أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على اهمية مؤتمر الناشرين العرب عاداً إياها التظاهرة الثقافية التي تشهد اهتماماً عربياً وعالمياً كبيرين . جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الناشرين العرب الأول وألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجه بمركز الملك فهد الثقافي حيث قال: (يسرني في بداية كلمتي هذه أن أرحب بكم في المملكة العربية السعودية في مؤتمر الناشرين العرب الأول هذه التظاهرة الثقافية التي تشهد اهتماماً عربياً و عالمياً كبيرين، وكلي أمل في أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة صادقة نحو نشر منظم للكتاب العربي يثري ساحاتنا الثقافية ويلبي طموحات شعوبنا في الوصول إلى مستوى ثقافي متقدم يقودنا إلى البناء والرقي غني عن القول الإشارة إلى ماضينا الإسلامي والعربي المشرق في العلوم والمعارف وما قام به علماؤنا من نشر للثقافة بكافة أشكالها في أنحاء المعمورة و الأمل يحدونا في أن تستمر المسيرة و نكمل ما بدأه أسلافنا من اهتمام مستفيدين مما نملكه من وسائل حديثة للنشر وقبل ذلك كله فكر نير مضيء يحمله كتابنا وأدباؤنا. كلنا يدرك أهمية الدور الذي يقوم به الناشر في العملية الثقافية ومن خلال محاور هذا المؤتمر وأهدافه نتطلع بكل تفاؤل في أن الوصول عبر حوار هادف بناء، إلى التوصيات تدعم الحركة الثقافية في العالم العربي وتذلل ما يمكن أن يعترضها من عقبات ومن خلال هذه التظاهرة الثقافية أؤكد لكم أن المملكة العربية السعودية لن تدخر وسعاً في عمل كل ما من شأنه إثراء الحرمة الثقافية في العالم العربي و إيصال المعرفة لكل أطياف المجتمع في يسر وسهولة. علينا جميعاً أن لا نقف عند أي توصيات أو نتائج يتم التوصل إليها في هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات الثقافية وإنما متابعة تفعيل هذه التوصيات والنتائج وجعلها واقعاً ملموساً في مجتمعاتنا وكلي ثقة في صدق توجهاتكم وبعد نظركم.) بعد ذلك القي صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الرئيس الفخري لجمعية الناشرين السعوديين كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الذي تفضل حفظه الله برعاية المؤتمر الأول لاتحاد الناشرين العرب، مما أظهر بجلاء ووضوح حرصه على هذا القطاع الثقافي للمجتمع العربي، وشكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي تشرف بافتتاح المؤتمر نيابة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأثنى على جهود معاليه، وسعيه المشكور، للارتقاء بكل ما يتصل بتطور الثقافة ونموها في المملكة. الامير تركي الفيصل متحدثا في المؤتمر كما شكر سموه الوزارة لتفضلها بدعم هذا المؤتمر، موجهاً الشكر أيضا إلى رئيس اتحاد الناشرين الدولي السيد هيرمن أسبورويتس، ورئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف طلعت، وكذلك رئيس جمعية الناشرين السعوديين الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان، الذي قام بجهود كبيرة لهذا الاجتماع الأول لاتحاد الناشرين العرب في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. واشار سمو الأمير تركي الفيصل الى هناك ضبابية كثيفة تلف موضوع النشر اليوم، متسائلاً: هي الإحصاءات الصحيحة، عن عدد الكتب التي تنشر وتقرأ في العالم العربي؟ ما هي نسبة ما نشر وترجم في العالم العربي بالمقارنة بما يتم في بقية أنحاء العالم؟ كل هذه الأرقام يتم تداولها من دون أن يكون هناك معيار واحد لها. ففي تقرير لمؤسسة الفكر العربي العام 2007، أن لكل 12 ألف مواطن عربي كتاباً واحداً، في حين أن هناك كتاباً واحداً لكل 500 مواطن بريطاني، وكتاب لكل 900 مواطن ألماني، وفي العالم العربي لا يتجاوز معدل القراءة 4 في المائة من معدل القراءة في إنجلترا، أي أن معدل القراءة يراوح مكانه منذ عشرات السنين، لا بد أن الأمر يحتاج إلى دراسة موسعة، فالمؤكد أن حركة النشر في البلاد العربية توسع يوما بعد آخر، وكمية المنتج ترتفع سنويا، ولكن هناك خللاً كبيراً في الإحصاءات لعدم العناية بها، وعدم الحرص على دقتها، وهي مسألة تنطبق مع الأسف الشديد على كثير من أمور العالم العربي، حيث يكون الحكم غير دقيق لإهمال الإحصاء أو عدم العناية بدقته، أو لعدم اقتناع بعض الجهات المسؤولة بجدواه. وناشد سمو الأمير تركي الفيصل في ختام كلمته الجميع بأن يركز على إجراء إحصاء دقيق جدا للإنتاج الفكري العربي المطبوع ابتداء من عام 2010، وأن يكون هم اتحاد الناشرين العرب ومعه الاتحادات الإقليمية وهو التوصل إلى احصاءات دقيقة جدا لما نشر في عام 2009. وفي الختام قدم سموه شكره للمشاركين في هذا المؤتمر للخروج بما يفيد قطاع النشر ويسهم في رفع شأنه في البلاد العربية. من جهته نوه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لمؤتمر الناشرين العرب الأول ، مبيناً أنه وجه رعاه الله في كلمته السامية بأهمية تفعيل التوصيات التي يتم التوصل إليها في المؤتمر وتشجيع انتشار الكتاب في عالمنا العربي وأهمية العلاقات في هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية. وأكد معاليه في تصريح عقب افتتاح المؤتمر في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض اليوم أهمية المحاور والموضوعات المطروحة على المؤتمر وقال ( إنها تهم الناشر والقارئ العربي وتتناول كيفية توزيع الكتاب وانتقاله من مكان إلى مكان آخر بكل سهولة ويسر. بعد ذلك القى رئيس جمعية الناشرين السعوديين احمد بن فهد الحمدان كلمة نوه فيها برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لمؤتمر الناشرين العرب الأول حيث أنه أعطى ايده الله اهتماما خاصا لحركة النشر والتأليف وجعل من المملكة منارة للعلم . وقال «ما افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجائزة الملك عبدالله للترجمة الا دليل واضح وجلي على ذلك». وزير الثقافة والاعلام يكرم أحمد الحمدان وبين الحمدان أن المؤتمر تحول من أمنية إلى واقع ملموس يلبي رغبة الناشرين في دراسة واقعهم واستشراف طموحاتهم تحت شعار مستقبل صناعة النشر في العالم العربي ليبني رؤى تنويرية متكاملة للكتاب العربي . مشيرا الى أن الهدف من إقامة مؤتمر الناشرين هو تحليل واقع النشر العربي ودراسة حالة التنمية الثقافية في الوطن العربي التي كانت لها آثار سلبية على المجتمعات العربية . وقال الحمدان « نعترف نحن الناشرين العرب أننا استقبلنا القرن الواحد والعشرين بإصدارات مكثفة وأعمال نشر جليلة ولكن هذه الإصدارات ركزت على جانب وأهملت جوانب نحن في أمس الحاجة إليها» مشيراً إلى أن الإصدارات التي أنتجت خلال الفترة السابقة لن تعالج كل المشاكل في العالم العربي موضحا أن إقامة المؤتمر محاولة جادة من الناشرين العرب للم الشمل العربي من الناحية الفكرية والثقافية . عقب ذلك ألقى رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتورمحمد عبد اللطيف طلعت كلمة أكد خلالها أهمية أن يجتمع الناشرون العرب معاً ليتدارسوا قضاياهم واهتماماتهم المشتركة مشيراً إلى أن اتحاد الناشرين العرب هو المظلة العربية الجامعة التي تجمع كل اتحادات وجمعيات الناشرين العرب في الدول العربية وعددها الآن 13اتحاداً أو نقابة أو جمعية وكذلك دور النشر الذين يقترب عددهم الآن في الاتحاد من خمسمائة عضو . وبين الدكتور طلعت أن الاتحاد الذي بدأ أعماله في الستينيات بتوصية من إحدى لجان