لا يزال تضارب الآراء حول منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام قائماً في الولاياتالمتحدة وقد يظل الجدل في الأمر قائماً على مدى سنوات فترة أوباما الأولى في الرئاسة. إلا أن من بين التحليلات أن قرار لجنة جائزة نوبل في أوسلو بمنح أوباما الجائزة رغم قصر مدة توليه الرئاسة في الولاياتالمتحدة، إنما جاء ك «ضربة أخرى في الساق» للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي وضع الولاياتالمتحدة بسبب نهج القوة الذي اتبعه في معزل عن العالم كما خلق وضعاً دولياً متأزماً. وتشير تلك التحليلات إلى أن هذه ليست الضربة الأولى في الساق من قبل لجنة نوبل للرئيس السابق بوش، بل سبق للجنة أن منحت الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام في العام 2002م، عن جهوده في اتفاقية السلام بين مصر و(إسرائيل). ويقول المحللون أن منح كارتر الجائزة في وقت متأخر منذ توقيع الاتفاقية بين مصر و(إسرائيل) ما هو إلا تعبير عن السخط الدولي من سياسات بوش. ويتابع المحللون إلى القول إن لجنة جائزة نوبل وجهت ضربة في الساق للرئيس بوش في العام 2007م عند منح اللجنة لجائزة نوبل للسلام لنائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور حيال ما يقوم به من تنوير عالمي عن الاحتباس الحراري. وفي نظر المحللين فإن منح الرئيس باراك أوباما الجائزة ما هو إلا ضربة ثالثة لساق الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي ترك الرئاسة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي ، وتعبير عن انفراج برحيله ليس للولايات المتحدة وحدها بل وللعالم. من جهة أخرى تصدرت صور سارة أوباما ، الجدة الكينية للرئيس الأمريكي باراك أوباما صور العديد من وسائل الإعلام العالمية حيث ظهرت الجدة الأفريقية وهي تطالع الصحف المحلية التي تحمل نبأ فوز أوباما بجائزة نوبل للسلام. وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة لفوز أوباما بالجائزة إلا أن جدته كانت واحدة من القلائل الذين شعروا بالسعادة لهذا التكريم. ونقلت تقارير إخبارية صادرة امس عن سارة أوباما قولها "أنا سعيدة من أجله فهذا التكريم منحة من الله . يحصل الإنسان على الجائزة عندما يستحقها سواء كان ذلك مبكرا أم لا". وكانت مجلة "تايم" قد عقبت على مسألة فوز أوباما بالجائزة قائلة "لا يكفي أن يكون المرء ملهما للسلام". من جهته طالب جون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة ، أوباما بعدم قبول الجائزة مؤكدا أن هذه الجائزة ستعرقل عمل أوباما بشكل كبير. وأضاف بولتون:"كيف يمكن لشخص حاصل على جائزة نوبل للسلام إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان دون أن يواجه انتقادات". وفي الفاتيكان ابدت اوسرفاتوري رومانو الصحيفة الناطقة باسمها تحفظا السبت ازاء منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الاميركي باراك اوباما رغم ان الفاتيكان رحب بذلك. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها على الصفحة الاولى "على اساس القرارات المتخذة حتى الان سيكون من الصعب وصف الرئيس الاميركي على انه داعية سلام بشكل كامل" معتبرة ان السياسات المتبعة في العراق وافغانستان "تقع كما يبدو في منتصف الطريق بين الولاء لمبادئ السلام التي اعلنت خلال حملته الانتخابية ، وسياسة اكثر واقعية يصفها البعض بانها تشكل استمرارية لسياسة بوش الحربية". واضافت ان تلك السياسة "المتقلبة تشبه الى حد كبير تلك التي اعتمدها الرئيس الاميركي حول مواضيع الاخلاقيات البيولوجية لا سيما الاجهاض التي اثارت جدلا كبيرا لدى الكاثوليك الاميركيين". واكدت الصحيفة ان الام تيريزا وعند تلقيها هذه الجائزة تحلت "بالشجاعة للقول ان الحرب الاقسى هي ممارسة الاجهاض الذي تشرعه وحتى تسهله المنظمات الدولية". لكن الصحيفة عكست في الوقت نفسه موقف الفاتيكان حين قال في بيان "لا يسعنا الا الترحيب بمنح الجائزة للرئيس اوباما عن جهوده في مجال نزع الاسلحة النووية والميل لاعتماد سياسة تهدف الى تحقيق السلام اكثر مما تهدف الى تاكيد القوة الاميركية في العالم".