت في قطاع الطيران إلى 176 مليار دولار في العام الماضي 2008، مقابل 44 ملياراً فقط عام 2003، لكنها ستتراجع هذا العام إلى نحو 85 مليار دولار مع تراجع الأسعار. من جهة اخرى توقعت شركة "بوينغ" الأمريكية توسع سوق شراء الطائرات في الشرق الأوسط بنسبة 5.5% سنويا حتى 2025، في حين أن منافستها الأوروبية "ايرباص" تعتبر أكثر تفاؤلا مع توقعاتها بنمو الطلب 6.2% كمتوسط سنوي حتى 2025، منها نمو سنوي بواقع 7.1% بين 2007 و2015، ليتباطأ المعدل إلى 5.2% في العقد الثاني. ومن المتوقع أن يصل أسطول الخطوط الجوية السعودية الأكبر في المنطقة إلى 136 طائرة مع نهاية العام الجاري. ومن المؤمل أن تتسلم الشركة مطلع أكتوبر 2009 الطائرة الأولى من طراز "ايرباص 320" ضمن أسطولها الجديد. ويشمل الأسطول الجديد 70 طائرة منها 58 من طراز "ايرباص" و12 من "بوينغ". ويبلغ أسطول "السعودية" حاليا نحو 120 طائرة، في حين تطير إلى نحو 80 وجهة حول العالم. وبدأت شركات الطيران الاقتصادي التي ظهرت في الخليج بالعقد الأخير تنافس الناقلات الرسمية وبقوة، خصوصا أنها تقدم عروض منافسة من حيث السعر وطريقة الحجز، فضلا عن وصولها إلى مطارات عالمية جديدة وإلى المدن الصغيرة التي أهملتها الشركات الكبرى. ويقدر حجم سوق تأجير الطائرات في دول الخليج ب800 مليون دولار، من المتوقع له أن ينمو إلى مليار دولار بحلول العام 2010. وينقسم السوق بين التأجير التقليدي والإسلامي، في حين يعمل في القطاع حوالي 80 شركة رسمية، إضافة إلى عدد كبير من الوسطاء غير القانونيين الذين يسيطرون على حوالي 25% من السوق. ويقدر إجمالي عدد طائرات الشركات العاملة في القطاع في المنطقة بحوالي ألف طائرة، نصف هذا العدد ما زال على دفاتر الطلب عند المصنعين.