جامعة الدول العربية وأعيد تأسيسة سنة 1995 م يهدف إلى تنمية صناعة النشر في العالم العربي وتحديد المشكلات التي تواجهها واقتراح ووضع الحلول المناسبة لها مبيناً أن النشر ليس مجرد صناعة مثل باقي الصناعات بل أنه يعد في نفس الوقت أحد صانعي البنيان الأجتماعي والثقافي لأي أمة من الأمم. وقال «إن النشر يعد جزءاً من صناعة المحتوى ، وبالنظر إلى العالم العربي وما فيه من تراث ثقافي هائل ومتنوع ومتعدد وبما فيه أيضاَ من أعداد كبيرة لعقول مفكرة ومبتكرة ، هذا العالم العربي الذي يمتلك كماً من المعرفة التراكمية على مدى عصور متتالية ومع هذا كله فإن المساهمة العربية في صناعة المعرفة العالمية تعتبر قليلة إلى حد كبير ، فما أشد حاجته الآن إلى أن ينفض الغبار عما لحق بهذه المعرفة وليبدأ في القيام بدوره من جيد في إشاعة هذا النور في كل مجتمعاته بل ليبدأ في سد حاجة العالم من حوله إلى ما يمتلكه من ثقافة وعلم ومعرفة « . وأوضح رئيس اتحاد الناشرين العرب أن اللغة العربية تعتبر أحد أدوات الربط الهائلة بين أبناء الأمة العربية في مختلف أماكنهم وأن قوة هذه اللغة تعتبر قوة للأمة كلها والعكس صحيح مشيراً إلى أهمية ضمان حرية انتقال الكتاب العربي من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى داخل العالم العربي حيث إن الكتاب هو جسر التواصل بين الحاضر وبين الماضي بما يحويه من دروس وعبر. د. محمد عبداللطيف طلعت وأضاف:»إن هناك أهمية بالغة للتعاون بين الناشرين وبين جميع الجهات خصوصاً الحكومية منها، أن تحديات مثل التصدي للاعتداء على حقوق الملكية الفكرية بالتزوير والتقليد والقرصنة وكذلك التعاون في إنتاج الكتاب المدرسي لهي أمثلة شديدة الوضوح على الأهمية للتعاون المأمول مع جهات حكومية متعددة، ان هناك الكثير مما يمكن فعله للعبور بالكتاب العربي من ضيق المشاكل واللوائح والنظم إلى الفضاء الأرحب من التعاون والتكاتف، إذن صناعة النشر العربية تواجه تحديات كبيرة وعميقة نأمل أن يكون هذا المؤتمر تأسيساً قوياً لمجابهة هذه التحديات والتصدي لها». بعد ذلك القى رئيس اتحاد الناشرين الدولي هيرمان سبروجت كلمة عرف فيها بالاتحاد الدولي للناشرين الذي يضم نحو 60 اتحاداً وطنياً للناشرين من 50 دولة وتأسس في عام 1896 م . وقال « يهدف الاتحاد إلى تعزيز حقوق النشر ودعم مكافحة القرصنة وتعزيز حرية التعبير ومكافحة الرقابة على المطبوعات وزيادة الوعي بقيمة النشر لدى المجتمع وتعزيز السياسات المؤيدة لتطوير الصناعة المحلية للنشر فضلا عن التبادل الدولي لهذه الصناعة « . وأشار سبروجت الى أن النشر يعزز التعليم ويحافظ على التراث الثقافي ويعزز الهوية الوطنية ويمكن من الحوار الدولي فضلا عن أنه أداة أساسية في التعليم والكتب المدرسية. ويعتمد أيضا على السياسات الحكومية بما فيها حقوق النشر وتنفيذها. وأشاد رئيس اتحاد الناشرين الدولي في كلمته بالحضارة العربية مبينا انها كانت على مدى قرون كثيرة من أكثر الحضارات تقدما علميا وازدهارا في العالم . وأعرب عن سروره بتواجده اليوم في المؤتمر الأول لاتحاد الناشرين العرب الذي يعد فرصة لتبادل أفضل الخبرات في مجال صناعة النشر. وشكر سبروجت المسؤولين في اتحاد الناشرين في المملكة العربية السعودية الذي أصبح مؤخرا عضوا في الاتحاد الدولي للناشرين متمنيا التوفيق لاعمال المؤتمر . وفي ختام الحفل سلم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه دروعاً تذكارية للمؤسسات والجهات المشاركة في المؤتمر كما تسلم معاليه درعاً تذكارية من الجهة المنظمة للمؤتمر. كما أكد معاليه أنه سيكون هناك لجنة لمتابعة توصيات مؤتمر الناشرين العرب الأول لتفعيلها حيث هناك توجيهات سامية بذلك.