وقعت تركيا وسورية اتفاقية للتعاون العسكري المشترك ، سيجرى الجانبان بموجبها تدريبات عسكرية مشتركة عبر الحدود ، يحتمل حسب بعض المصادر أن تنطلق غدا " الجمعة " . وأجرت تركيا وسورية مناورة مشتركة عبر حدودهما منذ أشهر ، وسيجري البلدان المزيد من التدريبات والمناورات المشتركة خلال الفترة المقبلة بعد توقيع هذه الاتفاقية الذى جاء خلال اجتماع المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين الذى عقد أول من أمس برئاسة وزيري خارجية البلدين. وكانت اسرائيل أبدت انزعاجها للمناورة المشتركة التى نفذتها تركيا وسورية منذ عدة أشهر ، لكن تركيا أكدت أن المناورات تتعلق بأمن الحدود بين البلدين ولا يحق لأي طرف أن يتدخل فيها أو يعترض عليها . وحول رد الفعل المحتمل من جانب اسرائيل تجاه الاتفاق العسكري التركي السوري أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتعزيز علاقاتها وتعاونها مع جيرانها فإنها لا تتردد في اتخاذ رد الفعل المناسب تجاه السياسات الخاطئة. وطالب داود أوغلو اسرائيل بالعمل على إنهاء المأساة التي ترتكبها في غزة وباحترام معتقدات ومشاعر المسلمين في القدس. وجاء توقيع الاتفاقية العسكرية مع سورية في الوقت الذي علقت فيه تركيا الشق الدولي من مناورات " نسر الأناضول " الجوية والتي كان من المقرر أن تشارك فيها طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي الى جانب طائرات من الولاياتالمتحدة وايطاليا وحلف شمال الأطلنطي " ناتو " . ونفى نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية أن يكون قرار تعليق الشق الدولي من المناورات له صلة بالمشادة الكلامية التي حدثت بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أثناء منتدى دافوس. وقال شيشيك إن قرار الإلغاء صدر بموافقة من الحكومة بناء على توصية رئاسة الأركان العامة بطلب من قيادة القوات الجوية التركية. وربطت تقارير إعلامية بين قرار تركيا بتعليق الشق الدولي من المناورات وإلغاء مشاركة اسرائيل فيها بتباطؤ اسرائيل في إتمام صفقة شراء 10 طائرات اسرائيلية بدون طيار من طراز " هيرون " كانت قد أبرمت مع اسرائيل عام 2005 بقيمة اجمالية 183 مليون دولار. وكان مقررا أن ينتهي تسليم الطائرات العشر في مايو الماضي بعد تنفيذ بعض مطالب الجانب التركي الفنية لاستكمال النقص في كفاءة الطائرات التي ستستخدم في عمليات الاستطلاع ورصد تحركات عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ، مما دفع رئاسة الأركان التركية الى طلب الغاء مشاركة الطائرات الاسرائيلية في مناورات نسر الاناضول رداً على هذا التأخير. وكشف الجانبان السوري والتركي في مؤتمر صحافي عن انه تم التحضير لتوقيع ما يزيد على 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون خلال اجتماع رئيسي الوزراء التركي والسوري بدمشق في ديسمبر المقبل. من جهته قال معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني في كلمة له بوصفه رئيسا للجانب السوري ان سورية تنظر بثقة الى المستقبل من خلال تطوير شراكتها مع تركيا التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين. واكد وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان "شعبي البلدين يتعانقان في انطلاقة جديدة ترسم مستقبلا افضل لكلا الشعبين. من جانبها اعتبرت الولاياتالمتحدةالامريكية استبعاد تركيا مشاركة قوات اسرائيلية في مناوراتها العسكرية مع حلف الناتو قرار "غير ملائم". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي جي كراولي مساء امس الاول (الثلاثاء)، :" ان مسألة دعوة حكومة ما ثم الغاء الدعوة في آخر لحظة امر في غير محله بالنسبة لأية امة تمارس مثل هذا الامر في اللحظة الاخيرة". مضيفاً :" لاشك ان استبعاد القوات الاسرائيلية في المناورات العسكرية مع حلف الناتو أمر غير ملائم". يشار الى أن (نسور الاناضول) هي احد التمارين التي تقيمها القوات الجوية التركية سنوياً بانتظام منذ العام 2001 بمشاركة دولية وعربية. وجاء قرار اقصاء تركيا لإسرائيل من لائحة الدول المشاركة في التدريب السنوي لنسور الاناضول، وفقاً لمحللين امريكيين بمثابة رسالة عقابية لممارسة تل ابيب العدوانية في حربها الاخيرة ضد غزة وعدم السماح لوزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو بزيارة قطاع غزة الشهر الماضي. من جهة ثانية تتابع اسرائيل بقلق التقارب السوري التركي والذي سيتوج بمناورة عسكرية مشتركة بين البلدين، وذلك بعد ايام معدودة على الغاء مشاركة اسرائيل في المناورة العسكرية الدولية (نسور الاناضول)، والتي تستضيفها تركيا سنويا. وانتقدت اوساط امنية في اسرائيل ما يلوح "كشهر عسل بين دمشقوأنقرة". وقالت ان موافقة تركيا على اجراء مناورة مشتركة مع سورية هو خطأ آخر يضاف الى خطأ الغاء المناورة مع اسرائيل. واكثر من أي شيء آخر تعبر هذه الموافقة عن ضائقة وعن تهور. ونقلت صحيفة " يديعوت" عن هذه الاوساط القول: انهم يبتعدون عن الغرب، يقتربون من ايران ولا ريب ان في اسرائيل وبالاساس في جهاز الامن سيتعين عليهم ان يقيموا الوضع من جديد فيما يتعلق بمنظومة العلاقات مع انقرة". وتباينت ردود فعل المؤسسة الامنية الاسرائيلية ازاء هذا التدهور في العلاقات بين تل ابيب وتركيا. فبينما حاول وزير الحرب ايهود باراك تهدئة الخواطر، قالت اوساط اخرى في وزارته ان الانبطاح امام الاتراك لن يجدي نفعا في هذه المرحلة وذلك لان الحكومة في أنقرة مصممة على هجر التحالف مع اسرائيل وتسخين علاقاتها مع سورية ومع ايران".