سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.خوجة : المملكة جعلت الثقافة والاستثمار المعرفي هدفاً استراتيجياً في خططها التنموية في افتتاح الدورة السادسة لمؤتمر وزراء الثقافة بالدول الإسلامية في باكو
أوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن المملكة العربية السعودية حرصت على جعل الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان هدفاً استراتيجيا في خططها التنموية إدراكا منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات وجعلها قادرة على التفاعل مع كافة الحضارات الإنسانية والتعايش مع الآخر . وقال // إن المملكة العربية السعودية حرصت على أن تكون ثقافتها مرتكزة على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة //. جاء ذلك في كلمة لمعالي وزيرالثقافة والإعلام ألقاها أمام المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في الدول الإسلامية في دورته السادسة في مدينة باكو بجمهورية اذربيجان امس نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي العهد وسمو النائب الثاني وتمنياتهم للمؤتمر بالنجاح والتوفيق . وأردف معاليه يقول إن المملكة ، وهي ، كما تعلمون ، مهبط الوحي والتنزيل ، ومسرح الكثير من الأحداث التاريخية الإسلامية ومهد اللغة العربية والشعر العربي ، والتي احتفلت مؤخرا بيومها الوطني التاسع والسبعين ، حرصت على جعل الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان ، هدفاً استراتيجياً في خططها التنموية وذلك إدراكاً منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات وجعلها قادرة على التفاعل مع كافة الحضارات الإنسانية والتعايش مع الآخر ، كما حرصت على أن تكون ثقافتها مرتكزة على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة ، وهي بعون الله ماضية في تأكيده . ومضى معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة يقول //ولعلكم تابعتم انطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول حوار أتباع الأديان والحضارات ، التي بدأت بتنظيم المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد بمكة المكرمة خلال شهر يونيو 2008 م وتوجت أعماله باعتماد خطة عمل لمعالجة قضايا الحوار مع الآخر، حيث عقد مؤتمر مدريد لحوار أتباع الأديان والحضارات ، تلا ذلك مؤتمر الأممالمتحدة في نيويورك ثم مؤخرا ًمؤتمر جنيف ، وكلها تهدف إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ، مما أعطى بعدا مضافا في مجتمع العلاقات الدولية بين الشرق والغرب . وزاد معاليه يقول // إننا جميعا نحتاج إلى تضافر الجهود للوقوف ضد المحاولات الصهيونية لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية على الصعيد العمراني والثقافي الذي تضاعف بشكل خاص بعد إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام 2009 م والمملكة تؤكد وتؤيد جهود الايسيسكو في هذا المجال // . وأشار إلى أنه فيما يتصل بجهود المملكة في تطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي فقد تم عمل الكثير في هذا الإطار عبر العديد من المؤسسات الثقافية والجامعات ومراكز البحث العلمي مبيناً أن بين يدي الجميع تقريراً موجزاً عنها . وأعرب معاليه عن يقينه أن ما سيقرره المؤتمر من الموضوعات المطروحة سيعزز وحدة المسلمين وترابطهم رغم تنوع ثقافاتهم وأعراقهم . وعقدت في باكو على هامش المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة الذي افتتح أعماله صباح امس مائدة مستديرة حول موضوع /تعزيز الحوار والتنوع الثقافي/ بمشاركة عدد من الوزراء أعضاء المؤتمر وبرئاسة كل من الدكتور أبو الفاس غراييف وزير الثقافة والسياحة في حكومة جمهورية آذربيجان والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو- الداعية للمؤتمر. وعقدت المائدة المستديرة تحت عنوان /مسار باكو : تحد جديد من أجل حوار الحضارات/. وصدر في ختام المائدة المستديرة بيان أكد فيه وزراء الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي على ضرورة العمل على استكشاف مقاربات جديدة لتحقيق التحالف بين الحضارات والحوار بين الثقافات وإتاحة فرص جديدة للتعاون بين الدول اعتمادا على السبل والإمكانات التي توفرها الثقافة والفنون والتراث وكل أشكال التعبير الثقافي للأمم والشعوب الكفيلة بإيجاد أنساق ثقافية عالمية مشتركة تمكن من تجاوز الحدود اللغوية والعرقية الضيقة وتشكل مصدرا للتفاعل والتواصل وتمثل ركيزة أساسا لإشاعة روح الأخوة والسلم لدى الإنسان وتحد من أشكال الغلو والتطرف والتعالي الحضاري. ودعوا إلى تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي والدولي بين الهيئات الرسمية والمنظمات الحكومية والمؤسسات الأهلية من خلال تشجيع حركة الأفكار والأشخاص وترسيخ مبادئ التعارف والتآزر بما يخدم نقل الخبرات والتجارب الرائدة ومشاطرة الاستفادة منها. وأبرزوا أهمية العمل على احترام ثقافات الآخر والتنديد باستمرار الحملات المعادية للمقدسات الدينية والمجاهرة بالاستخفاف بالرموز الحضارية للآخر وبكل أساليب الميز والعنصرية من دون خشية أو متابعة. وأوصوا بدعم جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حماية التراث الثقافي والمحافظة عليه خاصة في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة طبقا لاتفاقية اليونسكو لحماية الملكية الثقافية في حالة نشوب صراع مسلح وبروتوكولاتها /1954/. وأعربوا عن إيمانهم بأن البديل الأمثل لدرء مفاسد هذه الآفات هو الحوار والتفاهم والتعاون واحترام حقوق الآخرين ومراعاة الخصوصيات في ظل المشترك الإنساني مع الاستفادة من كنوز الحكمة التي يمثلها تعدد الديانات والثقافات لبناء حضارة إنسانية سمحة كريمة.