تخلّت القطاعات الرئيسة في تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس عن قيادة المؤشر العام نحو المنطقة الخضراء، بعد أن لجأت أسهم الشركات القيادية إلى التراجع أو الخمول الذي اكستح محيا التداولات والتي عاشت فيه معظم فترات جلسة التداول أمس. حيث عانت السوق من تراخي الأداء الذي كان واضحا على مسار أهم المؤشرات في سوق الأسهم السعودية، والذي عكسته مؤشرات قطاعي المصارف والخدمات المالية وقطاع الصناعات البتروكيماوية، والتي كان لها أشد الأثر على تعزيز الجانب السلبي في مسار المؤشر العام. إذ تكاتفت أسهم أغلب شركات هذان القطاعان في اعتناق اللون الأحمر بالإضافة إلى مشاركة أسهم شركات الأسمنت هذا التوجه قبل نهاية التعاملات أمس، والذي انعكس بقوة على سلوك السوق أمس، والذي أدى بدوره إلى تعزيز التشاؤم في قدرة السوق على العودة إلى مساره المتفائل الذي عاشه في أولى لحظات التداول أمس. في المقابل أظهر قطاعا الطاقة والمرافق الخدمية وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تحركا إيجابيا ساهم في تقليص نزيف النقاط وتعويض الخسارة التي تعرض لها المؤشر العام، والتي كان لها دور فاعل في محاولة مساعدة المؤشر العام على الاستقرار النسبي في مدى التذبذب. وساهم سلوك تعارض الأداء بين القطاعات القيادية في تسهيل مهمة المضاربين الذين سارعوا إلى اغتنام فرصة الهدوء النسبي الذي طرأ على السوق في محاولة لاقتناص أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي انفردت في تحقيق مستويات تذبذبية إيجابية، ساعدت في توليد السيولة داخل السوق وتحقيق مكاسب مضاربية. كما عاشت أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة في موجات مضاربية كانت عن طريق تنقل السيولة الساخنة بين أسهم هذه الشركات، من خلال سياسة المضاربين في تبادل الأدوار في اقتناص الشركات وجني الأرباح في أسهم الشركات التي كانت لها أداء مميز في التعاملات السابقة. حيث تتولد هذه السياسة في الغالب مع استقرار حركة المؤشر العام ورغبة المضاربين في عدم تأجيج أسعار الشركات ذات الوزن المتوسط ليكون الحل الأنسب هو في التنقل اليومي بين هذه الشركات وتحقيق المكاسب رغم دخول السوق في المنطقة الحمراء. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 6396 نقطة بانخفاض 36 نقطة، بعد تداول 220.7 مليون سهم بقيمة 5.2 مليارات ريال بعد تنفيذ 130.3 ألف صفقة. وتصدر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السوق من حيث نسبة الارتفاع بصعود قوامه 0.6 في المائة، يليه قطاع الأسمنت صاعدا بمعدل 0.5 في المائة، بينما تصدر قطاع الاستثمار الصناعي السوق من حيث نسبة الانخفاض متراجعا بنسبة 1.1 في المائة، وصعدت أسهم 38 شركة مقابل انخفاض أسهم 78 شركة.