تتميز الطائف بالتنوع البيئي والغطاء الزراعي الكثيف، ويمتد الريف الطائفي على مساحة رحبة، واستغل الاهالي منذ القدم طبوغرافية المنطقة التي يغلب عليها الطبيعة الجبلية فأقاموا المزارع على المصاطب بالمنحدرات وبنوا منازلهم من الخامات المتوفرة، وكان اعتمادهم على الزراعة والرعي كمصدر دخل رئيسي، ويلاحظ أن الحياة الريفية بالطائف تتميز بالثراء التراثي، فمازال الريف حتى الوقت الحاضر زاخراً بالحرفيين والحرفيات وممارسي المهن التقليدية، حيث يزود المزارعون أسواق الطائف بالجبن البلدي والإقط والعسل والسمن البري والمشغولات اليدوية التي تنتجها القرويات بمهارة عالية، كما لازالت الحفلات والمناسبات تشهد مشاركة القرويين بأهازيجهم وألوانهم الشعبية التي تصطبغ بطابع منطقتهم، وقد شهدت الارياف بمدينة الورد خلال السنوات الاخيرة اهتماماً من الهيئة العامة للسياحة والآثار لكونها بيئات تمتلك الكثير من مقومات الجذب السياحي. وقال محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن عبد العزيز بن معمر: تنمية المجتمعات المحلية من الاهداف الرئيسية للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولاشك أن الطائف بعراقتها وتاريخها الحضاري والسياحي واحتضانها لقرابة 2000 قرية زراعية تمتلك من الخبرة الشيء الكثير، ويستقطب الريف أعداداً متباينة من السياح كل عام مما يجعل الحاجة الى توفير خدمة الايواء البيئي والريفي أمراً يحظى بالأولوية، فلا يمكن النهوض بالمجتمع المحلي دون الاهتمام بالانشطة واقامة استثمارات تدعم التنمية دون المساس بالبيئة النباتية والحيوانية المحيطة، بما يوفر فرص عمل للمجتمع من خلال المشروعات القائمة وتسويق المنتجات المحلية. وأكد أن الاهتمام بتوفير النزل والاستراحات الريفية سيسهم في تحسين البيئة العمرانية بالقرى، كما يتيح خيارات عديدة أمام السائحين، مشيراً الى ان هناك استثمارات عديدة قامت خلال السنوات الاخيرة في مركزي الشفا والهدا، وهما من أشهر المراكز السياحية بالمملكة لما يتميزان به من بيئة مميزة ومناخ معتدل على مدار العام وقيام مشروعات سياحية متنوعة، الى جانب قيام وزارة النقل بتوسعة وازدواج طريق كرا السياحي الذي يربط بين الطائف ومكة المكرمة عبر مركز الهدا، بالإضافة لقرب افتتاح طريق المحمدية الذي يربط الطائف بساحل البحر الاحمر مباشرة عبر مركز الشفا، وقال: أتوقع أن يكون المستقبل السياحي للطائف أفضل في ظل الاهتمام الحكومي وجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار واهتمام رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز. وأبان أن النزل الريفية المقامة تعتمد على البيئة وتساعد بدورها على المحافظة على المنظومة البيئية من خلال اندماجها مع محيطها، ويمكن تحديد نوعية الاستراحات الريفية وفقاً للخصائص البيئية بالمكان، بما يساعد السكان المحليين على الاستغلال الامثل لمكونات الطبيعة وتجسيد موروثهم وتقاليدهم، وحتى أسلوب الحياة التي يعيشونها في إقامة هذه النزل والاستراحات وتشغيلها. وبدوره يشير رئيس بلدية الطائف المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج الى وجود مشروع ضخم تحت مسمى "وجهة الهدا والشفا السياحية"، وهو مشروع تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية إنفاذاً لمذكرة التفاهم بين الجانبين، وكشف أن المشروع يعد من أهم المشاريع الداعمة للسياحة والاستثمار على المستوى المحلي، مبيناً أن القطاع الخاص سيكون له دور مهم في تنفيذ هذا المشروع السياحي التنموي الكبير والذي من المتوقع ان يجذب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة إن شاء الله. وقال المخرج: يهدف المشروع الى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للهدا والشفا، وايجاد وجهة سياحية جديدة واستغلال الامكانيات والفرص المتاحة لجذب القطاع الخاص المحلي والاجنبي لتصميم وتنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية المتنوعة، من خلال استغلال الموقع بيئياً وجغرافياً مع زيادة فرص التنمية البيئية والدينية، وتنمية التراث الثقافي للطائف وتطوير القطاعات الاقتصادية المهمة، مثل قطاعات الخدمات والزراعة والصناعات الزراعية والحرفية، كما يهتم المشروع بالنواحي العمرانية والاقتصادية والبيئية من خلال تشجيع السكان على الاستقرار في تجمعاتهم القروية بمنطقة الدراسة، ووضع مخطط للتنمية العمرانية المتكاملة مع ضمان تناسقه مع البيئة الطبيعية للمكان وايجاد مناطق ترفيهية متنوعة، كما يهدف المشروع الى زيادة وتنويع مصادر الدخل بالمحافظة، وتوفير فرص عمل لوقف الهجرة الى المدن الكبرى، وبناء قاعدة اقتصادية تعتمد على قطاعات السياحة والزراعة والصناعات الحرفية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ المشروعات، مع تفعيل دور السياحة البيئية وحماية وتطوير مصادر المياه، وتحديد مناطق محمية للحفاظ على الحيوانات المستوطنة وحماية الحياة الفطرية والعمل على انمائها. وأشار إلى أن المشروع سيهتم بالنزل والاستراحات الريفية ويفتح المجال للاستثمارات القائمة على تميز الموقع طبيعياً بإذن الله، وقال: هناك شريحة من السائحين تبحث عن الراحة والاستجمام والبعد عن كل ما يربطها بالحياة العصرية لفترة من الوقت، وهذا عنصر مهم في نجاح مشروعات الاستراحات الريفية، فالطبيعة بالطائف تمنح الزائر زخماً من الابتهاج ومساحة رحبة من الشعور بالطمأنينة والبعد عن المشاغل الحياتية ورتابة العمل الروتيني، فإذا ماتكاملت مقومات الجذب للسياحة الريفية فإن هذا الشكل من اشكال السياحة البيئية سيلقى النجاح المأمول. وشدد المهندس حمود الطويرقي مدير فرع وزارة الزراعة بالطائف على أهمية المحافظة على البيئة في كل مشروع ينفذ من قبل أي مستثمر، خاصة وان الطائف من المحافظات التي تكتنز امكانات طبيعية مميزة، وأكد أن الهيئة تهتم بالبيئة وتشجع على المحافظة عليها، مشيراً الى ان الاستراحات الريفية تعد مدخلاً الى مشروعات السياحة النقية، ومن خلاله يمكن الاستفادة من المشاريع الزراعية بالمنطقة وتمكين المزارعين من استغلال المساحات الشاسعة في مزارعهم لتكون مصدر دخل آخر للمزارع، ولاشك أن النمو السياحي الواضح والاقبال على مدينة الورد يتطلب تنويع الخدمات المقدمة، خاصة دور الايواء السياحي، حيث يمكن اقامة استراحات زراعية ونزل بيئية تحقق رغبات السائحين وتعود بالنفع على العاملين بالقطاع الزراعي بصفة خاصة والمجتمع المحلي عموماً.