أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ارتياح بلاده إزاء موقف تركيا الأخير من إلغاء مناوراتها الجوية مع إسرائيل، نافيا أن "يكون هناك حاليا وساطة تركية بشأن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل" وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو إن "سورية تدعم هذا الموقف التركي وتشجعه بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسجد الأقصى واحتلالها للأراضي العربية". وكانت تركيا قررت منع إسرائيل من إجراء تدريبات عسكرية في المجال الجوي التركي، وفيما يتعلق بعقد مجلس التعاون الاستراتيجي بين سورية وتركيا، قال المعلم إن "اللقاء السوري التركي يعد حدثا تاريخيا يأتي في أعقاب زيارة الرئيس بشار الأسد إلى اسطنبول مؤخرا واتفاقه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين السوري والتركي على ارض الواقع بالإعلان رسميا على إلغاء اتفاقية سمات الدخول بين البلدين". وأوضح المعلم أنه "سيتم خلال الاجتماع مناقشة عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بين البلدين تحضيرا لوثائق العمل التي سيجري التوقيع عليها في دمشق شهر تشرين الثاني المقبل بين رئيسي الوزراء في كلا البلدين". بدوره قال أحمد داوود أوغلو إن التوقيع الرسمي على إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركيا هو عيد للشعبين اللذين يحتفلان كل عام بعيدين ولكنهما هذا العام سيحتفلان بثلاثة أعياد مشيرا إلى أن الاجتماعات السورية التركية تحمل أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية. وأوضح أوغلو أنه بهذا الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي نخطو الخطوة الأولى لهذا العمل الاستراتيجي وقال.. خلال شهر أو شهرين في بداية شهر كانون الأول وأثناء زيارة رئيس الوزراء التركي لدمشق وتحت رعاية رئيسي الوزراء في البلدين سيتم عقد اجتماع عالي المستوى للطرفين.الى ذلك حضر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم امس انقرة على "التعقل" اثر التوتر بين البلدين الناجم عن الغاء مناورات جوية دولية تنظمها تركيا. وقال شالوم كما نقل عنه مكتبه ان "تدهور العلاقات مع تركيا في الايام الاخيرة يدعو الى الاسف". واضاف ان "تركيا دولة اسلامية مهمة تتقاسم علاقات استراتيجية مع اسرائيل. امل ان يتعقل الاتراك وان يدركوا ان العلاقة بين البلدين تصب في مصلحتهم كما في مصلحتنا". وابدى مسؤولون اسرائيليون قلقهم هذا الاسبوع بعدما قررت انقرة الغاء مناورات جوية كانت مقررة اعتبارا من الاثنين في تركيا على ان تشارك فيها اسرائيل، متخوفين من نية تركية الابتعاد من الحليف الاسرائيلي. واعلن مكتب وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك ان المناورات "لم تلغ بل ارجئت". من جهته، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان لا دوافع سياسية وراء القرار. والعلاقات بين اسرائيل وتركيا اللتين تتعاونان في مجال الدفاع توترت منذ الانتقادات غير المسبوقة التي صدرت من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في شان الهجوم الدامي الذي شنته الدولة العبرية في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين على قطاع غزة. وكانت انقرة استخدمت علاقاتها الطيبة مع اسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي للقيام بمساع حميدة. وجرت محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسوريا في تركيا في العام 2008.